70 جنيهًا.. موجة ارتفاع جديدة في أسعار الذهب تعيد سوق المعادن الثمينة للتوتر

أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية والعالمية تشهد ارتفاعًا مستمرًا مدعومًا بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متغيرة؛ فقد ارتفعت أسعار الذهب في مصر بنسبة 1.4% خلال الأسبوع الماضي، بما يعادل زيادة بحوالي 70 جنيهًا لجرام عيار 21، مع مكاسب عالمية بنسبة 1.2% مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي وتلميحات الفيدرالي الأمريكي حول استمرارية التيسير النقدي في ظل توترات جيوسياسية متصاعدة.

تطور أسعار الذهب اليوم في الأسواق المحلية وعوامل الارتفاع

شهدت أسعار الذهب اليوم في السوق المصرية صعودًا ملحوظًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 ما بين 4900 و4970 جنيهًا، مع ارتفاع قدره 70 جنيهًا مقارنة ببداية الأسبوع، وهذا بفضل تأثير انخفاض قيمة الدولار أمام العملات الأخرى وتوجهات الفيدرالي الأمريكي التي وفرت دافعًا قويًا لمعدن الذهب كملاذ آمن. كما سجل عيار 24 نحو 5680 جنيهًا، وعيار 18 عند 4260 جنيهًا، وعيار 14 وفقًا لمنصة «آي صاغة» نحو 3314 جنيهًا، مع استقرار سعر الجنيه الذهب عند 39760 جنيهًا.

وعلى الصعيد العالمي، لم تتوقف أسعار الذهب اليوم عن الصعود، حيث قفز سعر أوقية الذهب بمقدار 42 دولارًا خلال الأسبوع، مرتفعًا من 3643 دولارًا مع افتتاح الشهر إلى مستوى تاريخي غير مسبوق بلغ 3707 دولارات في 17 سبتمبر، قبل أن يُغلق عند 3685 دولارًا. واستمر الذهب في تسجيل مكاسبه الأسبوعية الخامسة على التوالي بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهي خطوة اعتبرها رئيس الفيدرالي جيروم باول بمثابة “إدارة مخاطر” نتيجة ضغوط سوق العمل.

تباين وتحركات أسواق المعادن النفيسة وأسعار الذهب اليوم

تميزت أسواق المعادن النفيسة بتقلبات موسمية ترجمتها تحركات متذبذبة مباشرة بعد قرارات البنوك المركزية العالمية بشأن أسعار الفائدة، ورغم هذه التقلبات، تمكن الذهب من تعزيز مكاسبه ليصل إلى مرحلة حاسمة جديدة. فقد خفض المستثمرون توقعاتهم بشأن خفض كبير مفاجئ لأسعار الفائدة، مع توجيه الاهتمام الأكبر نحو البيانات الاقتصادية المرتقبة، مما انعكس على أسعار الذهب اليوم بإيجابية.

يستمر الذهب في تحقيق ارتفاعات متتالية حيث اقترب من حاجز 3700 دولار للأوقية، مسجلاً أرباحًا تقارب 40% منذ بداية 2024، وهو أداء تاريخي لم يشهده المعدن النفيس منذ عام 1979. ومع استمرار هذا الزخم، قرر بنك سوسيتيه جنرال الفرنسي رفع حصته في الذهب لتصل إلى 10% من محفظته الاستثمارية، مما يؤكد استمرار الثقة في الذهب كملاذ أمثل لضمان الحماية من المخاطر الاقتصادية المتزايدة.

• تغيرات أسعار الذهب اليوم في السوق المحلية والعالمية
• قرارات الفيدرالي والبنوك المركزية وتأثيرها على الأسعار
• مستقبل الذهب في ظل الأوضاع الاقتصادية المتقلبة

توقعات أسعار الذهب اليوم في ظل الضغوط الاقتصادية ومسارات السياسة النقدية

تشير تحليلات الخبراء إلى أن موجة صعود أسعار الذهب اليوم لا تزال في مراحلها المبكرة، وتعزز حالة عدم اليقين العالمي الطلب على الذهب كاستثمار آمن، مع توقعات بوصول السعر إلى 4000 دولار للأوقية بحلول نهاية 2025 أو مطلع 2026. وتستند هذه التوقعات إلى بيئة اقتصادية ضاغطة تتسم بتصاعد مستويات الدين العام العالمي، حيث تجاوز الدين في الولايات المتحدة 37 تريليون دولار مع زيادة عجز الموازنة عن توقعات السنة الحالية بمقدار تريليوني دولار.

والأزمة المالية ليست محصورة في الولايات المتحدة فقط، وإنما تشهد الأسواق العالمية انهيارًا تدريجيًا نتيجة تراكم الديون، ما دفَع الذهب اليوم لترتفع أسعارها مقابل العملات الرئيسية الأخرى مثل الدولار الكندي، الجنيه الإسترليني، اليورو، الين الياباني، والدولار الأسترالي، حيث يتم تداول الأوقية حاليًا بأكثر من 5000 دولار كندي.

تترافق هذه الأوضاع مع حالة من القلق حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي في رسم السياسات النقدية، لا سيما بعد تعيين محافظين جدد أكثر ميلاً إلى التيسير، ونشوء تباينات واضحة في آراء مجلس الفيدرالي، كما ظهر في التصويت المخالف لأحد أعضائه الذي تمنى خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة بدلًا من 25.

على الرغم من الحذر الذي أبداه جيروم باول، رئيس الفيدرالي، بعد خفض أسعار الفائدة، تتوقع الأسواق احتمالًا بنسبة 91% لخفض إضافي في اجتماع نهاية أكتوبر المقبل، مما يعكس استمرار التيسير النقدي. لكن تصريحات بعض مسؤولي الفيدرالي مثل نيل كاشكاري توضح توازنًا دقيقًا؛ حيث أشار إلى أن استمرار التيسير يعتمد على الوضع الاقتصادي خاصة معدل التضخم ومخاطر سوق العمل، مع إمكانية رفع الفائدة مجددًا إذا استدعت الحاجة.

في هذا الإطار، يتوقع المحللون استمرار البنوك المركزية العالمية في تعزيز احتياطياتها من الذهب، وسط تراجع الثقة في الدولار الأمريكي باعتباره عملة احتياطية عالمية، مع استمرار التوترات الاقتصادية والسياسية التي تجعل الذهب الخيار الأكثر أمانًا. وتدل البيانات المسجلة خلال السنوات الأخيرة على تكرار موجات شراء الذهب في فترات التراجع.

وعلى صعيد التجارة العالمية، أظهرت بيانات الجمارك الأمريكية انخفاضًا حادًا في صادرات الذهب السويسري إلى الولايات المتحدة خلال أغسطس الماضي، بنسبة تقترب من 99%، إثر فرض رسوم جمركية جديدة، لكن البيت الأبيض عاد عن هذا القرار في سبتمبر. في المقابل، شهدت صادرات الذهب إلى الصين قفزة قوية تجاوزت ثلاثة أضعاف؛ مسجلة 35 طنًا، وهو أعلى مستوى منذ مايو 2024، كما ارتفعت صادرات الذهب إلى الهند بشكل ملحوظ.

يهتم المستثمرون هذا الأسبوع بمتابعة مجموعة من المؤشرات الاقتصادية التي يُتوقع أن تؤثر على أسعار الذهب اليوم، منها مؤشرات مديري المشتريات الصادرة عن ستاندرد آند بورز، بالإضافة إلى بيانات السلع المعمرة، وطلبات إعانة البطالة، والناتج المحلي الإجمالي، فضلاً عن مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي الذي يعد المقياس المفضل للفيدرالي في تقييم التضخم. كما يرتقب صدور تصريحات مكثفة من مسؤولي الفيدرالي توضح مستقبل السياسة النقدية وتأثيرها على تحركات أسعار الذهب خلال الفترة القادمة.