أسعار مرتفعة.. كيف تؤثر التكاليف على شغف فتيات جدة بتعلم الموسيقى؟

تشهد جدة إقبالًا متزايدًا من الفتيات اللاتي يرغبن في تعلم العزف على الآلات الموسيقية، لكن ارتفاع أسعار مراكز التدريب على العزف بين 1500 و2000 ريال يشكل عائقًا واضحًا أمام تحقيق هذا الشغف، خاصة مع محدودية المعاهد المتخصصة التي لا تستوعب جميع الراغبات. هذا الواقع دفع بعض الفتيات للجوء إلى مدربين خاصين بتكاليف أعلى أو الانتظار لفترات طويلة.

ارتفاع أسعار مراكز التدريب على العزف وتأثيرها على الفتيات في جدة

تُعد تكلفة التدريب على العزف من أبرز التحديات التي تواجه الفتيات في جدة؛ إذ تصل أسعار الحصص والدورات في المراكز المتخصصة إلى 1500–2000 ريال، وهو مبلغ يفوق قدرة البعض على تحمله، ما يحد من فرصهم في تعلم الموسيقى. ويشير عدد من الهواة إلى أن ندرة المراكز وتزايد الطلب ترفع الأسعار بشكل غير طبيعي، علمًا بأن بعض الفتيات يلجأن إلى المدربين الخاصين لتجاوز قوائم الانتظار، رغم أن تكاليفهم أعلى من المراكز الرسمية. وترى سارة العمري، طالبة جامعية، أن المجال الموسيقي بات وسيلة تعبير محترمة ومحببة لدى المجتمع، لكن الغلاء يجعل من الصعب على الكثيرات تحقيق طموحاتهن الفنية في جدة.

برامج ومراكز تدريب متخصصة لتعزيز تعلم العزف في جدة

شهدت جدة خلال السنوات الأخيرة نشوء مراكز تدريب متخصصة ومرخصة تقدم برامج متعددة لتعليم العزف على الآلات مثل البيانو والكمان والعود والجيتار، بالإضافة إلى دورات في الغناء، حيث توفر هذه المراكز بيئة تعليمية متكاملة مع فرص للمشاركة في عروض وحفلات موسيقية، ما يعزز ثقة الطالبات بأنفسهن ويطور مهاراتهن الفنية. وتوضح المدربة رنا محمد أن هذه المراكز لم تعد مجرد أماكن تعليمية فحسب، بل أصبحت منصات لإبراز المواهب والتواصل الفني، إلا أن الطلب المتزايد يستدعي زيادة هذه المراكز لتغطية أعداد الراغبات بشكل أفضل.

التحديات والمستقبل المزدهر لتعليم العزف الموسيقي للفتيات بجدة

يرى المدرب ناصر فهد أن اهتمام الفتيات بالعزف يعكس وعيًا فنيًا متناميًا، ويبرز دور الموسيقى كجزء من الهوية الثقافية، خاصة مع الدعم المتزايد من الجهات الثقافية الرسمية في المملكة. ورغم التحديات مثل قلة عدد المعاهد المتخصصة والتكلفة المرتفعة والتزاحم في قوائم الانتظار، يظل المستقبل مشرقًا في جدة التي تتجه بثبات نحو ترسيخ مكانتها كمركز للفنون والمواهب الشابة. في الوقت ذاته، دعا الكثيرون إلى إدراج تعليم العزف ضمن المناهج الدراسية، بهدف توفير فرص أوسع وتنمية مهارات الموسيقى لدى الفتيات منذ الصغر.