انخفاض حاد.. البنك المركزي الروسي يفرض قيوداً جديدة على تحويل الروبل بالدولار واليورو

سعر صرف الروبل أمام الدولار يشهد تقلبات مستمرة أظهرت تخفيضات متكررة من البنك المركزي الروسي لقيمة الروبل مقابل الدولار الأمريكي، مع ثبات نسبي أمام العملات الأجنبية الأخرى، وهو ما يثير تساؤلات حادة حول مستقبل الاقتصاد الروسي وسط مؤشرات تدل على ركود اقتصادي وتباين كبير في توقعات النمو للفترة القادمة.

تطور سعر صرف الروبل أمام الدولار وتأثيره المباشر على الاقتصاد الروسي

يواصل البنك المركزي الروسي تعديل سعر صرف الروبل الرسمي في ظل تقلبات ملحوظة، حيث انخفض الروبل بمقدار 74 كوبيك مقابل الدولار الأميركي حتى وصل سعر الدولار إلى 85.66 روبل، مما يعكس تراجعًا واضحًا في قيمة العملة المحلية أمام الدولار؛ وهذا بدوره قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات والتعاملات بالدولار. وعلى صعيد العملات الأخرى، شهد الروبل ارتفاعًا طفيفًا أمام اليورو بنسبة 9 كوبيكات ليرتفع سعر اليورو إلى 99.7 روبل، مقابل انخفاض أمام اليوان الصيني بمقدار 4 كوبيكات ليصل إلى 11.93 روبل. هذه التقلبات في سعر صرف الروبل تعكس تأثيرات متفاوتة على مكونات سلة العملات التي تؤثر بشكل هام في الحالة الاقتصادية الداخلية، خاصة في ظل تقلبات الأسواق العالمية المستمرة.

سعر صرف الروبل وتأثيره على النقاشات الاقتصادية حول الركود في روسيا

مع استمرار الانخفاض في سعر صرف الروبل، تصاعدت المناقشات حول حالة الاقتصاد الروسي، ولعلّ أبرزها إنكار الرئيس فلاديمير بوتين لوجود ركود اقتصادي رغم تقرير البنك المركزي الذي أشار إلى دخول الاقتصاد في ما يُعرف بـ«الركود التقني». خلال منتدى اقتصادي في فلاديفوستوك، شدد بوتين على ضرورة الحفاظ على السياسة النقدية القائمة على سعر فائدة مرتفع يصل إلى 18% بهدف السيطرة على التضخم، رغم اعتراضات رجال الأعمال والمصرفيين المتضررين من تلك التدابير. وأوضح تقرير البنك المركزي الروسي وجود انكماش في الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين، وهو علامة تقليدية على الركود التقني؛ حيث تلعب تحركات سعر صرف الروبل دورًا محوريًا في التأثير على معدلات التضخم وأسعار السلع المستوردة التي يعتمد عليها السوق المحلي.

توقعات النمو الاقتصادي وتأثير ارتفاع أسعار الفائدة على سعر صرف الروبل

في ظل المتابعة المستمرة لتقلبات سعر صرف الروبل وتطورات الاقتصاد، أعلن وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف في اجتماع داخل الكرملين عن تخفيض توقعات النمو الاقتصادي لعام 2025 إلى 1.5% بدلًا من 2.5%، مؤشرًا إلى تباطؤ متوقع في النشاط الاقتصادي. ورغم الأداء القوي للاقتصاد الروسي خلال 2023 و2024، خاصة في ظل العقوبات الغربية التي فرضت عقب غزو أوكرانيا عام 2022، تواجه البلاد تحديات عدة هذا العام مثل نقص اليد العاملة وارتفاع أسعار الفائدة التي يعتمدها البنك المركزي للحد من التضخم المتسارع بفعل الإنفاق العسكري الكبير. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد بنسبة بين 1% و2% خلال 2024 مقارنة بالنمو الفعلي البالغ 4.3%. توضح الجدول التالي أهم بيانات النمو الاقتصادي وأسعار صرف الدولار مقابل الروبل:

• استمرار معدلات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة
• نقص حاد في عمالة السوق
• تأثير العقوبات الغربية على مختلف القطاعات الاقتصادية
• الزيادة الكبيرة في الإنفاق العسكري وتأثيرها على الضغوط الاقتصادية