ذهب مرتفع.. الذهب يقترب من ذروته بدعم خفض الفائدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية

أسعار الذهب ترتفع قرب أعلى مستوياتها نتيجة توقعات خفض أسعار الفائدة في أمريكا وتزايد التوترات الجيوسياسية، مما يزيد الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

تطورات أسعار الذهب الفورية والعقود الأمريكية الآجلة والطلب على المعدن النفيس

شهدت أسعار الذهب في المعاملات الفورية ارتفاعاً بنسبة 0.4% لتصل إلى 3778.78 دولار للأوقية بحلول الساعة 07:43 بتوقيت جرينتش، مع تسجيل المعدن النفيس أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3790.82 دولار أمس الثلاثاء؛ أما العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر فقد انخفضت بنسبة 0.1% لتسجل 3812.10 دولار للأوقية.
ويأتي هذا الارتفاع في ظل موجة من المخاوف التي يعاني منها المستثمرون، تشمل قلقاً متزايداً بشأن تقييم الأسهم المبالغ فيه، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، خصوصاً مع تحذير حلف شمال الأطلسي روسيا باستخدام كافة الأدوات العسكرية وغير العسكرية للدفاع عن النفس، وتأكيد الرئيس الأمريكي السابق أن أوكرانيا ستستعيد كل الأراضي المحتلة من روسيا؛ مما يعزز من مكانة الذهب كملاذ آمن يُفضل في أوقات عدم اليقين.

توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية تدفع أسعار الذهب نحو مزيد من الصعود

تلعب توقعات تخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة دوراً محورياً في تحرك أسعار الذهب، إذ تنتظر الأسواق بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي، المؤشر المفضل للاحتياطي الفدرالي لمراقبة التضخم والمقرر صدوره يوم الجمعة، بحثاً عن مؤشرات قد تؤدي إلى قرارات خفض الفائدة.
وتشير أداة فيدووتش التابعة لمجموعة (سي.إم.إي) إلى احتمال خفضين إضافيين لسعر الفائدة بواقع 25 نقطة أساس لكل منهما خلال هذا العام، بنسبة احتمال تصل إلى 93% خلال أكتوبر و79% في ديسمبر؛ مما يدعم الطلب على الذهب الذي لا يدر عائداً لكنه يُعد من الملاذات الآمنة في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
ويوضح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأولية في ساكسو بنك، أن هذه الارتفاعات مدعومة بتراجع تكاليف التمويل الأمريكي، فضلاً عن مجموعة من مخاوف المستثمرين التي تشمل:

• تقييم الأسهم المبالغ في قيمتها
• استقلالية مجلس الاحتياطي الفدرالي
• تصاعد المخاطر الجيوسياسية

تحركات أسعار المعادن النفيسة الأخرى وتأثير الاضطرابات الجيوسياسية على السوق

ارتفعت أسعار الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 44.23 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوى لها في نحو 14 سنة، بينما صعدت أسعار البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1483.53 دولار، وزاد البلاديوم 0.3% إلى 1225.46 دولار للأوقية؛ الأمر الذي يعكس تأثر المعادن النفيسة بالمخاوف العالمية وعدم اليقين في الأسواق المالية.
يرى المحلل ريكاردو إيفانجليستا من شركة أكتيف تريدز أن الذهب قد يحافظ على استقراره فوق 3750 دولاراً خلال الفترة المقبلة، مستفيداً من حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، مع احتمال صعوده إلى مستوى جديد يقترب من 3900 دولار، في ظل توجه مجلس الاحتياطي الفدرالي نحو المزيد من التيسير النقدي.