قمته التاريخية.. هل ينتظر الذهب هبوطًا في الأسعار بعد تجاوز أعلى مستوى له؟

أسعار الذهب العالمية شهدت تقلبات حادة خلال الأسبوع الماضي بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة بين 4% و4.25%، ما أثار اهتمام المستثمرين حول تأثير هذا الخفض على أسعار الذهب ومحركات السوق، خاصة بعد وصف جيروم باول لهذه الخطوة بأنها “خفض لإدارة المخاطر” وليس بداية دورة تخفيض طويلة.

تطورات سعر الذهب العالمي وتأثير خفض الفائدة

شهد سعر الذهب الفوري ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.28% ليغلق عند 3684.98 دولار للأوقية، في حين ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 0.84% ووصلت إلى 3705.8 دولار للأوقية، مسجلة مكاسب يومية بلغت 1.11% للسبائك و0.75% للعقود الآجلة في جلسة الجمعة نهاية الأسبوع؛ مؤكدًا استمرار زخم السعر على صعيد التداولات الأسبوعية. خلال الأسبوع، وصل سعر السبائك إلى مستوى قياسي بلغ 3707 دولارات يوم الأربعاء، بينما بلغت العقود الآجلة ذروتها عند 3744 دولارًا قبل أن تنخفض بفعل عمليات جني الأرباح التي شهدتها الأسواق.

ردود فعل الأسواق المالية الأمريكية وأسواق الأسهم

على خلفية قرار خفض سعر الفائدة، شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا؛ حيث انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.5%، وهبط مؤشر ناسداك المركب -المركز على أسهم قطاع التكنولوجيا- بنسبة 0.9%، بينما بقي مؤشر داو جونز الصناعي مستقرًا بعد تسجيله مستويات قياسية جديدة في وقت سابق من الجلسة. تصدر بيان اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة إشارات واضحة حول تباطؤ سوق العمل وزيادة طفيفة في معدل البطالة، مع استمرار ارتفاع التضخم؛ وأكد أن البنك المركزي يخطط لإجراء خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال العام الجاري، ما يشكل عامل ضغط إضافي على الأسواق.

توقعات أسعار الذهب العالمية في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة

رغم التذبذبات، يشير عدد من المحللين إلى استمرار موجة الصعود في أسعار الذهب العالمية، حيث يرى نعيم أسلم، كبير مسؤولي الاستثمار في Zaye Capital Markets، أن بيئة التضخم الصعبة ما زالت تعزز الطلب على الذهب، متوقعًا أن يصل إلى عتبة 4000 دولار للأوقية بنهاية العام. من جهته، يؤكد جيم ويكوف، كبير المحللين في Kitco، أن الاتجاه الفني يدعم بقاء الذهب في مسار تصاعدي على المدى القريب مع زيادة زخم المضاربين.

بينما يحمل مارك تشاندلر، المدير العام في Bannockburn Global Forex، رأيًا مغايرًا حيث يرى احتمال تراجع الذهب بعد اختبار مستوى 3410 دولارات، مستشهداً بضغوط قوة الدولار وأسعار الفائدة قصيرة الأجل الأمريكية على السوق. كذلك، حذر شون لوسك، المدير المشارك في Walsh Trading، من أن الخلافات السياسية بين الرئيس السابق دونالد ترامب ورئيس الفيدرالي لعبت دورًا في دعم الذهب مؤقتًا، لكنه يتوقع اتجاهًا هبوطيًا متوسط المدى قد يدفع الأسعار إلى العودة إلى مستويات 2640 دولارًا بحلول نهاية الربع الثالث.

وفي إطار التوجيهات الاستثمارية، منحت مجموعة CPM تصنيف “شراء” للذهب مع سعر مستهدف 3425 دولارًا، فيما حذر مايكل مور، مؤسس Moor Analytics، من احتمالات انعكاسات هبوطية في حال كسر الذهب لمستويات الدعم الفنية المحددة، محذرًا المستثمرين من تقلّبات محتملة قد تؤثر سلبًا على الأسعار.

• خفض الفائدة من الفيدرالي الأمريكي كان نقطة تحول في أسعار الذهب
• ارتفاع مكاسب الذهب الفوري والعقود الآجلة وسط التقلبات
• تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية نتيجة القرار وتأثيراته على الاقتصاد
• توقعات متباينة من المحللين حول مسار أسعار الذهب خلال الفترة القادمة
• التركيز على قوة الدولار وتأثير الفائدة قصير الأجل على المعدن النفيس