48% ارتفاع.. مكاسب قياسية للفضة مع تزايد الطلب الصناعي وتحفيز نقدي قوي

ارتفاع أسعار الفضة في الأسواق العالمية والمحلية يثير اهتمام المستثمرين الباحثين عن فرص جديدة، حيث شهدت الأوقية ارتفاعًا بنسبة 2.4 % مدعومة بضعف الدولار الأمريكي وتوقعات التيسير النقدي من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى جانب تصاعد الطلب على الفضة بالتزامن مع زيادة أسعار الذهب، مما يعزز من مكانة الفضة كأداة استثمارية جذابة ومتنامية القوة.

تطورات أسعار الفضة وتأثير ضعف الدولار الأمريكي على توجهات المستثمرين

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا خلال تعاملات السبت، رغم عطلة البورصة الأسبوعية، حيث ارتفعت قيمة الأوقية عالميًا من 42 إلى 43 دولارًا خلال الأسبوع الماضي، وزاد سعر جرام الفضة عيار 800 بمقدار جنيه واحد ليصل إلى 55 جنيهًا، في حين بلغ سعر جرام عيار 999 قيمة 69 جنيهًا، وعيار 925 نحو 64 جنيهًا، مع ثبات جنيه الفضة (الذي يزن 8 جرامات من عيار 925) عند 512 جنيهًا؛ ما يعكس زخمًا تصاعديًا ملحوظًا. على الرغم من ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.29 % ووصوله إلى 97.647، وهو ما يعتبر عادة عامل ضغط على أسعار السلع المقومة بالدولار كالفضة، إلا أن المعادن الثمينة، وعلى رأسها الفضة، استمرت في تحقيق مكاسب قوية، مما يشير إلى ديناميكية إيجابية مستمرة في السوق. منذ بداية العام، سجلت الفضة ارتفاعًا بنسبة 48.3 %، وتتبع حركة تصاعدية ثابتة خلال الأسابيع الخمسة الماضية بالتزامن مع زيادة الذهب بنسبة 11 %، في ظل استقرار نسبي لأداء الدولار، ما يؤكد تأثير العوامل النقدية وتوقعات السياسة الاقتصادية في دعم مسيرة ارتفاع أسعار الفضة.

توقعات السياسة النقدية الأمريكية ودورها في دعم ارتفاع أسعار الفضة

تُعد توقعات انخفاض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي العامل الأبرز في صعود أسعار الفضة مؤخرًا؛ حيث تشير بيانات أداة CME FedWatch إلى احتمالية 91.1 % لخفض سعر الفائدة في اجتماع لجنة السوق المفتوحة المقبل، مع توقعات لخفض إضافي بنسبة 80.4 % خلال ديسمبر. يمثل هذا التوجه انعطافًا نحو التيسير في السياسة النقدية الأمريكية يدعم الفضة إلى جانب الذهب، إذ يخفّض خفض الفائدة تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصول التي لا تدر عوائد، كما يؤدي إلى إضعاف الدولار مع تصاعد المخاوف التضخمية، وهي عوامل تقليدية تعزز أسعار المعادن الثمينة. إذا تم خفض الفائدة مرتين في أكتوبر وديسمبر كما هو متوقع، سينشأ مناخ ملائم لاختبار مستويات قياسية جديدة لكل من الذهب والفضة قبل نهاية العام الحالي، مما يعزز جاذبية الفضة كأصل استثماري أمام المستثمرين الباحثين عن الأمان والعوائد المحتملة.

العوامل الداعمة والتحديات المؤثرة على سعر الفضة في الأسواق المحلية والعالمية

تتعدد العوامل التي تسهم في دعم أسعار الفضة وتعزز من جاذبيتها الاستثمارية حاليًا، حيث يأتي انخفاض الدولار وتوجه السياسة النقدية نحو التيسير في مقدمة هذه الأسباب، ما يرفع توقعات الطلب على المعادن النفيسة. يلعب الطلب الصناعي دورًا محوريًا في زيادة القوة الشرائية للفضة، خصوصًا في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تدفقات المستثمرين المتزايدة نحو صناديق الاستثمار المتداولة في الفضة (ETFs)، في ظل بحثهم عن ملاذات آمنة وسط حالة الغموض الاقتصادي العالمي. بالمقابل، توجد تحديات قد تعيق استمرار ارتفاع الأسعار، مثل تباطؤ الطلب الصناعي على الصعيد العالمي أو اتخاذ مواقف نقدية متشددة ومفاجئة من البنوك المركزية مما يؤثر سلبًا على السوق. وفقًا لتوقعات بنك HSBC، تبقى النظرة المتوسطة المدى للفضة إيجابية، مدعومة بصعود الذهب، وتزايد المخاطر الجيوسياسية، وقوة الطلب الصناعي، مع ترجيحات لتجاوز سعر أوقية الفضة حاجز 45 دولارًا قبل نهاية 2025.

• ارتفاع الطلب الصناعي في قطاعات التكنولوجيا والطاقة النظيفة
• تأثير السياسة النقدية التيسيرية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي
• زيادة تدفقات المستثمرين تجاه صناديق الفضة المتداولة (ETFs)
• مخاطر تقلبات الطلب العالمي والسياسات النقدية المتشددة

في السياق الاقتصادي، قام الاحتياطي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة مؤخرًا إلى نطاق 4.00 – 4.25 %، مع توقعات بتنفيذ خفض إضافي قبل نهاية العام، يليه خفضان آخران عام 2025، ما يعني تراجع المعدل إلى 3.6 % بنهاية العام نفسه. تعكس بيانات الفيدرالي تباطؤ النمو الاقتصادي الأمريكي خلال النصف الأول من العام، وتراجع وتيرة خلق الوظائف، مع زيادة تدريجية في معدل البطالة، في ظل استمرار التضخم فوق المستوى المستهدف. وتتوقع الحكومة الأمريكية نموًا اقتصاديًا يتراوح بين 1.6 % إلى 1.9 % خلال الأعوام 2025 حتى 2027 مع تضخم مضبوط يُغلق 2024 عند 3 %، لكنه يبقى مرتفعًا مقارنة بمستوى الهدف 2 % حتى عام 2028 على الأقل، ما يخلق بيئة مناسبة لمن يحتفظ بالمعادن الثمينة كأداة تحوط فعّالة ضد التضخم. هذا التوازن بين توقعات السياسة النقدية الأمريكية، وضعف الدولار نسبياً، وقوة الطلب الصناعي، يعزز الثقة في استمرار ارتفاع أسعار الفضة في الفترة المقبلة، مؤكداً مكانتها كلاعب رئيسي في الأسواق العالمية والمحلية.