عودة الفصلين.. السعودية تعتمد نظامين دراسيين ابتداءً من 2025 لتنظيم التعليم

تبدأ العودة إلى نظام الفصلين الدراسيين في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية اعتبارًا من العام الدراسي 2025/2026، بعد تجربة استمرت أربع سنوات في نظام الفصول الثلاثة، ويهدف هذا التغيير إلى تحسين جودة التعليم وتلبية متطلبات المرحلة المقبلة بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030.

كيف يعيد نظام التعليم السعودي الجديد تنظيم الفصول الدراسية في المدارس العامة؟

يعيد نظام التعليم السعودي الجديد تنظيم العام الدراسي عبر تقسيمه إلى فصلين فقط مع الحفاظ على عدد أيام الدراسة عند 180 يومًا، وهو عدد مطابق للمعمول به في كثير من الدول المتقدمة، على عكس النظام السابق الذي قُسم إلى ثلاثة فصول. يعتمد هذا الأسلوب التقليدي في التعليم على تقديم إجازة منتصف العام التي تمنح الطلاب فرصة استراحة وتنظيم أفضل للجدول الدراسي، مما يساعد على توازن بين جودة التعليم وراحة الطلاب. يبدأ العام الدراسي في يوم الأحد 24 أغسطس، بينما يبدأ دوام المعلمين والمشرفين قبل بداية الدراسة بوقت كاف، ما يُسهم في تجهيز العملية التعليمية بشكل متقن ومرن يدعم احتياجات مناطق المملكة المختلفة.

الدراسات والجهود التي قامت بها وزارة التعليم لتطوير نظام التعليم السعودي الجديد

أوضحت وزارة التعليم أن قرار العودة إلى نظام الفصلين جاء بعد جهد بحثي مستفيض، شارك فيه متخصصون تربويون، ومعلّمون، وطلاب، وأولياء أمور، لتقييم فعالية النماذج التعليمية السابقة وتوجيه التطوير بما يخدم أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية ورؤية السعودية 2030. يركز النظام الجديد على تمكين المدارس وتحسين الأداء التعليمي وتهيئة بيئة محفزة للتعلم بدلاً من الاكتفاء بالتقسيم الزمني. كما يوفر النظام مرونة إدارية للمدن الكبرى مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة والطائف وجدة لتعديل التقويم الدراسي وفقًا لمواسم الحج والعمرة، مما يعكس اهتمامًا بالتكيف مع الخصوصيات المحلية دون التأثير على سير العملية التعليمية.

مرونة تطبيق نظام التعليم السعودي الجديد في المدارس الخاصة والعالمية والجامعات

يمكن للمدارس الخاصة والعالمية والجامعات الاستمرار في تطبيق الأنظمة التعليمية التي تناسبها، مع توفير مساحة للمرونة في تنظيم التقويم الدراسي بما يتوافق مع احتياجاتها، في حين يلتزم التعليم العام بنظام الفصلين الجديد. هذه السياسة تحافظ على التوازن بين توحيد المعايير التعليمية في قطاع التعليم العام وإتاحة حرية اتخاذ القرار للجهات التعليمية الأخرى، ما يعزز قدرة النظام التعليمي السعودي على التلون والتكيف مع خصوصيات كل مؤسسة تعليمية ومتطلبات الطلاب المختلفة.

يُعد نظام التعليم السعودي الجديد انعكاسًا حقيقيًا لرغبة المملكة في تطوير مسيرة التعليم من خلال إعادة تنظيم الفصول الدراسية وضبط التقويم بشكل يتوافق مع السياق الوطني والدولي، مع تعزيز القدرات البشرية وتمكين المدارس، ما يضمن بيئة تعليمية متوازنة وعالية الجودة تلبي تطلعات الطلاب والمجتمع.