قوة الشيكل.. خبير مالي يوضح العوامل التي تدفع العملة الإسرائيلية للصعود مقابل الدولار

الشيكل الإسرائيلي يقوى أمام الدولار الأمريكي رغم التوترات السياسية والأمنية، محققًا أداء غير متوقع يتحدى القواعد التقليدية التي تربط قوة العملة بالاستقرار؛ ويأتي هذا الارتفاع وسط تصاعد العدوان على غزة والضفة الغربية، ما أثار اهتمام المتابعين للاقتصاد الإسرائيلي والتطورات المالية العالمية المرتبطة بهذا المشهد.

العوامل المؤثرة في قوة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي

تعود قوة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار إلى عدة عوامل متشابكة؛ أولها الزيادة المحتملة في خفض الفائدة الأمريكية، ما أدى إلى ضعف الدولار عالميًا، إضافة إلى نمو الاحتياطات الأجنبية لدى البنك المركزي الإسرائيلي التي وصلت إلى نحو 230 مليار دولار، تمثل أكثر من 42% من الناتج المحلي الإجمالي؛ وهذا المستوى الكبير من الاحتياطات يعزز الثقة في العملة ويقويها على المدى القصير والمتوسط. كما يرتبط سعر صرف الدولار مقابل الشيكل ارتباطًا وثيقًا بمؤشرات الأسهم العالمية، حيث يجبر البنك المركزي الإسرائيلي صناديق التقاعد والاستثمار على شراء الشيكل كأداة تحوط عند ارتفاع الأسهم، مما يضمن دعمًا قويًا للعملة داخل السوق المحلية. يعكس هذا النظام كيف أن قوة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار لا تعتمد فقط على العوامل الاقتصادية الداخلية، بل على تفاعلها مع الأسواق العالمية.

التأثيرات الجيوسياسية ودورها في صمود وقوة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي

لا يمكن تجاهل التأثير الجيوسياسي الكبير في تحديد مسار سعر صرف الشيكل أمام الدولار، فقد أسهمت المظلة الأمريكية والأوروبية في حماية الاقتصاد الإسرائيلي من الآثار السلبية المباشرة الناتجة عن التصعيد العسكري في المنطقة؛ حيث يوفر الدعم الدولي هوامش أمان تساعد في استقرار العملة رغم التقلبات الأمنية. كما أن المواجهة مع إيران خلال يونيو الماضي أدت إلى إعادة تقييم المخاطر الاستراتيجية من قبل المستثمرين؛ ما ساهم في خفض تكلفة الاقتراض وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة في إسرائيل، لتدعم بذلك الشيكل وتعزز من مؤشرات الأسهم المحلية، فتتشكل عوامل خارجية مهمة في تغذية قوة العملة، بعيدًا عن المنطق التقليدي الذي يربط بين الاستقرار السياسي وقوة العملة.

توقعات المستقبل وتأثير سوق الذهب على الشيكل الإسرائيلي وقوة الدولار الأمريكي

على صعيد التوقعات، يرى الخبراء أن اجتماع الفيدرالي الأمريكي قد يؤدي إلى خفض الفائدة بنحو نصف نقطة أساس وربما أكثر خلال الأشهر القادمة، وهي إشارة تحضر الاقتصاد العالمي لموجة جديدة من السياسات التيسيرية بعد سنوات من التشديد النقدي؛ وهذا السيناريو يمثل عاملًا داعمًا لقوة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار، خاصة مع ارتفاع قيمة الأصول العالمية التي ساهمت في زيادة الاحتياطي الأجنبي لدى إسرائيل، والذي يشمل الأسهم والسندات والذهب بنسب متباينة. ويظهر سوق الذهب كعنصر مؤثر مساند في هذه المعادلة، حيث تجاوز سعر أونصة الذهب مستوى 3643 دولارًا، مدعومًا بمخاطر جيوسياسية متصاعدة وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية، مما جعل الذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين والبنوك المركزية على حد سواء وأدى لارتفاع الطلب على الفضة، خاصة بسبب:

  • تأثرها المباشر بارتفاع سعر الذهب
  • الزيادة المتنامية في الطلب الصناعي على الرقائق الإلكترونية

لكن يجب توخي الحذر في نظر الفضة كاستثمار مماثل للذهب، نظرًا لاختلاف طبيعة الطلب والعوامل المؤثرة في كل منهما.

العاملالتأثير على الشيكل مقابل الدولار
زيادة احتياطات البنك المركزي الإسرائيليتقوية الشيكل وثقة المستثمرين
توقعات خفض الفائدة الأمريكيةتراجع الدولار وعززة أداء الشيكل
الدعم الدولي والضمانات الجيوسياسيةتثبيت الاستقرار النسبي للعملة
ارتفاع أسعار الذهب والفضة عالميًازيادة الاحتياطات وتحفيز الاستثمار

تجمع العوامل الاقتصادية مع الجيوسياسية لتشكّل سببًا رئيسيًا في صلابة الشيكل الإسرائيلي أمام الدولار الأمريكي رغم الظروف الإقليمية المضطربة، كما أن استراتيجيات البنك المركزي الإسرائيلي في دفع صناديق الاستثمار للتعامل بالشيكل وضعت العملة في موقع قوة غير متوقع، مما جعلها تعيش مرحلة استقرار نسبي ونمو مستدام يراهن عليه كثير من المستثمرين والمتابعين، خاصة مع احتمال استمرار خفض الفائدة الأمريكية وتحسن مؤشرات الأسواق العالمية.