السخرية الأمريكية.. نتنياهو يواجه موجة انتقادات لاذعة من المجتمع الأمريكي

يستمر مسلسل الرسوم المتحركة الأمريكي “ساوث بارك” في إثارة الجدل عبر تسليط الضوء على قضايا سياسية حساسة، لا سيما بتضمينه شخصية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في سياق مليء بالسخرية والاتهامات. يعكس هذا المسلسل الشهير جرأة غير مسبوقة في تناول المواضيع السياسية، ما جعل حلقة الموسم الحالي تحت عنوان “تضارب المصالح” محط أنظار واسعة.

ساوث بارك وتسليط الضوء على خطاب السخرية ضد نتنياهو بقضية غزة

في الحلقة الخامسة، تظهر الأم الغاضبة شيلا بروفلوفسكي، والدة شخصية كايل، وهي تواجه نتنياهو في القدس بشكل مباشر، معبرة عن رفضها الشديد للأحداث هناك، قائلة له إنه مسؤول عن قتل وإبادة آلاف الفلسطينيين، ويتستر خلف هويته اليهودية لتجنب الانتقاد. تنقل الحلقة بوضوح أن النزاع ليس فقط بين اليهود والفلسطينيين، وإنما هو صراع سياسي بين إسرائيل وفلسطين، وهو ما دفع شيلا إلى محاولة كشف ملابسات المعاناة في غزة.

هذا التناول لموضوع غزة عبر شخصية شيلا، إلى جانب ظهور كايل الذي يُحمل تبعات معاناة الفلسطينيين بسبب انتمائه اليهودي، يزيد من تعقيد المشهد ويبرز الأبعاد الإنسانية والسياسية في آن واحد.

تجارب الأطفال في ساوث بارك والتحذير من التحيز تجاه إسرائيل والغزو المحتمل

تضمنت الحلقة مشاهد يظهر فيها أطفال ساوث بارك وهم يراهنون على تطورات سياسية عبر تطبيقات تنبؤية، وأبرز الرهانات كان حول احتمال حدوث هجوم على غزة تقوده شيلا، ما أثار مشاعر الغضب عند كايل وعائلته بسبب اتهامهم بالتحامل والعداء للسامية. يصور المسلسل أيضاً الصراع النفسي الذي يعيشه كايل عند سؤاله المستمر عن غزة، حيث يشعر وكأنه يتحمل مسؤولية الأحداث، مما يعكس بذكاء التوترات العائلية والثقافية المرتبطة بالموضوع.

ساوث بارك وانتقاد أعمق للرئيس ترامب ومحاولات السيطرة على الإعلام الأمريكي

لم يقتصر نقد ساوث بارك على السياسة الإسرائيلية، بل شمل كذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورئيس لجنة الاتصالات الفيدرالية بريندان كار. عرض المسلسل مواقف تهكمية لكار، مثل إصابته بداء المقوسات نتيجة حوادث متكررة، في إشارة إلى محاولاته للحد من حرية التعبير، خصوصًا بعدما هدد شبكة ABC بسبب برنامج “جيمي كيميل لايف”. وبالموازاة، ظهر ترامب منشغلاً بمؤامرات غريبة، يحاول فيها التخلص من “حمل غير مرغوب فيه” بمساعدة الشيطان، بينما يقابله كار بسلوكيات تعرقل مخططاته بشكل فكاهي.

هذا العرض الساخر يسلط الضوء على التوترات بين إدارة ترامب والهيئات التنظيمية والإعلام، ويطرح تساؤلات حول التوازن بين السلطة والحقوق المدنية.

الشخصيةالموقف في الحلقةالتأثير السياسي
بنيامين نتنياهواتهامات بالإبادة ومواجهة مباشرة مع شيلاتسليط الضوء على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني من منظور نقدي
شيلا بروفلوفسكيتتحول لمحققة تبحث عن الحقيقة في غزةتمثيل السعي لفهم أعمق للتوترات السياسية
دونالد ترامبمشاهد كوميدية بمؤامرات غريبةانتقاد لأساليب حكمه واهتمامه الشخصي
بريندان كارشخصية عبثية تعيق حرية التعبيرإشارة إلى محاولات التحكم بالوسائل الإعلامية

تأخر عرض الحلقة نحو ثلاثة أسابيع أثار تكهنات عن احتمال إلغاء المسلسل، لكن المبدعين تري باركر ومات ستون أوضحا أن السبب يعود لاعتبارات فنية وفقط، دون تأثير خارجي مباشر. مع ذلك، لا تزال هناك شكوك حول رد فعل السلطات الأمريكية على المحتوى الحساس للحلقة، خاصة في ظل استجابة شبكة سي بي إس لضغوط البيت الأبيض بإلغاء موسم جديد من برنامج “ذا ليت شو” الذي يقدمه ستيفن كولبير.

يبقى مسلسل ساوث بارك نموذجاً فريداً في المزج بين السخرية والواقع السياسي، مستمراً في دفع الحدود بنقده اللاذع لمختلف الجهات، بما فيها نتنياهو والإدارة الأمريكية، مما يعكس حرية التعبير والتوترات التي تحيط بها.