تراجع الدولار.. انخفاض الفائدة الأمريكية يعيد تشكيل أسواق العملات العالمية

الدولار الأمريكي يشهد تراجعًا مستمرًا مقابل اليورو والجنيه الإسترليني نتيجة توقعات خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي، ما يثير قلق المستثمرين حيال تحركات الدولار في الأسواق العالمية وسط سياسات نقدية جديدة قد تؤثر بوضوح على أسعار صرف العملات الرئيسية.

تراجع الدولار الأمريكي مقابل اليورو مع توقعات خفض الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي

شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا ملحوظًا أمام اليورو مع تصاعد التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي خلال اجتماع هذا الأسبوع؛ حيث يتوقع المستثمرون خفضًا لا يقل عن 25 نقطة أساس، مع احتمالية تخفيض أكبر تصل إلى 50 نقطة أساس في المستقبل القريب ضمن خطوات تهدف إلى دعم النمو الاقتصادي وتنشيط الأسواق المالية. من المتوقع أن يصل إجمالي تخفيض أسعار الفائدة إلى 67 نقطة أساس قبل نهاية العام الجاري، وارتباط ذلك بزيادة تصل إلى 81 نقطة أساس مع بداية يناير المقبل. ورغم تراجع الدولار، استقر سعر اليورو عند 1.1765 دولار خلال بداية الجلسة الآسيوية، بعد أن سجل 1.1780 دولار الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى منذ يوليو الماضي، مما يعكس تأثر تحركات العملات بتقلبات السياسة النقدية الأمريكية والتحديات القائمة في الأسواق العالمية.

تأثير الضغط السياسي على تراجع الدولار الأمريكي أمام الجنيه الإسترليني وسط دعوات خفض أسعار الفائدة

تراجع الدولار الأمريكي أمام الجنيه الإسترليني إلى مستويات قريبة من أدنى نقاطه خلال الشهرين والنصف الماضيين، وسط ضغوط متزايدة من الرئيس دونالد ترامب الذي دعا إلى سياسة نقدية أكثر تيسيرًا وخفض أكبر في أسعار الفائدة لدعم سوق الإسكان المتعرض لضغوط مستمرة. وأكد ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي ضرورة اتخاذ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول لإجراءات فعالة وحاسمة لتعزيز الاقتصاد. وأشار خبراء، وعلى رأسهم كريس ويستون، رئيس الأبحاث في شركة بيبرستون، إلى إحساس المستثمرين بتأخر المجلس في الاستجابة للتطورات السريعة في السوق، ما يستوجب تسريع خفض أسعار الفائدة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام والوصول إلى معدل فائدة محايد يدعم النشاط الاقتصادي. ووصل الجنيه الإسترليني إلى استقرار عند 1.3605 دولار بعد تسجيل 1.3621 دولار في الجلسة السابقة، وهو أعلى سعر له منذ 8 يوليو.

استقرار الدولار الأسترالي والين الياباني وسط تقلبات سياسة مجلس الاحتياطي الاتحادي وتأثيرها على الأسواق

حافظ الدولار الأسترالي على استقراره عند 0.6672 دولار أمريكي، بانخفاض طفيف عن إغلاق الاثنين عند 0.6674 دولار، مسجلاً أعلى سعر منذ بداية نوفمبر، ويعكس هذا التثبيت الحذر المتزايد في الأسواق بسبب تقلبات السياسات النقدية المتوقعة من مجلس الاحتياطي الاتحادي على الصعيد العالمي. كما بقي الدولار الأمريكي ثابتًا عند مستوى 147.42 ينا مقابل الين الياباني، وسط متابعة دقيقة لمؤشرات السياسة النقدية وأوضاع السوق المتعلقة بضبط التضخم وتعزيز النمو الاقتصادي. وتعكس هذه المؤشرات ثباتًا نسبيًا للدولار مقابل بعض العملات الرئيسية رغم الضغوط السائدة في الأسواق.

• توقع خفض أسعار الفائدة بمقدار لا يقل عن 25 نقطة أساس من مجلس الاحتياطي الاتحادي
• دعوات الرئيس ترامب لخفض أكبر في أسعار الفائدة دعمًا لسوق الإسكان
• تراجع ملحوظ للدولار الأمريكي مقابل اليورو والجنيه الإسترليني
• استقرار نسبي للدولار الأسترالي والين الياباني مقابل الدولار الأمريكي

تجري هذه التحركات وسط حالة من عدم اليقين المستمرة بشأن سياسات مجلس الاحتياطي الاتحادي، مع استمرار ضغط المستثمرين والاقتصاديين من أجل اتخاذ إجراءات أكثر حزماً لتفادي تباطؤ النمو الاقتصادي، في وقت يشهد فيه عدد من القطاعات الاستقرار ما يؤثر بشكل مباشر على أسعار الصرف في الأسواق العالمية؛ وهذا يجعل مراقبة تحركات الدولار الأمريكي مقابل العملات الكبرى مرهونة بشكل أساسي بالقرارات القادمة حول تخفيضات أسعار الفائدة.