فبراير المهيب.. ناسا تستعيد مهمتها المأهولة للقمر بعد عقود من الانتظار

بعثة أرتميس 2 تجمع بين استكشاف الفضاء وتدريب الطاقم والتجارب العلمية لدراسة تأثير الفضاء على الإنسان، حيث تم تقديم موعد إطلاقها إلى فبراير عوضًا عن الموعد السابق في أبريل، ما يجعلها واحدة من أكثر المهمات انتظارًا في مجال استكشاف الفضاء الحديث لمراقبة تأثير الرحلات الفضائية على الجسم البشري بشكل دقيق.

الاستعدادات النهائية لانطلاق بعثة أرتميس 2 لاستكشاف الفضاء

وصفت لاكيشا هوكينز، نائبة المدير المساعد في وكالة ناسا، بعثة أرتميس 2 بأنها نقطة تحول حاسمة في تاريخ استكشاف الإنسان للفضاء الخارجي، مؤكدة في مؤتمر صحفي أن الجميع على موعد مع لحظة تاريخية تستحق المتابعة عن كثب؛ وأضافت أن نافذة الإطلاق قد تفتح مبكرًا في الخامس من فبراير، مع التأكيد على أن السلامة تحتل الأولوية القصوى لدى الفريق الفني. من جانبه، أوضح تشارلي بلاكويل-طومسون، المدير المسؤول عن إطلاق أرتميس 2، أن نظام الإطلاق الفضائي (SLS) القوي والمحدد لنقل رواد الفضاء إلى القمر أصبح جاهزًا بالكامل للانطلاق، مما يضع بعثة أرتميس 2 على أعتاب مرحلة حاسمة ستعيد تعريف إمكانيات السفر الفضائي.

مقارنة بين مهمتي أرتميس 1 وأرتميس 2 وتأثيرهما في دراسة الفضاء

سبق لوكالة ناسا أن أطلقت في نوفمبر 2022 مهمة أرتميس 1 غير المأهولة، والتي استمرت لمدة 25 يومًا، شُهدت خلالها كبسولة أوريون وهي تدور حول القمر قبل العودة إلى الغلاف الجوي للأرض. وبينما ظهرت بعض المشكلات في الدرع الحراري أثناء العودة، اعتبرت المهمة الأولى نجاحًا باهرًا، وسعت الإدارة إلى معالجة كافة الثغرات التي ظهرت لضمان نجاح مهمات أرتميس المستقبلية. بعكس المهمة السابقة، لن يهبط رواد الفضاء ريد وايزمان، وفيكتور جلوفر، وكريستينا كوتش من ناسا، وجيريمي هانسن من وكالة الفضاء الكندية، على سطح القمر في مهمة أرتميس 2 القادمة، رغم أن هذا الطاقم سيكون أول من يسافر إلى أبعد من المدار الأرضي المنخفض منذ رحلة أبولو 17. مهمة أرتميس 2 لا تقتصر على التجول حول القمر فقط؛ بل هي بمثابة جسر لأبحاث معمقة في تأثير الرحلات الفضائية الطويلة على جسم الإنسان من خلال التجارب العلمية.

كيفية سير بعثة أرتميس 2 وتجاربها العلمية لدراسة تأثير الفضاء على الإنسان

يتولى طاقم الرحلة الصعود إلى كبسولة أوريون، التي ستكون بمثابة مقرهم خلال الرحلة، وتُثبت على الصاروخ العملاق SLS استعدادًا لانطلاق المرحلة الأولى. فور الانطلاق، تنفصل مراحل الصاروخ عن الكبسولة خلال دقائق، لتبدأ أوريون في فتح ألواحها الشمسية من أجل شحن البطاريات، ثم تستخدم محركاتها للوصول إلى مدار أعلى حول الأرض بعد نحو ساعة ونصف، حيث سيتم فحص أنظمتها بالكامل بدقة للتأكد من جاهزيتها للعمل دون أي أعطال. من أهم خطوات المهمة هو ما يعرف بـ”عرض العمليات القريبة”، حيث يتحكم رواد الفضاء يدويًا في الكبسولة للتحرك حول الصاروخ والابتعاد عنه بأمان، وهو تدريب ضروري للمهام القادمة التي ستتطلب مزيدًا من التحكم الدقيق.

• انطلاق الرحلة نحو القمر بعد يوم كامل من عمليات الفحص والتحقق
• قطع مسافة تتجاوز 230,000 ميل في رحلة تستغرق أربعة أيام
• إجراء اختبارات مستمرة على أنظمة السفينة للتأكد من العمل السلس
• تنفيذ تجارب دقيقة لمتابعة تأثير الفضاء على الأنسجة البشرية

يقوم العلماء بجمع عينات من أنسجة دم الطاقم قبل وبعد الرحلة، لمقارنة التغيرات التي قد تطرأ على جسم الإنسان نتيجة التعرض للبيئة الفضائية، ما يجعل هذه المهمة منصة ذهبية لفهم كيفية حماية رواد الفضاء في رحلات طويلة الأمد. وأوضح جيف راديجان، مدير رحلة أرتميس 2، أن الطاقم سيمضي في الفضاء مسافة أبعد من أي رحلة بشرية سابقة، تصل إلى أكثر من 5,000 ميل بحري (9,200 كم) بعد تجاوز القمر، ما يؤكد أن بعثة أرتميس 2 ليست مجرد استكشاف بل تجربة علمية متقدمة تحمل في طياتها آفاقًا جديدة لاستكشاف الفضاء ودراسة تأثيره على الإنسان.