صعود المعدن.. توقعات بتحركات قوية للذهب في الأسواق العالمية

أسعار الذهب اليوم وأسباب ارتفاع المعدن الأصفر وصعوده المتواصل

شهدت أسعار الذهب اليوم قفزات قوية أعادت المعدن النفيس إلى في مقدمة الأحداث الاقتصادية، حيث أصبحت حديث المستثمرين والمستهلكين على حد سواء، ولا يعكس هذا الصعود مجرد أرقام في شاشات التداول، بل يؤثر بشكل مباشر على نشاط السوق المحلي. يزداد الاهتمام بمتابعة أسعار الذهب اليوم لحظة بلحظة وسط حالة من الترقب وعدم اليقين؛ إذ ينظر البعض إليه كملاذ آمن يحفظ القيمة في فترات الاضطراب، بينما يترقب المستثمرون قدرة السوق على استيعاب هذه الموجة الصعودية وتأثيرها على قرارات البيع والشراء، مما يجعل أسعار الذهب اليوم محور النقاش حول مستقبله في الفترة القادمة.

عوامل مؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب اليوم عالميًا ومحليًا

تعتبر عوامل عدة وراء ارتفاع أسعار الذهب اليوم بشكل ملحوظ، حيث أكدت شعبة الذهب في تصريح حصري أن صعود المعدن الأصفر مرتبط بزيادة الطلب العالمي عليه كملاذ آمن في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية حول العالم، مع توقع استمرار ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة. شهدت الأسواق المحلية والعالمية أسعارًا قياسية مدعومة بشكل رئيسي بتراجع الدولار الأمريكي، وتصاعد الرهانات على اعتماد الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سياسة نقدية أكثر تيسيرًا. يأتي ذلك بالتزامن مع تفاقم التوترات الجيوسياسية، ما عزز الطلب على الذهب.

أظهرت البيانات أن الذهب اخترق مستويات قياسية بناءً على توقعات خفض أسعار الفائدة، إضافة إلى ازدياد الطلب المؤسسي. حيث أشار مؤشر CME FedWatch إلى توقعين لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال العام الحالي؛ الأول بنسبة احتمال تصل إلى 90% في أكتوبر، والثاني بنسبة 73% في ديسمبر. هذه التوقعات إلى جانب التصعيد في النزاعات بين روسيا والناتو وتصاعد الأوضاع في الشرق الأوسط، جعلت الذهب مقصدًا رئيسًا للمستثمرين الباحثين عن استقرار في ظل اضطرابات الأسواق.

تأثير قرارات الفيدرالي وتغيرات الأسواق على أسعار الذهب اليوم

أوضح جيروم باول، رئيس الفيدرالي الأمريكي، أن قرار خفض أسعار الفائدة جاء كإجراء لإدارة المخاطر، مشيرًا إلى عدم الحاجة للتسرع في رفعها مجددًا رغم استمرار مخاوف التضخم؛ وفي المقابل، عزز تعيين ستيفن ميران، المحافظ الجديد، التوجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيرًا، مع التحذير من أن تشديد السياسة قد يؤثر سلبًا على أسواق العمل. هذا التباين بين أعضاء الفيدرالي وبرؤى السوق خلق توقعات متزايدة لمزيد من خفض الفائدة، خاصة مع تباطؤ مؤشرات التضخم.

تتوقع الأسواق انخفاض معدلات الفائدة قصيرة الأجل من النطاق الحالي بين 4.00% و4.25% إلى أقل من 3% قبل نهاية 2026. ساهم هذا التباين بين توقعات الفيدرالي والأسواق في تراجع الدولار من أعلى مستوياته خلال الأسابيع الماضية، ما وفر دعمًا إضافيًا لأسعار الذهب اليوم.

ارتفعت كذلك حيازات صندوق SPDR Gold Trust بنسبة 0.60% لتصل إلى 1000.57 طن، وهو أعلى مستوى منذ أكثر من ثلاث سنوات، مما يدل على تزايد ثقة المؤسسات الاستثمارية في المعدن الأصفر. سجلت الأسواق الهندية طلبًا قويًا عن الذهب رغم ارتفاع الأسعار المحلية، حيث بلغ قسط الذهب أعلى مستوياته خلال عشرة أشهر قبيل موسم الأعياد، مختصرًا:

• زيادة الطلب المؤسسي على الذهب
• صعود أقساط الذهب في الأسواق الهندية
• تراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية
• توقعات بتيسير نقدي من الفيدرالي الأمريكي

الأزمات الجيوسياسية ودورها في تعزيز أسعار الذهب اليوم

تكتسب أسعار الذهب اليوم زخماً إضافياً عبر تصاعد التوترات الجيوسياسية التي تلعب دورًا جوهريًا في دفع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، وعلى رأسها الذهب. شهدت العلاقات بين روسيا وأوكرانيا ارتفاعًا في حدة التصعيد مع الاتهامات المتبادلة باستخدام طائرات مسيرة على مناطق مدنية، في حين تتهم دول الناتو موسكو بانتهاك أجواء عدة دول مثل إستونيا وبولندا ورومانيا، وهو ما نفته روسيا بشكل قاطع.

وفي الشرق الأوسط، ازدادت حدة الصراع مع تصاعد الهجمات بين إسرائيل وحركة حماس، وسط تحذيرات أمريكية من احتمالات تداعيات ضم الضفة الغربية، مما ساهم في زيادة المخاوف الاقتصادية والسياسية عالمياً.

تشير المؤشرات إلى أن العوامل الأساسية التي تدعم أسعار الذهب اليوم لا تزال قوية، بدءًا من توقعات خفض الفائدة وتراجع العوائد الحقيقية، ومرورًا بالطلب العالمي المرتفع والمخاطر الجيوسياسية المتفاقمة. من المرجح أن أي مؤشر إيجابي من جيروم باول نحو المزيد من التيسير النقدي أو صدور بيانات اقتصادية ضعيفة سيكون بمثابة دفع جديد للمعدن الأصفر، مع بقاء سعر الأوقية قرب حاجز 3800 دولار.