معدن أصفر.. تحليل التغير الجديد في مسار الذهب وتأثيره على الأسواق

تراجع أسعار الذهب العالمي في سبتمبر 2025 أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل المعدن الأصفر، خاصة بعد أن سجلت الأوقية مستويات تاريخية تجاوزت 3700 دولار أمريكي، مما يجعل فهم أسباب هذا التراجع وتحليل توقعاته أولوية لكل المهتمين بسوق الذهب وأسعاره.

أسباب تراجع أسعار الذهب العالمي في سبتمبر 2025

يعود تراجع أسعار الذهب العالمي في سبتمبر 2025 إلى مجموعة من العوامل التي تؤثر على تحركات السوق حتى في فترات الصعود القوية. عمليات جني الأرباح تأتي في مقدمة هذه الأسباب؛ فالمستثمرون يميلون إلى بيع الذهب بعد وصوله إلى مستويات قياسية لتحقيق أرباح فورية، مما يضغط على الأسعار نزولاً. إلى جانب ذلك، أدى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي إلى زيادة تكلفة شراء الذهب للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى، الأمر الذي قلل الطلب على المعدن الأصفر. كما لعبت قرارات البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، دورًا مهما في تحديد اتجاهات الذهب؛ فخفض أسعار الفائدة بمعدل أقل من التوقعات أو اعتماد لهجة نقدية متشددة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدًا، مما يدعم ضغط الهبوط على الأسعار.

الدولار القوي وأسعار الفائدة وتأثيرها على تراجع الذهب العالمي

حالة القوة التي ظهر بها الدولار الأمريكي خلال سبتمبر 2025 أسهمت بشكل مباشر في تراجع الذهب عالميًا، إذ يصبح شراء الذهب المقوم بالدولار أكثر تكلفة للمشترين من خارج الولايات المتحدة، وهذا يقلل من الطلب عليه ويضغط على سعره. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع أسعار الفائدة أو توقعات استمرارها مرتفعة يقلل من جاذبية الذهب كأصل آمن، كون الذهب لا يقدم عوائد نقدية. تجدر الإشارة إلى أن الأسواق شهدت هبوطًا بعد قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر 2025، حيث استقبل المستثمرون هذا القرار بأقل من التوقعات المتشددة، ما أظهر تأثر سعر الذهب بهذا الواقع الاقتصادي.

• تعكس موجات جني الأرباح بعد الارتفاع الكبير في الأسعار انخفاضات سعرية مؤقتة.
• ضعف الطلب نتيجة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي يلقى بظلال سلبية على أسعار الذهب.
• تغير لهجة السياسة النقدية للبنوك المركزية، سواء تشديد أو خفض غير متوقع للفائدة، يؤثر سلبًا على طالبي الذهب.
• انخفاض الطلب المحلي في بعض الأسواق قد يسهم في تسجيل تراجعات سعرية ملحوظة.

توقعات المستقبل القريب لتراجع أسعار الذهب العالمي في سبتمبر 2025

تُشير التحليلات إلى استمرار التقلب في أسعار الذهب عالميًا على المدى القريب رغم التوقعات العامة الصعودية للمعدن على المدى الطويل. حيث يحدد الخبراء مجموعة من مستويات الدعم والمقاومة التي قد تتحكم في حركة السعر خلال الجلسات المقبلة، مع احتمال استمرار الحركة الجانبية قبل وضوح مؤشرات اقتصادية أوسع. يعد التراجع الطفيف عقب الارتفاعات القياسية فرصة مهمة للمشترين، أما تحذيرات التصحيح فيحصل عليها من تغير سياسة البنوك المركزية، التي يمكن أن تعيد تشكيل ملامح السوق.

سيناريوهات تراجع الذهب في النصف الثاني من 2025 وتأثيراتها المتوقعة

أشار مجلس الذهب العالمي إلى إمكانية تسجيل تراجع في أسعار الذهب بين 12 و17% خلال النصف الثاني من عام 2025، في حال تحسنت الظروف الاقتصادية بشكل ملحوظ وتراجعت التوترات الجيوسياسية. وتتمثل عوامل هذا التراجع في انخفاض المخاطر العالمية، وزيادة تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار، بالإضافة إلى ارتفاع الدولار الأمريكي، الأمر الذي قد يدفع المستثمرين إلى سحب أموالهم من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، ما يُقلل من الطلب الاستثماري عموماً. تبرز أهمية المتابعة الدقيقة للمتغيرات الاقتصادية والجيوسياسية خلال هذه الفترة لتوقع تأثيرات أسعار الذهب بصورة أفضل.

• تحسن الاستقرار الاقتصادي وتقليل المخاطر الجيوسياسية يشجع توجه المستثمرين نحو أصول ذات مخاطر أعلى.
• ارتفاع عوائد السندات والدولار الأمريكي يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.
• سياسات نقدية أكثر تشدداً من قبل البنوك المركزية تقلل من جاذبية الذهب كملاذ آمن للأموال.