ارتفاع قياسي.. مؤشر الذهب يلامس مستوى غير مسبوق عند 3700 دولار للأونصة

ارتفعت أسعار الذهب العالمية بشكل ملحوظ خلال تداولات السبت 13 سبتمبر 2025، حيث وصل سعر الأونصة إلى مستوى 3690 دولارًا، مسجلاً بذلك نقلة مهمة في مؤشر الذهب الذي يشهد تحركات متقلبة مستجيبة لعدة عوامل اقتصادية وسياسية.

تطورات مؤشر الذهب وأسباب تفضيل المستثمرين له

يبقى الذهب الخيار الأول للمستثمرين كأصل تحوطي ضد مخاطر التعثر الاقتصادي العالمي، حيث تتأثر أسعار الذهب بعوامل رئيسية منها ضعف الدولار، وقرارات الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي المتعلقة بأسعار الفائدة، بالإضافة إلى التوترات التجارية بين الدول. كل هذه المتغيرات تؤدي إلى تحركات مستمرة في مؤشر الذهب، مما يجعل المعدن النفيس ملاذًا آمنا في فترات عدم الاستقرار الاقتصادي.

في البورصة المصرية، يلقى الذهب إقبالاً متزايدًا من جانب المستثمرين الذين يبحثون عن فرصة تحوط في مواجهة تقلبات الأسواق ومخاطر التضخم المتصاعدة، وتعزز البورصة المصرية قدرة المستثمرين على تداول الذهب عبر أدوات مالية متعددة مثل صناديق الاستثمار المتداولة والعقود المستقبلية، مما يتيح فرص استثمارية دون الحاجة لامتلاك الذهب فعليًا.

تكمن أهمية تداول الذهب في البورصة في قدرته على إحداث توازن في المحافظ الاستثمارية وتنويعها، وهو ما يساهم في تقليل المخاطر المالية المرتبطة بتقلبات الأصول الأخرى.

الاستثمار في الذهب: لماذا يعتبر خيارًا استثماريًا ذكيًا؟

يمتلك الاستثمار في الذهب عدة مزايا تجعله خيارًا ذكيًا للمستثمرين الباحثين عن النمو المالي والحفاظ على القيمة على المدى الطويل، فهو:

• يعمل على نمو الأموال تدريجيًا مع مرور الوقت بفضل ارتفاع قيمة الذهب المستمر
• يساعد في المحافظة على القوة الشرائية للأموال في ظل الأزمات الاقتصادية
• يساهم في بناء محفظة استثمارية متنوعة وقوية تقلل من تعرض المستثمر للمخاطر
• يعتبر وسيلة فعالة للادخار والتحوط ضد التضخم المرتفع الذي يؤثر سلبًا على الأموال النقدية

هذه الخصائص جعلت مؤشر الذهب عالميًا يدخل في مفترق طرق حاسم، خاصة مع الارتفاع الأخير الذي وصل إلى مستويات قياسية عند 3644 دولارًا للأونصة، ويرتبط ذلك بانخفاض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% إلى أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات، مما زاد من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين.

مؤشرات وأداء الذهب خلال عام 2025 وتأثير الأسواق العالمية

بدأ الذهب عام 2025 بمستويات سعرية تجاوزت 3000 دولار للأونصة، مدفوعًا بتوقعات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وهو ما عزز من طلب السوق على الذهب كاستثمار آمن. استمر الذهب في مسيرته الصعودية، حيث حقق ارتفاعًا بنسبة 29% منذ بداية العام، وبلغ ذروته عند 3396 دولارًا في يونيو 2025.

هذا النمو مدعومًا بشكل كبير من مشتريات البنوك المركزية، لا سيما في الاقتصادات الناشئة التي سجلت طلبًا صافيًا يقترب من 710 أطنان كل ربع سنة، إلا أن الأسعار لم تخلُ من تقلبات؛ حيث هبط المؤشر إلى 3250 دولارًا بحلول نهاية يونيو، بعد أن شهد اتفاقًا تجاريًا إيجابيًا بين الولايات المتحدة والصين قلل من حدة التوترات التجارية وأثر على الطلب على الذهب كملاذ آمن.

تتداول أسعار الذهب حاليًا ضمن نطاق بين 3500 و4000 دولار للأونصة، مدعومة بضعف الدولار وظروف السوق غير المستقرة، مع توقعات لاحتمال تصحيح طفيف في الأسعار قريبًا؛ إذ تعكس مؤشرات تداول الذهب حالة من الترقب واليقظة في ظل تحذيرات البنوك الكبرى من تقلبات قد تحدث في السوق.