55% ارتفاعًا.. أسعار الذهب تشهد قفزة غير مسبوقة في الأسواق المحلية منذ بداية العام

ارتفاع أسعار الذهب المحلية بنسبة 55% منذ بداية العام يعكس تحولات كبيرة في الأسواق المالية وسط توقعات متزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، إضافة إلى التوترات الجيوسياسية المتصاعدة التي تؤثر بقوة على تحركات الذهب عالميًا ومحليًا.

الارتفاع المستمر في أسعار الذهب بالأسواق المحلية وتأثير الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفاعًا ملحوظًا، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 بمقدار 35 جنيهًا خلال تعاملات اليوم ليصل إلى 4910 جنيهات مقارنة مع ختام تعاملات أمس، مع صعود الأوقية بنحو 26 دولارًا لتسجل 3657 دولارًا بعد أن وصلت إلى أعلى مستوى تاريخي عند 3672 دولارًا، وذلك بحسب تصريحات سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات إلكترونيًا. وأوضح إمبابي أن أسعار الذهب شهدت تغيرات للعيارات الأخرى حيث سجل عيار 24 سعر 5611 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4209 جنيهات، بينما بلغ جرام الذهب عيار 14 سعر 3274 جنيهًا، واستقر سعر الجنيه الذهب عند 39280 جنيهًا. هذا الارتفاع في أسعار الذهب بالأسواق المحلية جاء رغم التراجع الذي مس السوق يوم الثلاثاء بواقع 20 جنيهًا لعيار 21، حيث انخفض السعر من 4895 إلى 4875 جنيهًا، في حين تراجعت الأوقية بمقدار 5 دولارات من 3636 إلى 3631 دولارًا.

ارتفاع أسعار الذهب المحلية بنسبة 55% منذ بداية العام.. نظرة مقارنة وتحليلية

أشار سعيد إمبابي إلى أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بشكل ملحوظ بنسبة 55% منذ بداية العام، ما يعادل ارتفاعًا قيمته 1735 جنيهًا للجرام، في حين سجل الذهب ارتفاعًا عالميًا بنسبة 40% بحوالي 1033 دولارًا للأوقية. وتعزز هذه الزيادة مكانة الذهب كأحد أفضل الأصول الاستثمارية وأقوى الملاذات الآمنة في ظل التقلبات الاقتصادية الراهنة، حيث قال إمبابي إن الذهب يقدم عوائد يصعب منافستها سواء في مجالات العقارات أو الشهادات الاستثمارية. هذا الدعم القوي لمعدن الذهب ينطلق من تأثره بتوقعات الأسواق التي تحوم حول تخفيض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، فضلاً عن التوترات الجيوسياسية المتصاعدة التي درجت على رفع الطلب على المعدن النفيس.

عوامل الأسواق العالمية وتأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار الذهب المحلية

واصل الذهب تسجيل مستويات قياسية في الأسواق العالمية، مدعومًا بزيادة رهانات تخفيض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وتفاقم التوترات السياسية والجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا، والتي تعمل على تصعيد الطلب على الذهب كأصل آمن. تزامن ذلك مع صدور تقرير الوظائف الأمريكية غير الزراعية الذي أظهر ضعف سوق العمل، وهو ما عزز توقعات السوق بحدوث ثلاث تخفيضات لأسعار الفائدة خلال العام الجاري. أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME أكدت انخفاض احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في الاجتماع المقبل، في حين تتصاعد التوترات على الساحة الدولية، من بينها:

• دعوة الرئيس الأمريكي ترامب للاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية والهندية بنسبة 100%
• الغارة الجوية الإسرائيلية على قيادة حماس في الدوحة ورد فعل قطر حيالها
• تأهب بولندا للدفاع الجوي إثر تصاعد الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا

الجدير بالذكر أن القرار القضائي الفيدرالي مؤقتًا بمنع إقالة ليزا كوك، حاكمة بنك الاحتياطي الفيدرالي، ساهم في تهدئة مخاوف السوق بخصوص استقلالية البنك المركزي، ما ساعد في الحفاظ على مكاسب الدولار الأمريكي مؤخرًا، الأمر الذي قد يُحد من الارتفاع السريع في أسعار الذهب

ويترقب المستثمرون صدور مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي اليوم، يليه مؤشر أسعار المستهلك غدًا، اللذان سيكون لهما تأثير مباشر على حركة سعر الدولار وبالتالي على أسعار الذهب محليا وعالميا، مما يجعل استمرار ارتفاع أسعار الذهب بالأسواق المحلية مرتبطًا بشكل وثيق بالمستجدات الاقتصادية والسياسية الدولية التي تعزز الطلب على المعدن الثمين كملاذ حيوي للتحوط والاستثمار.