اكتشاف ثوري.. القمر يثبت حيويته رغم الفرضيات القديمة

نشاط القمر الجيولوجي الحديث يكشف عن علامات واضحة لسقوط الصخور وتحركاتها على سطحه، ما ينفي الاعتقاد السائد بأن القمر خامل منذ ملايين السنين ويعزز فهمنا لجيولوجيا هذا الجرم السماوي. دراسة حديثة نشرت بعنوان “سقوط صخور حديثة على القمر” في مجلة إيكاروس، تقدم دليلاً قويًا على أن القمر لا يزال نشطًا جيولوجيًا إلى وقت قريب، من خلال تتبع تحركات الصخور الضخمة على جدران الفوهات القمرية، حسب ما أوضح الباحث سيفابراهاسام فيجايان وفريقه.

دراسة نشاط القمر الجيولوجي الحديث تكشف سقوط الصخور

حلل فريق البحث آلاف الصور عالية الدقة التي جمعتها مركبة الاستطلاع المدارية التابعة لناسا، مع التركيز على المساحات الممتدة بين 40 درجة جنوبًا و40 درجة شمالًا، حيث عُثر يدويًا على 245 مسارًا صخريًا مميزًا يشير إلى سقوط أو تدحرج الصخور على الجدران الحادة للفوهات. تتميز هذه المسارات بسطوعها الملحوظ مقارنة بالسطح المحيط، وذلك لأن الصخور رفعت مواد جديدة غير متآكلة من تحت القشرة السطحية للقمر، ما يجعلها ذات أهمية كبيرة في تقييم النشاط الحديث على القمر.

أشار فيجايان، المؤلف الرئيسي للدراسة والأستاذ المشارك في مختبر الأبحاث الفيزيائية في أحمد آباد، الهند، إلى أن “الاعتقاد السائد لفترة طويلة كان يقضي بأن القمر ميت جيولوجيًا، لكننا رصدنا تحرك صخور كبيرة، أجسامها تتراوح بحجم عشرات إلى مئات الأمتار، وأوزانها بالآلاف من الأطنان، من مواقعها مع مرور الزمن”، مما يعطي صورة جديدة عن النشاط الديناميكي للقمر.

دور آثار الصخور في تأريخ النشاط القمري الجيولوجي الحديث

تقدم آثار الصخور دليلاً حيويًا لتحديد مدى حداثة سقوط الصخور على سطح القمر، حيث يحسب العلماء عمر هذه الأحداث اعتمادًا على سطوع المقذوفات الناتجة عن تدحرج الصخور التي تثير الغبار والحطام خلفها. يوضح سينثيل كومار بيرومال، كبير العلماء في معهد الهند الوطني للبحوث الجيوفيزيائية، أن “تحديد قدم أو حداثة سقوط صخرة يكون من خلال تحليل نمط المقذوفات المتبقية”، وهذا يسمح بفهم أدق لتاريخ المسارات الزلزالية.

وقد كشف التحليل أن عمر الفوهات التي وقعت فيها هذه التحركات يقدر بنحو 400 ألف عام، وهو تاريخ قريب جدًا بالنسبة للمقاييس الجيولوجية، مما يشير إلى استمرار تأثير النشاط الزلزالي، والاصطدامات النيزكية، والقوى الجيولوجية الأخرى على التكوين القمري حتى العصور الحديثة نسبيًا.

خطوات تطوير مراقبة النشاط الزلزالي ونشاط القمر الجيولوجي الحديث

تركز الأبحاث القادمة على التمييز بين الأسباب الداخلية والخارجية للسقوط الصخري، ويؤكد فيجايان أن “استخدام أجهزة قياس الزلازل المتقدمة في البعثات القادمة سيسهم في رصد النشاط الزلزالي للقمر على مدى فترات طويلة، مما يوضح العوامل المؤثرة في تكوين سطحه”. من جانبه، يؤيد سينثيل كومار بيرومال هذا التوجه، مشددًا على “ضرورة إنشاء شبكة واسعة النطاق من أجهزة قياس الزلازل تغطي سطح القمر بأكمله، لتوفير بيانات مستمرة على مدار عقود.”

  • تركيب أجهزة قياس زلازل متطورة على القمر
  • رصد مستمر للنشاط الزلزالي على فترة طويلة
  • تحليل مستفيض لعوامل السقوط الصخري وتأثيرها على سطح القمر
  • تحديد المواقع الفعالة ديناميكيًا لاستهدافها في البعثات المستقبلية

يُنتج عن هذه الجهود خريطة جيولوجية جديدة توضح سقوط الصخور ومناطق النشاط الزلزالي والاصطدامات الحديثة، مما يفتح آفاقًا جديدة لبعثات قمرية مستقبلية تركز على التفاعلات السطحية والجوفيّة، ويجعل هذه المناطق أهدافًا متميزة للدراسة العلمية المكثفة.

البندالتفاصيل
عدد مسارات الصخور المُرصودة245 مسارًا
نطاق خطوط العرض المشمولة في الدراسةبين 40 درجة جنوباً و40 درجة شمالاً
عمر الفوهات المرتبطة بحركات الصخورحوالي 400 ألف عام
أحجام الصخور المتحركةتتراوح بين عشرات ومئات الأمتار