انخفاض الطلب.. كيف أثر ضعف الاستهلاك على تراجع أسعار النفط؟

انخفضت أسعار النفط اليوم بفعل المخاوف المتزايدة من ضعف الطلب العالمي، متجاوزة تأثير خفض أسعار الفائدة الأمريكية الذي كان متوقعًا أن يدعم استهلاك الطاقة، حيث شهدت العقود الآجلة لخام برنت تراجعًا بنسبة 1.27% إلى 66.135 دولارًا للبرميل، وانخفضت عقود خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1.45% إلى 62.39 دولارًا في ظل ظروف سوق متقلبة.

تأثير ضعف الطلب العالمي على أسعار النفط بعد خفض الفائدة الأمريكية

شهدت السوق النفطية تراجعًا على الرغم من خفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، في خطوة تهدف إلى تحفيز النمو الاقتصادي وتحفيز استهلاك الطاقة، إلا أن هذا التخفيض لم يكن كافيًا لتهدئة المخاوف المرتبطة بآفاق الطلب العالمي النفطي. ويعود ذلك إلى تضارب المؤشرات الاقتصادية المتعلقة بالطاقة، حيث أوضحت المحللة بريانكا ساشديفا من “فيليب نوفا” أن الجهات المعنية، مثل إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أبدت قلقها من ضعف الطلب العالمي ما أدى إلى تخفيض توقعات ارتفاع الأسعار على المدى القريب.

الزيادات المنتظرة في إنتاج أوبك+ والمخزونات الأمريكية وتأثيرها على معنويات السوق النفطي

تواصل ارتفاع الإنتاج المتوقع من تحالف “أوبك+” إلى جانب الزيادة في المخزونات الأمريكية الضغط على سوق النفط، مما يسهم في استنزاف معنويات المستثمرين. وأظهرت البيانات الأخيرة ارتفاع مخزونات نواتج التقطير في الولايات المتحدة بنحو أربعة ملايين برميل، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى زيادة قدرها مليون برميل فقط، مما يعكس تباطؤ الطلب في أكبر سوق استهلاك للنفط عالميًا. وذكر تاماس فارجا، المحلل في “بي.في.إم أويل أسوشيتس”، أن التعافي الاقتصادي غير المتوازن، خاصة في الولايات المتحدة، يقيد أسعار النفط ويضر بتوقعات السوق العامة.

• تخفيف القيود التنظيمية على قطاع الشركات
• تأثير الرسوم الجمركية على الواردات
• ظهور علامات ضعف في سوقَي العمل والإسكان

التطورات السياسية وتأثيرها المحتمل على سوق النفط والغاز الطبيعي في أوروبا

في سياق مرتبط بتوازنات سوق الطاقة على المدى المتوسط، أشارت مصادر أوروبية إلى نية المفوضية الأوروبية اقتراح حظر واردات الغاز الطبيعي المسال من روسيا بداية من يناير 2027، وهو موعد مبكر يتقدم عن الموعد الذي كان مقررًا سابقًا في إطار الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات المفروضة على موسكو، مما قد يساهم في تغييرات كبيرة في ديناميكيات العرض العالمي.

يبقى تراجع أسعار النفط مدفوعًا أساسًا بتزايد المخاوف من ضعف الطلب العالمي، على الرغم من خطوات التحفيز النقدي الأمريكية، وسط عوامل متعددة تتمثل في زيادة المخزونات والإنتاج وضعف التعافي الاقتصادي، إضافة إلى تأثيرات السياسات الدولية التي ترسم ملامح استهلاك الطاقة في الأسواق الكبرى