حقبة جديدة.. تفكك عالمي يتصاعد والأزمة في غزة تصل لمرحلة غير مسبوقة

دخل العالم عصر التفتت الطائش والمعاناة الإنسانية المستمرة، حسبما حذر أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، مشددًا على أن السلام العالمي أصبح مهددًا نتيجة غياب المساءلة وتراجع الالتزام بالقانون الدولي في ظل الأزمات المتفاقمة التي يشهدها العالم اليوم.

تأثير الحرب في غزة على السلام العالمي وقانون مكافحة المعاناة الإنسانية

سلط أنطونيو غوتيريش الضوء على الحرب في غزة كواحدة من أكثر الكوارث الإنسانية مأساوية في العصر الحديث، مشيرًا إلى أن الحرمان المتعمد من مقومات الحياة الأساسية واستهداف البنى التحتية ينعكس بشكل مباشر على احتمالات بناء السلام، ويقوض أية جهود لإنهاء النزاعات؛ وأكد على الحاجة الماسة لفتح الممرات الإنسانية دون أية عوائق، والامتثال لتدابير محكمة العدل الدولية للدفاع عن الكرامة الإنسانية.

الخيارات الحاسمة لإنقاذ النظام الدولي وتعزيز السلام العالمي المبني على القانون

دعا الأمين العام قادة العالم إلى تبني خمسة خيارات استراتيجية بنظرته لإنقاذ النظام الدولي، والتي تتمثل في:

• ترسيخ السلام العالمي القائم على القانون الدولي والعدالة
• ضمان كرامة الإنسان والمساواة في الحقوق
• تحقيق العدالة المناخية للحد من التغيرات البيئية الخطرة
• تسخير التكنولوجيا بشكل يخدم الإنسانية ويعزز التنمية
• تعزيز دور الأمم المتحدة كمنصة متعددة الأطراف لإدارة الأزمات

وأكد غوتيريش أن هذه الخطوات ضرورية للتصدي للأزمات المترابطة التي تشمل الفقر والتغير المناخي والتوترات الجيوسياسية التي تهدد الاستقرار العالمي.

دور الحل السياسي المبني على الدولتين في إنهاء النزاعات والحد من المعاناة الإنسانية

أبرز الأمين العام أن الحل السياسي القائم على أساس الدولتين يمثل الإطار الوحيد لإنهاء النزيف المستمر في مناطق النزاع، خصوصًا في غزة، حيث يساهم هذا الحل في وقف المعاناة وتحقيق السلام العادل؛ ومما لا يغيب عن البال أن غياب هذا الحل يفاقم الأزمات الإنسانية ويؤدي إلى مزيد من التفكك والتدهور في النظام الدولي، وهو ما يضع العالم أمام خيار واضح بين الانجراف نحو الفوضى أو إحياء التعددية الدولية وتوحيد الجهود لتحمل المسؤوليات المشتركة من أجل مستقبل أكثر أمنًا وعدلًا.