زيادة الروبل.. البنك المركزي الروسي يعزز قوة العملة الوطنية مقابل الدولار واليورو

يُعد الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل وتأثيره على الاقتصاد الروسي من أبرز الظواهر المالية التي شهدها الاقتصاد المحلي هذا العام، حيث يواصل البنك المركزي الروسي تعزيز قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار واليورو واليوان الصيني، مؤشراً على تحولات عميقة في السياسة النقدية والاقتصادية تهدف لمواجهة التحديات الاقتصادية المستمرة.

تطورات الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل مقابل الدولار والعملات العالمية وتأثيراتها

تابع أيضاً أسعار الدولار.. تحركات متجددة في الأسواق المحلية اليوم
شهد سعر صرف الروبل ارتفاعاً مستقراً أمام العملات الرئيسية في الأسواق العالمية، حيث بلغ سعره مقابل الدولار الأمريكي 83.07 روبل بزيادة 31 كوبيكا، ما يعزز من قيمة العملة المحلية في مواجهة الضغط الأجنبي، وفيما يخص اليورو، ارتفع الروبل بمقدار 88 كوبيكا ليصل إلى 97.45 روبل، كما صعد بقوة أمام اليوان الصيني بمقدار 23 كوبيكا ليصل إلى 11.59 روبل. يشير هذا الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل إلى تزايد الثقة تجاه الاقتصاد الروسي على الرغم من الصعوبات والتقلبات الاقتصادية والسياسية العالمية، مما يظهر اتجاه السوق نحو دعم وتقوية العملة المحلية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

تأثير الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل على سياسات أسعار الفائدة والنمو الاقتصادي الروسي

قد يهمك ارتفاع الذهب.. أسعار المعدن الأصفر تشهد زيادة ملحوظة في مصر
أجرى البنك المركزي في روسيا تعديلات هامة على أسعار الفائدة مؤخراً، حيث خفض سعر الفائدة الرئيسي بنقطة مئوية واحدة ليثبته عند 17%، ضمن جهود متواصلة للتحكم في معدلات التضخم المرتفعة وتحقيق استقرار الأسعار بحلول عام 2026. تركّز الاستراتيجيات النقدية على تشديد السياسة المالية رغم التباطؤ الملحوظ في النمو الاقتصادي الناتج عن العجز المتزايد في الميزانية المرتبط بنفقات الحرب والتضخم المتقلب. سجل التضخم تراجعاً طفيفاً في شهري يوليو وأغسطس ليصل إلى 8.2%، إلا أن البنك شدد على أن الضغوط التضخمية لا تزال قائمة، ما يستدعي الاستمرار في اتباع السياسة النقدية المشددة للحفاظ على استقرار الأسعار. من جهة أخرى، انخفض معدل النمو الاقتصادي السنوي إلى 1.1% في الربع الثاني، مقارنة بـ1.4% في الربع الأول، مع نمو ربع سنوي محدود بنسبة 0.6%، ما يعكس بوضوح تأثير الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل على ديناميكيات الاقتصاد الروسي.

دلالات الركود التقني في الاقتصاد الروسي وسط الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل وأسبابه

مقال مقترح رفع سعر الروبل.. البنك المركزي الروسي يثبت تأثيره على العملات الرئيسية
على الرغم من تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين بعدم وجود ركود اقتصادي حقيقي، تشير بيانات البنك المركزي إلى دخول الاقتصاد الروسي في ركود تقني، مُعرّف بانكماش الناتج المحلي الإجمالي خلال ربعين متتاليين. تعود أسباب استمرار هذا الركود التقني رغم الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل إلى عدة عوامل، من بينها نقص الأيدي العاملة بشكل حاد، وارتفاع أسعار الفائدة نتيجة السياسات النقدية المتشددة لكبح التضخم المتسارع الذي تفاقمت له ضغوطه بسبب الإنفاق العسكري الكبير. في المقابل، يحقق الاقتصاد الروسي توقعات إيجابية نسبياً بنمو قدره 4.3% خلال عام 2024، متجاوزاً التوقعات الرسمية للبنك المركزي التي قدرتها بين 1 إلى 2%، مما يعكس التباين بين المؤشرات الاقتصادية الرسمية والنظرة النقدية، بالإضافة إلى تعقيد التحديات البنيوية والاقتصادية الراهنة.

• الارتفاع المستمر في سعر صرف الروبل يعبر عن ثقة متزايدة في العملة المحلية رغم الظروف الاقتصادية الصعبة
• خفض سعر الفائدة إلى 17% يُعد خطوة رئيسية ضمن سياسات البنك المركزي للحد من التضخم المرتفع
• تباطؤ النمو الاقتصادي يعكس التأثير التدريجي للضغوط المالية والتضخمية على الاقتصاد الروسي
• استمرار الركود الفني يكشف عن تحديات هيكلية معقدة تواجه الاقتصاد المحلي في الظروف الراهنة