15 ألف دولار.. النيكل يتحدى هبوط السوق بتثبيت سعر قوي

الدولار الأمريكي يتأثر بشكل مباشر ببيانات التضخم وتوقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعل متابعة قوة العملة والتغيرات المرتقبة أساسًا لفهم تحركات الأسواق العالمية. تستقر العملة الأمريكية حاليًا وسط ترقب نتائج مؤشر أسعار المستهلكين، حيث يراقب المستثمرون بعناية مدى تأثير هذه البيانات على حجم خفض الفائدة المتوقع ومسار الدولار في المستقبل، وفي الوقت نفسه يحافظ اليورو على ثباته قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي.

تأثير بيانات التضخم على توقعات خفض الفائدة ومسار الدولار الأمريكي

شهد الدولار الأمريكي حالة استقرار خلال جلسات الخميس، وسط انتظار صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين التي تلعب دورًا جوهريًا في تحديد توجهات الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية؛ فالمستثمرون يبحثون عن إشارات قوية لإعادة تقييم توقعات خفض الفائدة والتي قد تؤدي إلى تراجع إضافي في قيمة الدولار. أشار ميخاليس روساكيس، استراتيجي العملات في بنك أوف أميركا، إلى أن بيانات التضخم تمثل المحرك الأهم للأسواق في هذه الفترة، متوقعًا خفض فائدة بسيط أو أكثر في سبتمبر مع احتمال تسجيل ما يصل إلى ثلاثة خفضات بنهاية العام. ويرى البنك احتمال خفضين إضافيين في القريب العاجل، ما يعكس حذر المستثمرين وترقبهم لتطورات التضخم وتأثيرها النهائي على السياسة النقدية الأمريكية.

في ذات السياق، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.1% إلى 97.91، مع ثبات العملة الأمريكية أمام معظم العملات الرئيسية عقب صدور بيانات تراجع مفاجئ في أسعار المنتجين يوم الأربعاء، ما عزز آمال المستثمرين في خفض الفائدة. كما كشف تحليل نمو الوظائف عن انخفاض خلق فرص العمل بنحو 911 ألف وظيفة خلال الاثني عشر شهرًا المنتهية في مارس، مقارنة بالتوقعات السابقة؛ وهو مؤشر على تباطؤ سوق العمل يدعم خطة خفض الفائدة وتأثيراتها الإيجابية المحتملة على الدولار الأمريكي.

استقرار اليورو وترقب البنك المركزي الأوروبي وسط أجواء اقتصادية وسياسية معقدة

على الجانب الأوروبي، لا يزال اليورو يحافظ على ثباته نحو مستوى 1.169225 دولار قبيل اجتماع البنك المركزي الأوروبي اليوم، حيث يُتوقع أن يثبت البنك أسعار الفائدة دون تغيير. يرى المحللون أن البنك قد يتجه لتبني لهجة أكثر ميلًا نحو التيسير النقدي لمواجهة الضبابية الاقتصادية والسياسية السائدة في القارة، خاصة مع استمرار التوترات الجيوسياسية على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي. أحد التطورات اللافتة تمثلت في قيام بولندا بإسقاط طائرات مسيرة روسية مشبوهة في مجالها الجوي بدعم من حلف الناتو، في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا؛ ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والتجاري الأوروبي.

وأشار خبراء بنك كومرتس إلى أن فرص صدور إجراءات قوية خلال اجتماع البنك المركزي الأوروبي لتغيير سعر صرف اليورو مقابل الدولار تبقى ضعيفة، مع غياب مؤشرات جديدة ذات تأثير ملموس. ويعتقدون أن الأمل الوحيد يتمثل في خطاب رئيسة البنك المركزي كريستين لاغارد، التي أظهرت تشددًا في مؤتمرين صحفيين مؤخراً، مع عدم التوقع بإصدار توجيهات واضحة قبل يونيو المقبل، مما يعكس إحجامًا مؤقتًا عن اتخاذ قرارات جوهرية بخصوص خفض أسعار الفائدة خلال العام الحالي.

تطورات خفض الفائدة الأمريكية وتأثيرها على الأسواق المالية والعملات العالمية

يركز المستثمرون على مسار خفض الفائدة المحتمل من قبل الاحتياطي الفيدرالي، حيث تعاملت الأسواق مع فرضية التيسير النقدي كأمر واقع، لكن حجم خفض الفائدة ما زال يثير نقاشًا واسعًا. تشير أداة CME FedWatch إلى احتمال خفض كبير يصل إلى 50 نقطة أساس بنسبة 8.9% في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر بين 16-17 سبتمبر المقبل، بينما يعتبر خفض 25 نقطة أساس شبه مؤكد. في الوقت نفسه، يحظى تشكيل لجنة السياسة النقدية باهتمام كبير، لا سيما بعد تحركات الإدارة الأمريكية لاستئناف حكم قضائي يمنع مؤقتًا مناقشة إقالة عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، في خطوة تفسر كجهد لإزاحتها قبل الاجتماع المرتقب.

على صعيد التعيينات، اقترب ستيفن ميران من الانضمام إلى مجلس المحافظين، وذلك ضمن محاولات لتعزيز النفوذ السياسي على القرارات النقدية بعد موافقة لجنة البنوك في مجلس الشيوخ، رغم استمرار الشكوك حول إكمال الإجراءات في الوقت المناسب لحضور الاجتماع.

• ارتفع الدولار مقابل الين الياباني بنسبة 0.2% ليصل إلى 147.80 ين، مدعومًا بتسجيل معدل تضخم 2.7% في أغسطس مقارنة بالعام السابق
• تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.1% إلى 0.66095 دولار، متأثرًا بانخفاض أسعار السلع الأساسية مثل النفط والذهب
• شهد اليوان الصيني ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.04% إلى 7.1216 يوان مقابل الدولار
• انخفض الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.2% إلى 0.59290 دولار، كما تراجع الإسترليني إلى 1.35195 دولار

يبقى مسار خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي المحرك الأبرز لتحركات الأسواق المالية وصرف العملات العالمية، في وقت تستمر متابعة تأثير السياسة النقدية الأوروبية وسط حالة من الضبابية والتوتر الجيوسياسي المتزايد؛ مما يفرض حالة ترقب مستمرة لمؤشرات التضخم والتطورات النقدية التي تحدد قوة الدولار الأمريكي ومستقبله نسبة للعملات الأخرى.