ارتفاع الدولار.. تحركات قوية للعملة الأسترالية بعد بيانات التضخم المثيرة

ارتفعت أسعار الصويا بشكل طفيف في بورصة شيكاغو خلال تداولات يوم الثلاثاء، رغم أن التقارير أكدت توجه الصين نحو شراء الصويا من الأرجنتين. هذه الخطوة أثرت بشكل مباشر على السوق الأميركي، حيث حجز المشترون الصينيون عشر شحنات على الأقل من فول الصويا الأرجنتيني بعد إلغاء بوينس آيرس مؤقتًا ضرائب تصدير الحبوب، ما عزز تنافسية الصادرات الأرجنتينية في مواجهة الولايات المتحدة.

تأثير إلغاء ضريبة تصدير الحبوب على أسعار الصويا وعمليات الشراء الصينية

اتخاذ الأرجنتين قرارًا مؤقتًا بإلغاء ضريبة تصدير الحبوب حتى نهاية أكتوبر أو وصول قيمة الصادرات إلى 7 مليارات دولار، جعل من صادرات فول الصويا الأرجنتيني خيارًا أكثر جاذبية للمشترين، خاصة في الصين. هذا الإجراء دفع التجار الصينيين إلى الإسراع في تأمين شحنات لتغطية احتياجات الربع الرابع، الفترة التي كانت تعتمد بشكل رئيس على فول الصويا الأميركي، لكن مع توتر العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين، تغيرت التحولات لصالح أمريكا الجنوبية. تتألف الشحنات المحجوزة من سفن باناماكس بسعة 65 ألف طن متري لكل منها، ومن المتوقع تسليمها في نوفمبر، بأسعار CFR تتراوح علاوتها بين 2.15 و2.30 دولار للبوشل فوق سعر عقد نوفمبر لفول الصويا في بورصة شيكاغو (CBOT).

يقول أحد التجار المطلعين على الصفقات إن المشترين الصينيين حجزوا حتى الآن 15 شحنة، مما يمثل تطورًا جديدًا يبعث القلق في نفوس المزارعين الأميركيين، إذ إن تلك الصفقات تؤدي إلى خسارة مليارات الدولارات من مبيعات فول الصويا في السوق الصينية، التي تُعد الأكبر عالميًا. خاصةً مع تجميد الصادرات الأميركية في ظل عدم تقدم المحادثات التجارية مع واشنطن، أدت هذه الظروف إلى دخول المنافسين في أمريكا الجنوبية، وفي مقدمتهم البرازيل، لسدّ الفجوة.

كيف تؤثر الحرب التجارية بين أمريكا والصين على واردات فول الصويا؟

الحرب التجارية المتواصلة بين واشنطن وبكين أثرت على سوق فول الصويا بشكل واضح؛ فالصين، التي هي أكبر مشترٍ عالمي، لم تقم حتى الآن بشراء أي شحنات من فول الصويا الأميركي من محصول الخريف الحالي. بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين الصيني شي جين بينغ والأميركي دونالد ترامب، لم يجرِ أي تحديث بشأن القضايا الزراعية، مما زاد الضغط على عقود فول الصويا الأميركية في بورصة شيكاغو التي اقتربت من أدنى مستوياتها خلال خمس سنوات.

وفي وقت سابق من الشهر، نقلت رويترز أن الصين أنها احتفظت بمخزون كبير من فول الصويا لشحنات أكتوبر، وحجزت نحو 15% فقط من احتياجاتها لشهر نوفمبر كلها من أمريكا الجنوبية، في حين أن الأعوام الماضية كانت تثبت أن الصين تشتري ما بين 12 إلى 13 مليون طن من الولايات المتحدة لشحنات تمتد من سبتمبر حتى نوفمبر. ويضيف التجار أن هناك تحولًا واضحًا في سياسة الاستيراد الصينية تجاه فول الصويا، بما يؤثر سلبًا على الطلب الأميركي.

مستقبل أسعار فول الصويا ودور الشحنات الأرجنتينية في سوق الصين

يعود سبب تراجع عقود فول الصويا وزيت الصويا في الصين يوم الثلاثاء إلى القرار الأرجنتيني بتعليق ضريبة تصدير الحبوب مؤقتًا، حيث شهدت البورصة في داليان انخفاضًا بنسبة 3.5% للعقود الأكثر نشاطًا لفول الصويا المطحون وزيت فول الصويا، وفق بيانات الساعة 06:39 بتوقيت غرينتش. يُعزى هذا الانخفاض إلى جذب الأسعار الجديدة المشتري الصيني، ما يجعله يستفيد من هوامش طحن مربحة.

قال جوني شيانغ، مؤسس شركة الاستشارات الزراعية AgRadar في بكين، إن تأثير إلغاء الضرائب قد يكون قصير الأمد، لأن القرار مؤقت ويمتد لحوالي شهر واحد، إضافةً إلى محدودية المعروض الأرجنتيني من فول الصويا. وعادة ما تفرض الأرجنتين ضريبة تصدير بنسبة 26% على فول الصويا، ما يمنح القرار تأثيرًا مباشرًا على الأسعار وتنافسية البضائع.

من جانب آخر، ارتفعت واردات الصين من فول الصويا إلى مستويات قياسية خلال شهور مايو ويونيو ويوليو وأغسطس، نتيجة لتزايد المخزونات كإجراء وقائي ضد أي اضطرابات محتملة في الإمدادات خلال الربع الرابع من العام. وبيّن وان تشنغتشي، المحلل في Capital Jingdu Futures، أن العوامل المهمة المقبلة تشمل حجم المشتريات الفعلية من الشحنات الأرجنتينية، وصولها إلى الأسواق، ونتائج المحادثات الأميركية-الصينية التي تلعب دورًا حاسمًا في تحديد واردات فول الصويا خلال الفترة المقبلة، بما يشمل الربع الأخير من السنة وبداية العام الجديد.

• تعليق ضريبة التصدير الأرجنتينية يعزز تنافسية الصويا
• تأثير الحرب التجارية على شراء الصين للفول الأميركي
• زيادة شراء فول الصويا الأرجنتيني لتحل مكان المنتجات الأميركية
• تذبذب أسعار فول الصويا في الأسواق العالمية بناءً على العوامل السياسية والاقتصادية

يعد سوق فول الصويا من أكثر الأسواق تأثرًا بالتطورات السياسية والاقتصادية العالمية، حيث تتقلب الأسعار بحسب التغييرات في سياسات التصدير وأحداث الحرب التجارية بين أميركا والصين، ما يجعل مراقبة حركة الشحنات والمفاوضات التجارية أمرًا أساسيًا لفهم مستقبل السوق ومعدلات العرض والطلب في الأسواق الدولية.