إعادة البناء.. كيف رسم بشير الجميل خارطة طريق الوطن الجديد؟

القوات اللبنانية في كندا تحتفي بذكرى شهدائها ورسالتهم الوطنية المسيحية

ترأس راعي أبرشية مار مارون في كندا المطران بول – مروان تابت الذبيحة الإلهية في كاتدرائية مار مارون في مونتريال لراحة نفوس شهداء القوات اللبنانية، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد بشير الجميل، وسط مشاركة الأبوان طوني زيادة وشارل كساب، وبحضور رسمي وشعبي كبير من النائبة اليس أبي خليل ومنسق عام كندا في القوات ميشال عقل ورئيس مكتب مونتريال القواتي رشدي رعد، وشخصيات سياسية ومجتمعية بارزة.

معنى الشهادة في القوات اللبنانية وقيم التضحية الوطنية والمسيحية

في كلمة عظة أدّاها المطران تابت بعد قراءة الإنجيل المقدس، تحدث عن المعاني متعددة الأوجه للشهادة في القوات اللبنانية، مبرزًا كيف أن الشهادة تجاوزت البعد الديني لتصبح رمزًا وطنيًا يعكس التضحية من أجل الوطن، في وجه التحديات التي هددت وجود لبنان وهويته ومستقبله. أوضح كيف اندفع شهداء القوات اللبنانية بإيمان راسخ وجرأة للدفاع عن الأرض والمبادئ التي قام عليها لبنان الكبير، باعتبارهم نموذجًا فريدًا للشجاعة والتضحية. وأكد المطران أن الرئيس الشهيد بشير الجميل، الذي قدم حياته فداء للوطن، لا تزال تعاليمه الحية تجد صداها بين اللبنانيين حتى اليوم، مشددًا على دعوته المستمرة لبناء وطن يقوم على العدالة الاجتماعية والكرامة والسيادة، بعيدًا عن سياسات عدم المصارحة التي كانت سائدة قبل عام 1975.

كما أشار إلى أن الإحياء المستمر لما كان يحلم به بشير الجميل من قائد وطني وشهيد هو اعتراف ضمني بوجوب إعادة بناء لبنان الحقيقي، الذي يرفع راية الوحدة والتكامل ضمن حدوده تمامًا كما رسمها القانون الدولي، موضحًا أن هذا الحلم يشاطره اللبنانيون في الوطن والمغترب، لا سيما في ظل تعلقهم العميق بالوطن، الذي يميزهم عن العديد من الشتات الأخرى في العالم. ودعا المطران إلى تمكين المغتربين اللبنانيين في كندا وغيرها من بلدان الاغتراب من المشاركة السياسية الفعلية، عبر حق الاقتراع ضمن الدوائر الانتخابية، على غرار أي لبناني مقيم، استنادًا إلى أحكام الدستور الذي يكفل هذا الحق ولا يجوز المساس به تحت أي ذريعة.

دور القوات اللبنانية في الحفاظ على الهوية الوطنية وأهمية الوحدة المسيحية

كما شدد المطران تابت على أهمية توحيد الصفوف بين الأحزاب والقيادات المسيحية، والعمل الجماعي لبناء وطن لا يخجل به شهداؤه، سواء المقيمون أو المغتربون، وفي القلب منهم القوات اللبنانية التي تمثل جزءًا أصيلًا من النسيج الوطني. أكد على ضرورة الالتفاف حول بكركي وحفظ صخرة الإيمان الراسخة في تاريخ لبنان، التي حفرت بغالب بطولات وتضحيات من جيل إلى جيل، وهي صامدة حتى اليوم. وجاءت هذه الدعوة في سياق التأكيد على أن الوحدة والتكاتف المسيحي هي ركائز أساسية في مواجهة التحديات التي تعصف بالوطن، والتي تحتاج إلى إرادة وطنية قوية تعطي الأولوية للمصلحة العامة.

اللقاء السنوي في مونتريال ورؤية قيادة القوات اللبنانية للمستقبل

بعد انتهاء القداس، انتقل الجميع إلى صالة الكنيسة حيث أقيمت “لقمة رحمة”، وخلالها ألقى رئيس مكتب القوات في مونتريال رشدي رعد كلمة مؤثرة، وصف اللقاء السنوي بأنه ليس تقليدًا أو مجرد ذكرى بل هو تواصل مع الوجدان والضمير والتاريخ والهوية التي غرست بدم شهداء القوات اللبنانية. وبين أن الهدف من الاجتماع ليس فقط ذكر أسماء الشهداء أو سرد مآثرهم، بل التفكير في كيفية استمرار نهجهم، وكيف يرون هؤلاء الشهداء أجيال القوات الحالية، وهل ما زالت الشعلة التي تسلموها تنير قلوبهم وأراضيهم.

أكد رعد بصوت عالٍ أن الشعلة لا تزال منوارّة ولم تنطفئ رغم العواصف والتجارب الصعبة، وأن القوات اللبنانية بقيت كالصخرة وأرز لبنان، صامدة في كرامتها ومواقفها وقضيتها، رغم محاولات النيل منها أو تهميشها أو تشويهها، وأن وجودها الثابت اليوم هو دليل على نجاح المسيرة التي بدأها الشهداء، حيث أصبحت صوتاً للشعب الأحرار، صوت السيادة والحق. أشار إلى أن هذا الموقف هو الذي يدعّم راحة الشهداء الذين قدموا دماءهم كبذرة تستمر في رسم نهج القوات اللبنانية.

  • إحياء ذكرى شهداء القوات اللبنانية بحضور رسمي وشعبي في كندا
  • تأكيد قيم الشهادة والتضحيات كجزء من الهوية الوطنية والمسيحية
  • دعوة للمشاركة السياسية المكفولة للمغتربين في لبنان من خلال الانتخابات
  • تشديد على وحدة الصف المسيحي والالتفاف حول بكركي
  • تأكيد قوة وثبات القوات اللبنانية رغم التحديات والمعوقات