مروحية ذكية.. طائرة مسيرة صغيرة بحجم هاتف تتميز بثبات مذهل في الطيران

مركبة جوية صغيرة قابلة للطي بحجم الهاتف الذكي تزن 112 جراماً ابتكرها طلاب مختبر الطيران العمودي المتقدم بجامعة تكساس إيه آند إم، تتميز هذه المركبة بحجمها الصغير وتصميمها المدمج؛ حيث يمكن طيها بسهولة لتتناسب مع حجم الهاتف الذكي، ثم تطوى الأذرع وتثبت نفسها بسرعة فائقة بمجرد إطلاقها في الهواء، مما يجعلها نموذجًا ثوريًا في عالم الطائرات بدون طيار.

تصميم فريد وأداء متميز لمركبة جوية صغيرة قابلة للطي

المركبة الجوية الصغيرة القابلة للطي تتمتع بخفة وزن استثنائية، إذ يزن هذا الطراز حوالي 112 جراماً فقط، أي أقل من علبة صودا عادية، ما يجعل من السهل حملها في الجيوب أو الحقائب. عند الإطلاق، تمتد أذرعها تلقائيًا إلى الخارج وتُثبت بثبات، مما يسمح لها بالتحليق بثبات حتى في ظروف دوران تصل إلى 2500 درجة في الثانية ؛ فتستعيد توازنها بسرعة مذهلة وتبدأ بالتحويم بدون أي صعوبات.

يكمن سر استقرار الطائرة بدون طيار في نظام تحكم ذكي ومتطور يُمكّنها من التعافي الفوري بعد رميها، إذ تعتمد على وحدة تحكم متعددة ردود الفعل تقرأ بيانات المستشعرات المتقدمة، وتضبط المراوح لتحافظ على تحليق ناعم وسلس. هذا التحكم الذكي يتيح للطائرة أن تطير من اللحظة الأولى دون الحاجة إلى إقلاع معقد أو تدخّل بشري دقيق، مما يميزها عن كثير من الطائرات بدون طيار التقليدية.

التقنيات الهندسية المتقدمة في المركبة الجوية الصغيرة القابلة للطي

خلف التصميم الأنيق للأذرع القابلة للطي تقف جهود هندسية دقيقة استثمرها فريق جامعة تكساس إيه آند إم، الذي ضم الطالبين هانتر دينتون وفريد سايمي لاستحداث توازن مثالي بين الحجم والوزن والأداء. أذرع المراوح القابلة للطي تعد جوهر هذا الابتكار؛ فعند طيّها تضغط حجم المركبة لتصبح سهلة الحمل، وعند فتحها تُوفر قوة رفع تضمن تحليقًا مستقرًا ومتينًا في الهواء.

اعتمد الفريق على نمذجة ديناميكية طيران متقدمة باستخدام نموذج بست درجات حرية (6DOF) الذي يحاكي سلوك الطائرة في الفضاء ثلاثي الأبعاد، مع حساب القوى المختلفة مثل الرفع، السحب، وعزم الدوران. هذا النموذج لم يكن مجرد تصور نظري، بل اختُبر وأثبت كفاءة تشغيل الطائرة، ما يجعل هذه المركبة نظامًا جاهزًا للاستخدام العملي في مختلف الظروف.

تطبيقات عملية متنوعة للمركبة الجوية الصغيرة القابلة للطي

السمة الأساسية للمركبة الجوية الصغيرة القابلة للطي هي سهولة النقل وسرعة النشر، مما يفتح أمامها آفاقًا عديدة في مجالات عدة:

• فرق الاستجابة الأولية في حالات الطوارئ؛ حيث يمكن حمل عدة مركبات وإطلاقها في مناطق الكوارث لتقييم الأضرار والكشف عن أماكن الناجين داخل البيئات الخطرة
• مهام الجيش في الاستطلاع؛ بفضل التصميم المتين وسهولة الحمل، يمكن استخدامها لاستكشاف البيئات الوعرة والصعبة دون الحاجة إلى معدات ثقيلة
• الاستخدامات المدنية مثل التصوير الجوي، تفتيش المباني، واستكشاف المواقع التي يصعب الوصول إليها كأسطح المنازل والأبراج العالية

كما أن سهولة تشغيل هذه الطائرة بدون طيار تجعلها في متناول المستخدمين العاديين دون الحاجة إلى تدريب متخصص، مما يوسع فرص استخدامها في مجالات متعددة بشكل آمن وفعال.