40 رقمًا قياسيًا.. الذهب يحقق أعلى مكاسب عالمية ومحلية هذا العام مع ارتفاع غير مسبوق لعيار 21

أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم تشهد ارتفاعًا قياسيًا غير مسبوق مع تسجيل الأوقية مستوى جديدًا بلغ 3724 دولارًا، بينما صعد سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 5025 جنيهًا، مسجلًا الرقم القياسي الأربعين خلال عام 2025، مع استمرار تراجع الدولار وتبني سياسة التيسير النقدي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وسط حالة تقلبات جيوسياسية عالمية تؤثر على الأسواق.

أسباب ارتفاع أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم إلى مستويات غير مسبوقة

شهدت أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم صعودًا قويًا مدفوعًا بعدة عوامل رئيسية، يأتي في مقدمتها ضعف الدولار الأمريكي الذي انخفض أكثر من 11% منذ بداية 2025، مما جعل الذهب وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن تحوط يستفيد من تقلبات العملات. وأضافت تحركات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو التيسير النقدي وخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس دفعة إضافية نحو جذب المستثمرين للذهب، الذي يُعتبر ملاذًا آمنًا في فترات ضعف العوائد البنكية. وتشير التوقعات إلى خفض مرتين إضافيتين لأسعار الفائدة حتى نهاية عام 2025، مما يعزز هذا الاتجاه.
أيضًا، ساهمت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، بدءًا من الصراعات في أوروبا الشرقية والشرق الأوسط، وصولًا إلى النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، في زيادة الطلب على الذهب كأصل آمن، حيث سجل مؤشر المخاطر الجيوسياسية ارتفاعًا ملحوظًا يزيد من عوائد الذهب بنحو 4% حسب نموذج (GRAM) الخاص بمجلس الذهب العالمي.

تأثير شراء البنوك المركزية والعوامل المحلية على أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم

واصلت البنوك المركزية نشاطها القوي في شراء الذهب، مستحوذة على 1086 طنًا في 2024، وهو أعلى مستوى شراء سنوي في التاريخ، مع تصدر البنوك الهندية والأوزبكستانية والبولندية قائمة كبار المشترين. على الرغم من تراجع المشتريات في الربع الأول 2025 إلى 244 طنًا، إلا أنها عادت للارتفاع مجددًا حيث بلغت 20 طنًا في مايو.
أما في السوق المصري، فقد تأثرت أسعار الذهب اليوم بارتفاعات متواصلة ناجمة عن عوامل محلية، أبرزها التحديات الاقتصادية وتقلبات سعر صرف الدولار، وهو ما دفع سعر الجنيه الذهب إلى مستوى قياسي عند 40200 جنيه، مع وجود تفاوت بين أسعار البيع والشراء بسبب اختلاف المصنعية والدمغة.
توضح البيانات التالية أسعار الذهب اليوم في مصر بناءً على عيار الذهب:

توقعات أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم: ماذا ينتظر المستثمرون خلال الفترة المقبلة؟

شهدت توقعات أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم تناقضات بين المؤسسات المالية، حيث يتوقع بنك جولدمان ساكس تحقيق الأوقية مستوى 3700 دولار بنهاية 2025، مع احتمالية وصولها إلى 3880 دولارًا في حال وقوع ركود اقتصادي. بينما قُدر سعر الذهب عند 3500 دولار بنهاية 2025 في تقرير بنك يو بي إس السويسري، وتوقع بنك جي بي مورجان تجاوز الأسعار 3675 دولارًا في الربع الرابع من العام ذاته.
أما مجلس الذهب العالمي، فيتطلع إلى إغلاق الأسعار ضمن نطاق ارتفاع بسيط يتراوح بين 0-5% حتى نهاية 2025. على المدى المتوسط، تتباين التوقعات بين الوصول إلى 4000 دولار للأوقية في منتصف 2026 حسب جولدمان ساكس، وبين مستويات تقارب 3700 دولار وفقًا لدويتشه بنك، أو 3813 دولارًا وفقًا لـ RBC Capital Markets، مع تذبذب يتراوح بين 3479 إلى 3825 دولارًا حسب تقييم لايت فاينانس.
على المدى الطويل، يشير الخبير الاقتصادي تشارلي موريس إلى احتمال وصول الذهب إلى 7370 دولارًا بحلول 2030، فيما تتراوح توقعات مؤسسة لايت فاينانس بين 4812 و6546 دولارًا خلال الفترة بين 2027 و2030، بينما توقع تقرير “في الذهب نثق 2025” وصول السعر إلى 8900 دولار في نهاية العقد الجاري.
تُعزز عدة عوامل استمرار ارتفاع أسعار الذهب اليوم في مصر والعالم، منها:

• توقع خفض أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية العالمية، مما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يحمل عائدًا.
• ارتفاع معدلات التضخم يدفع المستثمرين للبحث عن أصول تحافظ على القيمة مثل الذهب.
• زيادة احتياطيات الذهب للبنوك المركزية، خصوصًا في الأسواق الناشئة.
• تصاعد النزاعات العالمية والحروب التجارية التي تعزز الطلب على الذهب كأداة تحوط.

ومع ذلك، يواجه الذهب بعض المخاطر التي قد تؤدي إلى تراجعه، أبرزها تحسن الأوضاع الاقتصادية العالمية الذي قد يقلل من الطلب على الذهب كملاذ آمن، بالإضافة إلى تحولات غير متوقعة في السياسة النقدية للفيدرالي وتأثيرها على العوائد، فضلًا عن احتمالية تعافي الدولار الأمريكي الذي قد يضغط على الأسعار.

يبقى الذهب من أهم أدوات التحوط في محافظ المستثمرين، خاصةً في ظل البيئة الاقتصادية والجيوسياسية المشحونة بعدم اليقين، ويظل سعر الذهب اليوم في مصر مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بحركة الأسواق العالمية إضافة إلى العوامل المحلية مثل السياسة النقدية للبنك المركزي وسعر صرف الدولار، ما يجعل الذهب عنصرًا أساسيًا في مواجهة التضخم وتقلبات العملة على المدى القصير والبعيد.