أضواء غامضة.. الكاميرات تكشف ظاهرة غير مرئية في صحراء أتاكاما

في صحراء أتاكاما في شمال تشيلي، شهدت كاميرات المراقبة ظهور أضواء غامضة تتحرك بسرعة وزوايا غير مألوفة في السماء، وهي ظاهرة نادرة لم تُرَ بالعين المجردة، لكنها اكتُشفت بالصدفة أثناء مشروع بحثي لدراسة القطط البرية. أثارت تلك الأضواء تساؤلات عديدة في الأوساط العلمية حول طبيعتها وأصلها، مما جعلها محور اهتمام واسع.

ظاهرة الأضواء الغامضة في صحراء أتاكاما ونطاقها الزمني

تم تسجيل هذه الظاهرة خلال مشروع بحثي طويل الأمد تابع لجامعة تشيلي، كان يهدف لدراسة القطط البرية مثل قط الأنديز وقط البامبا، لكن مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة التي استمرت من 2021 حتى 2023 كشفت ظهور ومضات ضوئية سريعة، لكنها قوية ومتحركة بزوايا غير اعتيادية، مما جعل الظاهرة تستدعي اهتمامًا خاصًا. وصفت الطبيبة البيطرية باميلا بينديك، المشرفة على المشروع: “الأمر ليس مجرد وميض عادي؛ الأضواء تتحرك وتتغير مساراتها، وأحيانًا تنقسم إلى مسارات متعددة”؛ هذا الظهور حدث في ليالٍ ومناطق متعددة، بعيدًا عن التجمعات البشرية أو مسارات الطيران، مما زاد من غموض الظاهرة.

محاولات تفسير ظاهرة الأضواء الغامضة في صحراء أتاكاما

سعى الفريق البحثي بسرعة لتفسير الأضواء الغامضة، مستبعدًا الاحتمالات المعتادة كالسفن الطائرة، الطائرات بدون طيار، الأقمار الصناعية، النيازك، أو حتى الحشرات العاكسة للضوء. إلا أن سرعة حركة الأضواء وزواياها غير المألوفة، وغياب الصوت أو الأثر المادي، جعلت كل تلك الفرضيات غير ملائمة لشرح الظاهرة. تزيد تعقيدات الوضع نظرًا لطبيعة صحراء أتاكاما، التي تُعتبر من أكثر مناطق الأرض جفافًا وعزلة، مع وجود بشري محدود وانخفاض التلوث الضوئي بشكل شبه تام. لذا فقد اكتسبت تلك المشاهدات الموثوقة طابعًا فريدًا نظرًا لتسجيلها بكاميرات مراقبة مصممة للرصد الحراري والحركي، دون أن يتمكن أحد من رؤيتها شخصيًا في الموقع.

نمط تكرار الظاهرة وخطط المراقبة المستقبلية في صحراء أتاكاما

ما يجعل ظاهرة الأضواء الغامضة في صحراء أتاكاما أكثر تشويقًا هو تكرارها خلال فترة تمتد على مدار العامين الماضيين، حيث سجّلت الكاميرات مشاهد مختلفة لأضواء تتحرك أفقيًا أو تتغير اتجاهاتها أو تومض فجأة، بل إن إحدى اللقطات أظهرت ضوءًا ينقسم إلى كرتين تتحركان باتجاهين متعاكسين؛ وهو تأثير غير مفسّر ولا يُشابه أي ظاهرة جوية أو بصرية معروفة. أوضحت بينديك أن “كل ما نراه هو التسجيلات الحقيقية التي التقطتها الكاميرات دون أي تدخل بشري أو خطأ”. رغم أن الفريق لم يستخدم مصطلح UAP رسميًا، إلا أن ظاهرة الأضواء الغامضة في صحراء أتاكاما تشابه الظواهر الجوية أو الفضائية الغامضة المعروفة، خصوصًا مع صفاء السماء وارتفاع المنطقة الشاهق، لكن الفرق أنها لا تترافق مع شهود عيان أو لقطات متداولة عبر وسائل التواصل؛ مما يجعلها فريدة بوجود تسجيلات ميدانية خام ومستقلة.

تسعى الفرق البحثية حاليًا إلى توسيع نطاق رصد الأضواء الغامضة في صحراء أتاكاما باستخدام أجهزة متطورة تتضمن مستشعرات حرارية عالية الدقة قادرة على رصد أطوال موجية مختلفة، مما يسهل توثيق أي ظهور جديد بدقة عالية وقد يساعد في كشف طبيعة هذه الأضواء الغامضة.

  • استخدام كاميرات حرارية متطورة تكشف تفاصيل أكثر
  • توسيع المواقع الجغرافية للرصد في الصحراء
  • جمع وتحليل بيانات لفترات زمنية أطول
  • مقارنة الظواهر المسجلة ببيانات جوية وملاحية معتمدة
الفترة الزمنية للرصدنوع الأضواء الملاحظة
2021 – 2023ومضات ضوئية سريعة متعددة الاتجاهات

تعد ظاهرة الأضواء الغامضة في صحراء أتاكاما من أكثر الاكتشافات البيئية غير المقصودة إثارةً، حيث تتحدى الفهم التقليدي وتشكل نقطة انطلاق هامة لمزيد من البحث العلمي، مما يفتح المجال لتساؤلات عميقة حول طبيعة الأحداث غير المفسرة في أكثر الصحاري عزلةً على وجه الأرض.