هبوط الأرض في المدن الأمريكية الكبرى وتأثيره على البنية التحتية الحضرية يشكل تحدياً بيئياً مستمراً يتطلب اهتماماً عاجلاً، خاصة مع حديث الدراسات عن تزايد وتيرة هذه الظاهرة في مدن مثل نيويورك، حيث تواجه 98% من أراضي المدينة هبوطًا سنويًا، ما يضع أكثر من 29,000 مبنى تحت حالة من الخطر المستمر ويضعف استقرار الطرق والجسور.
هبوط الأرض في المدن الأمريكية الكبرى: ما بين الأقمار الصناعية وواقع المدن
كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة “ساينس أدفانسز” عن أن ظاهرة هبوط الأرض في المدن الأمريكية الكبرى تُسجّل بوتيرة أسرع مما كان يشاع سابقاً، مع تركيز خاص على مدينة نيويورك، التي تواجه 98% من أراضيها هبوطًا ملحوظًا سنوياً، بمعدل متوسط يبلغ حوالي 1.6 مليمتر، وهو رقم يصاحب تأثيرات مباشرة على عشرات الآلاف من المباني والبنية التحتية. استُخدمت تقنية رادار الأقمار الصناعية لرصد تغيرات لا تتجاوز المليمترات في ارتفاع الأراضي عبر 28 مدينة أمريكية مكتظة بالسكان، فمن خلال تحليل بيانات متعددة السنوات، استطاع الباحثون من جامعة كولومبيا ومعهد فرجينيا للتكنولوجيا تسجيل حقيقة مذهلة؛ حيث بلغت نسبة الأراضي التي تغرق في 25 مدينة ما يزيد عن ثلثي المساحات الحضرية، مع تسجيل هيوستن مثلاً لهبوط يزيد عن 5 مليمترات سنوياً لنصف أراضيها.
تأثير استنزاف المياه الجوفية والتوسع العمراني على هبوط الأرض
يرتبط الجزء الأكبر من هبوط الأرض في المدن الأمريكية، وبمعدل يصل إلى 80%، باستنزاف المياه الجوفية، إذ تسبب عمليات استخراج المياه الضغوط المتزايدة على التربة، مما يؤدي إلى انضغاطها وهبوطها المستمر، إضافة إلى التوسع العمراني غير المدروس الذي يغطي مناطق معرضة للغرق، ويزيد الأعباء على البنية التحتية. هذا ما أكده ليونارد أوهنين، المؤلف الرئيسي للدراسة، مشيراً إلى أن البناء في مكبات نفايات تمثل أرضاً رخوة أكثر انضغاطاً من الصخور الطبيعية، وبالتالي يزيد معدل الهبوط، وهو ما يفاقم خطر الفيضانات والأضرار الهيكلية. يوضح الجدول التالي مقارنة بين معدلات هبوط بعض المواقع في نيويورك:
الموقع | معدل الهبوط (مليمترات/سنة) |
---|---|
مدرج مطار لاجوارديا | 3.7 |
ملعب آرثر آش | 4.6 |
المعدل العام لأراضي المدينة | 1.6 |
حلول مستدامة للحد من خطر هبوط الأرض في المدن الأمريكية الكبرى
يشير الباحثون إلى أن توفير خرائط دقيقة لتفاصيل هبوط الأرض هو الخطوة الأولى لتوجيه سياسات التوسع العمراني والبنية التحتية نحو الاستدامة، حيث يمكن أن تشمل التدابير:
- تحديث قوانين البناء لتقليل الضغط على المناطق الأكثر تأثراً بهبوط الأرض
- الاستثمار في تحسين أنظمة تصريف المياه لتجنب تراكم السوائل التي تزيد الهبوط
- مراقبة استهلاك المياه الجوفية بدقة لضبط معدل استخراجها
- تنفيذ مشاريع رفع مستوى الأراضي واستخدام البُنى التحتية الخضراء لامتصاص الضغوط
يصف ليونارد أوهنين الوضع بأنه يتدهور ويتفاقم مع مرور الوقت؛ فالأرض تحت المدن الأمريكية بعيدة عن الاستقرار، وتمثل تهديدًا مستمرًا للبنية التحتية الحيوية والحياة الحضرية، رغم أن تأثير هذه الظاهرة يبدو بطيئاً ولا يظهر بشكل واضح في الروتين اليومي. يبقى التعامل مع هبوط الأرض في المدن الأمريكية الكبرى مهمة ملحة تستدعي تخطيطاً مدروساً وعملاً متواصلاً للحفاظ على سلامة المجتمعات العمرانية واستقرارها بعيد المدى.
تغييرات ضخمة.. كيف ستغير قواعد بيس 2026 وجه كرة القدم العالمية؟
«تغييرات مهمة» قانون الإيجار القديم السبت القادم ماذا ينتظر المستأجرين؟
قفزة مفاجئة.. الدرهم الإماراتي يرتفع بقوة أمام الجنيه المصري الأربعاء
المواجهات التاريخية.. كيف كانت نتائج مباريات مصر أمام إثيوبيا قبل الجمعة؟
تعطل خدمات فودافون يثير شكاوى العملاء.. والشركة تعد بالاستجابة السريعة
«اكتشف الآن» تردد قناة العربية على نايل سات 2025 يضمن وضوح الصورة
«صدمة جديدة» موعد مباراة الأهلي المقبلة بعد وداع دوري أبطال أفريقيا
«تحديث مباشر» سعر الذهب اليوم الأحد 6 يوليو 2025 في السعودية يتراجع أو يرتفع؟