3800 دولار.. ارتفاع قياسي في سعر أوقية الذهب قبيل كلمة رئيس “الفيدرالي”

قفز سعر أوقية الذهب فوق 3800 دولار خلال تعاملات الأسواق العالمية اليوم الثلاثاء، مع تواصل عمليات الشراء المكثفة للمعدن النفيس كملاذ آمن في ظل ترقب المستثمرين لتوجهات السياسة النقدية الأمريكية التي سيكشف عنها خطاب جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي لاحقًا، وهو ما يعزز من مكانة الذهب كأحد أهم أدوات الاستثمار في فترات عدم اليقين الاقتصادي.

تفسير ارتفاع سعر أوقية الذهب فوق 3800 دولار وتأثير خطاب جيروم باول

تشهد الأسواق العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في سعر الذهب، حيث تجاوزت أوقية الذهب حاجز 3800 دولار، مدعومةً بعمليات شراء مكثفة جاءت كرد فعل طبيعي لقناعة المستثمرين بأن الذهب يشكل استثمارًا أمثل في مواسم القلق الاقتصادي والسياسي؛ فتصريحات جيروم باول المنتظرة اليوم من المتوقع أن تلقي الضوء على السياسة النقدية الأمريكية ومعدلات الفائدة، وهو ما يزيد من حذر المستثمرين تجاه الأصول ذات المخاطر العالية ويدفعهم للتوجه صوب الذهب الذي يحظى بثقة كبيرة كملاذ آمن.

هذا الارتفاع في سوق الذهب يتجلى أيضًا في ارتفاع أسعار العقود الآجلة للذهب بمقدار 41.30 دولار، بنسبة 1.09%، ليصل السعر إلى 3816.40 دولار للأوقية، مسجلاً رقمًا قياسيًا جديدًا يعكس توجهات المستثمرين الحذرين نحو الأصول الثابتة.

أبرز الأسباب الاقتصادية وراء ارتفاع سعر أوقية الذهب فوق 3800 دولار عالميًا

يرتبط صعود سعر الذهب فوق 3800 دولار بشكل وثيق بعدة عوامل اقتصادية واجتماعية من أهمها قلق المستثمرين من التضخم المستمر الذي يضغط على قيمة العملات، إلى جانب المخاوف المتزايدة من ديون الحكومات وتصاعد الصراعات الجيوسياسية، وهو ما يخلق حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي تعزز الرغبة في اقتناء الذهب كملاذ مضمون يحافظ على القيمة.

في ظل هذه الأجواء، يعتبر الذهب ملاذًا استثماريًا مفضلًا خلال فترات كثرة المخاطر، لأنه:

• يحافظ على القدرة الشرائية عند انخفاض قيمة العملات.
• يعتبر وسيلة تحوط ضد التقلبات الاقتصادية الحادة.
• يتم تداوله بسهولة ويمتاز بسيولة عالية في الأسواق.

ويضيف خطاب جيروم باول المرتقب عنصرًا هامًا من الترقب، إذ أن إشاراته حول سياسات الفائدة ستؤثر بدورها على تحركات الذهب وصعود سعر أوقية الذهب فوق 3800 دولار.

تزامن ارتفاع سعر أوقية الذهب فوق 3800 دولار مع تحركات سوق النفط العالمية

لم يقتصر التغير على الذهب فقط؛ حيث شهد سوق الطاقة ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار العقود الآجلة للنفط، إذ ارتفع سعر البرميل بمقدار 1.04 دولار، بنسبة 1.67% ليصل إلى 63.32 دولارًا، مما يعكس حالة من التحسن النسبي في توقعات الطلب على الطاقة.

يمكن توضيح بيانات أسعار الذهب والنفط اليوم في الجدول التالي:

وتجدر الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار الذهب والنفط في آنٍ واحد يعكس حالة من الترقب العالمي التي تنتظر تفاصيل الخطاب الهام الذي سيلقيه رئيس الاحتياطي الفيدرالي، حيث ترتبط السياسة النقدية الأمريكية مباشرة بتحركات أسواق السلع الأساسية كالذهب والنفط.

إن استمرار سعر أوقية الذهب فوق 3800 دولار يشير إلى استمرار حالة عدم اليقين التي تعيشها الأسواق العالمية، مما يدفع المستثمرين للتوجه إلى الذهب كخيار استثماري مستقر، وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية التي ما زالت تطرح العديد من علامات الاستفهام على مستقبل النمو والتضخم، وسط توترات جيوسياسية متصاعدة وتأثيرات اجتماعية متجددة.