هجوم سيبراني.. مكالمات فيديو آيفون في خطر حقيقي بسبب هجوم إلكتروني جديد

أداة هجمات حقن الفيديو عبر هواتف آيفون أصبحت تهديدًا جديدًا يسهّل التلاعب بمكالمات الفيديو المباشرة بطريقة متطورة يصعب كشفها؛ حيث رصد باحثون أداة رقمية متقدمة تستهدف بشكل خاص أجهزة iOS 15 فما فوق بعد كسر الحماية (Jailbroken)، مما يمنح المهاجمين القدرة على تجاوز أنظمة التحقق التقليدية، خصوصًا تلك التي لا تعتمد على تقنيات التحقق البيومتري، ويفتح الباب أمام هجمات إلكترونية أكثر تعقيدًا وقابلية للتوسع.

تفاصيل أداة حقن الفيديو عبر هواتف آيفون ومصدرها المشتبه به

أوضحت شركة iProov للأمن المعلوماتي أن أداة حقن الفيديو عبر هواتف آيفون تُستخدم لاستهداف الأجهزة العاملة بنظام iOS 15 والأحدث، مع وجود كسر للحماية فيها، مما يسمح للمهاجمين بتجاوز أسرع لأنظمة التحقق الضعيفة أو غير البيومترية؛ وهو ما يُعد تطورًا خطيرًا في تقنيات الاحتيال الرقمية. وأشارت الشركة إلى أن هناك شبهات قوية بأن مصدر هذه الأداة يعود إلى جهات صينية؛ وهو ما يزيد المخاوف في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية المتعلقة بالسيادة التكنولوجية وأمن سلاسل التوريد الرقمية. وتُعتبر هذه الظاهرة تحديًا لأمن دولي يتجاوز دائرة التكنولوجيا ليصل إلى مستوى الأمن القومي، خاصة مع مخاطر التكنولوجيا القادمة من دول غير حليفة.

ووفقًا للتقرير، تمر هجمات حقن الفيديو عبر هواتف آيفون بسلسلة مراحل منظمة، تبدأ بتهيئة الهاتف المستهدف عبر إزالة قيود الحماية الأمنية لشركة أبل، مما يسمح باستخدام هاتف يعمل بنظام iOS مع تمكين Jailbreak، يلي ذلك ربط الهاتف بجهاز المهاجم عبر خادم يُسمّى Remote Presentation Transfer Mechanism، الذي يتيح التحكم عن بعد في مكالمات الفيديو. وبعدها تبدأ مرحلة الحقن التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء فيديوهات مزيفة لوجه الضحية، تشمل استبدال الوجوه أو تحريك الصور الثابتة باستخدام حركات أشخاص آخرين، مما يضفي واقعية عالية يصعب تمييزها. وفي النهاية، تأتي مرحلة التجاوز حيث تخدع الأداة الكاميرا المدمجة لتظهر الفيديو المزيف كبث مباشر، ثم يُحقن الفيديو في التطبيقات المسؤولة عن التحقق من الهوية، مما يمكّن المهاجم من انتحال شخصية المستخدم أو ابتكار هوية مزيفة.

ضغوط أمنية وضرورة تطوير تقنيات متقدمة لصد هجمات حقن الفيديو عبر هواتف آيفون

أبدى أندرو نيويل، المدير العلمي في iProov، قلقه من أن اكتشاف هذه الأداة يعد نقطة تحول في أساليب الاحتيال على الهوية الرقمية، مشيرًا إلى أن مصدرها المشتبه به يفاقم الأزمة ويبرز خطورة التهديدات الأمنية. ويؤكد هذا الاكتشاف الحاجة الماسة إلى تبني تقنيات متقدمة للكشف عن الحيوية، والتي يجب أن تتمتع بمرونة عالية وقدرة على التكيف السريع مع التطورات الجديدة في دنيا الهجمات الإلكترونية. وأوضح نيويل أهمية وجود أنظمة أمنية متعددة الطبقات، تجمع بين الاستخبارات الأمنية الواقعية التي يحللها مركز عمليات الأمن في iProov (iSOC)، والتقنيات البيومترية العلمية المتطورة، إلى جانب حلول الكشف عن الحيوية لضمان مطابقة المستخدم مع هويته الحقيقية والتحقق من كونه شخصًا حيًا في لحظة التحقق الزمنية.

هذه المعطيات توضح أن مواجهة هجمات حقن الفيديو عبر هواتف آيفون تتطلب إلمامًا أمنياً شاملاً وتقنيات متعددة متكاملة للتصدي للتهديدات الحديثة، مع إعداد بنى تحتية أمنية ذكية تسمح بالرد السريع على المحاولات الخبيثة.

استراتيجية متعددة المستويات لمواجهة هجمات حقن الفيديو عبر هواتف آيفون

تبيّن شركة iProov أن الهجمات المعتمدة على حقن الفيديو تجعل آليات التحقق التقليدية غير صالحة وحدها، مما يحتم تبني نهج أمني متكامل يرتكز على عدة محاور مترابطة لضمان أعلى درجات الحماية. وفي هذا الإطار، تبدأ العملية بالتحقق الدقيق من هوية الشخص من خلال مطابقة بياناته مع الوثائق الرسمية أو قواعد البيانات الحكومية، ثم ينتقل التحقق إلى التأكد من أن المستخدم هو كائن بشري حقيقي، مستعينين بتقنيات تحليل الصور والبيانات الوصفية لاكتشاف الوسائط المزيفة. ومن النقاط المهمة التي يجب تطبيقها:

• التحقق عبر مراقبة خاصية الحيوية للكشف عن محاولات التزوير
• إجراء عمليات تحقق في الزمن الحقيقي تضمن عدم إمكانية إعادة استخدام فيديوهات مسجلة مسبقاً
• استخدام تفاعلات ذكية تتفاعل مع المستخدم لمنع استغلال الهجمات المعاد تشغيلها
• دمج الخبرة البشرية مع التكنولوجيا عبر أنظمة الرصد والاستجابة المدارة لمتابعة وتحييد التهديدات سريعاً

ويُشدد الباحثون على أن هذا النهج الأمنية المتقدم يصعّب على المهاجمين تخطي جميع الطبقات دفعة واحدة، حتى مع استخدام تقنيات Deep Fake المتطورة، نظرًا لما تتطلبه هذه الهجمات من تقليد دقيق للتفاعلات البشرية الطبيعية. ويُبرز هذا التكامل بين التكنولوجيا والخبرات الأمنية عاملًا حاسمًا في إعاقة محاولات الاحتيال الرقمية عبر حقن الفيديو على آيفون، حيث تكتسب طبقات الحماية وشروط التحقق المتعددة دورًا جوهريًا لا يمكن تجاوزه بسهولة.