سادس مكسب أسبوعي.. الذهب يواصل الارتفاع مدفوعًا بالتوترات العالمية وتراجع ضغوط خفض الفائدة

الذهب يحقق سادس مكسب أسبوعي متتالي مدعومًا بالتوترات العالمية وتراجع رهانات خفض الفائدة، إذ استقرت أسعار الذهب في المعاملات الفورية عند 3748.41 دولار للأونصة صباح الجمعة بتوقيت غرينتش، بينما بقيت العقود الأميركية الآجلة لشهر ديسمبر عند 3774.50 دولار، وفق بيانات رويترز؛ وعلى الرغم من التماسك النسبي في التداولات، سجل الذهب ارتفاعًا بنسبة 1.6% منذ بداية الأسبوع محافظًا على مكاسبه للأسبوع السادس على التوالي.

تأثير البيانات الأميركية على أسعار الذهب وسوق الفائدة

تأثرت أسعار الذهب بشكل واضح بالبيانات الاقتصادية الصادرة عن الولايات المتحدة التي أظهرت انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية وتحسن وتيرة النمو الاقتصادي في الربع الثاني، بفضل قوة الاستهلاك واستثمارات الأشغال. هذا الأداء الاقتصادي القوي قلّص توقعات الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في شهري أكتوبر وديسمبر، حيث انخفضت الاحتمالات إلى 85% لشهر أكتوبر و60% لديسمبر مقارنة بتقديرات سابقة أعلى؛ ومع ذلك، استمر الذهب في الصمود مستفيدًا من حالة التوتر والتقلبات العالمية.

تصريحات المحللين حول تحركات الذهب وسط الرسوم الجمركية

أوضح تيم ووترر، كبير محللي الأسواق في “كيه.سي.إم تريد”، أن حركة الذهب كانت بطيئة نسبيًا، في انتظار بيانات التضخم الأميركية التي ينتظرها المتداولون بشغف. وذكر أن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رسوم جمركية جديدة للحماية التجارية ساهم في الحفاظ على حالة التأهب بين المستثمرين، مما عزز التدفقات نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب؛ إذ أضافت هذه الرسوم ضغوطًا جديدة على الأسواق وأمدت الذهب بدعم إضافي وسط المخاوف الاقتصادية المتزايدة.

توقعات التضخم وتأثير الطلب الآسيوي على أسعار الذهب

في سياق متصل، الصقّت الأسواق أنظارها إلى بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المقياس المفضل للتضخم لدى الفيدرالي، والتي من المتوقع أن تسجل ارتفاعًا بنسبة 0.3% شهريًا و2.7% سنويًا في أغسطس، مما قد يؤثر على تحركات الذهب مستقبلًا. وعلى صعيد الطلب، شهدت الصين تراجعًا في كمية الذهب المطلوبة هذا الأسبوع، بينما استمر الإقبال المعتدل في أسواق آسيوية أخرى رغم ارتفاع الأسعار، حيث يُتوقع أن يدفع انتظار المزيد من المكاسب المستثمرين للحفاظ على إقبالهم في الفترة القادمة.

• أسعار الذهب في المعاملات الفورية والعقود الآجلة
• تأثير مؤشرات البطالة والنمو الاقتصادي الأميركي على توقعات الفائدة
• دور الرسوم الجمركية والتوترات العالمية في دعم أسعار الذهب
• توقعات بيانات التضخم ومعدلات الطلب في آسيا

أداء المعادن النفيسة إلى جانب الذهب في الأسواق العالمية

على صعيد المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة تراجعًا بنسبة 1% لتصل إلى 44.83 دولار للأونصة، في حين ارتفع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1541.39 دولار مقتربًا من أعلى مستوياته خلال 12 عامًا. كما صعد البلاديوم بنسبة 0.9% مسجلاً 1261.59 دولار. جميع هذه المعادن تتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية، مما يعزز جاذبية قطاع المعادن النفيسة كملاذ استثماري في ظل أجواء عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.

يستمر الذهب في الحفاظ على زخم صعوده مع استمراره في كسب دفاتر التداول مدعومًا بتغيرات السياسة الاقتصادية والتجارية العالمية رغم تراجع آمال خفض الفائدة، مما يجعله مركز اهتمام المستثمرين الباحثين عن أمن استثماري في فترات التقلب.