إصدار جديد.. مصرف الراجحي يطرح الشريحة الاجتماعية في صكوك دولارية للمرة الثانية

اليورو مقابل الدولار يشهد ارتفاعًا مستمرًا وسط تصاعد بيع الدولار وتراجع الثقة السياسية في فرنسا، ما يعكس تأثيرًا قويًا على سوق العملات الأجنبية، خاصة مع ترقب الأسواق لاجتماع البنك المركزي الأوروبي المتوقع الإبقاء خلاله على أسعار الفائدة دون تعديل، مع إشارات محتملة لتخفيف السياسة النقدية في الفترة المقبلة.

تطورات سعر اليورو مقابل الدولار وتأثير بيع الدولار المستمر

في السوق الأوروبية، سجل اليورو ارتفاعًا مستمرًا يوم الثلاثاء أمام الدولار الأمريكي، محققًا ثالث يوم من المكاسب المتتالية، ووصل إلى أعلى مستوى له خلال سبعة أسابيع عند 1.1778 دولار. هذا الصعود جاء رغم استمرار المخاوف من عدم الاستقرار السياسي في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، حيث انخفضت ثقة المستثمرين تزامنًا مع تصاعد عمليات بيع الدولار في الأسواق.
يترقب المستثمرون غدًا اجتماع البنك المركزي الأوروبي لمناقشة السياسة النقدية، حيث من المتوقع أن يبقي البنك على أسعار الفائدة دون تغيير لليوم الثاني على التوالي، مع مراقبة الأسواق عن كثب لتطورات تخفيف السياسة النقدية في الأشهر القادمة. ويأتي ارتفاع سعر اليورو مدعومًا أيضًا بضعف بيانات التوظيف الأمريكية، التي عززت التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأميركية، مما أدى إلى زيادة ضعف الدولار في مواجهة اليورو.
شهد مؤشر الدولار تراجعًا بنسبة تزيد على 0.1% يوم الثلاثاء، ليستمر في خسائره لثالث جلسة متتالية، مسجلًا أدنى مستوى له منذ سبعة أسابيع عند 97.32 نقطة. ويرجع الانخفاض إلى استمرار بيع الدولار، مدعومًا بضعف سوق العمل الأمريكي، وهذا يعزز احتمالية قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بشكل إضافي.
وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة “CME”، تقدر الأسواق فرص حدوث التالي في اجتماع الفيدرالي القادم:

• احتمال 89% لخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
• احتمال 11% لخفض أكبر يصل إلى 50 نقطة أساس

سقوط رئيس الوزراء الفرنسي وتأثيره على الاستقرار السياسي واقتصاد اليورو مقابل الدولار

شهدت فرنسا أزمة سياسية كبيرة مع سقوط رئيس الوزراء فرانسوا بايرو بعد خسارته تصويت الثقة في البرلمان؛ حيث صوت 364 نائبًا ضد الحكومة مقابل 194 مؤيدًا، مما شكل ضربة قوية لرئاسة إيمانويل ماكرون. جاء هذا الانهيار السياسي في ظل تصاعد الغضب الشعبي من خطط التقشف التي طرحها بايرو، والتي تضمنت خفض الميزانيات العامة وإلغاء يومين من العطلة الأسبوعية، في محاولة للسيطرة على ديون فرنسا التي تصل إلى نحو 114% من الناتج المحلي الإجمالي.
من المتوقع أن يعين الرئيس ماكرون رئيس وزراء جديدًا خلال الأيام المقبلة، إلا أن التحدي الأكبر سيكمن في ضمان دعم برلماني مستقر؛ وسط مخاوف من حدوث شلل تشريعي قد يؤثر سلبًا على الاقتصاد الأوروبي وسوق اليورو مقابل الدولار، مما يزيد من حالة عدم اليقين السياسية والاقتصادية.

اجتماع البنك المركزي الأوروبي وتوقعات تأثيره على أسعار الفائدة وسياسة اليورو مقابل الدولار

يعقد البنك المركزي الأوروبي اجتماعه الخاص بالسياسة النقدية يومي الأربعاء والخميس، لبحث آخر التطورات الاقتصادية في منطقة اليورو الموحدة. تشير التوقعات إلى أن البنك سيرفع من سعر الفائدة عند مستوى 2.15% للمرة الثانية على التوالي، وهو أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2022.
يراقب المستثمرون بترقب إشارة البنك حول توقيت استئناف تخفيف السياسة النقدية وخفض أسعار الفائدة قبل نهاية العام، حيث أن هذه المؤشرات تؤثر بشكل مباشر على سعر صرف اليورو مقابل الدولار في المدى القريب.

يُظهر ارتفاع سعر اليورو مقابل الدولار استجابة واضحة لتشابك الأحداث السياسية والاقتصادية في أوروبا وأمريكا؛ حيث يتزامن ضعف الدولار مع التحديات الداخلية في فرنسا وتوقعات السياسة النقدية الأوروبية، مما يضمن استمرار اليورو عند مستويات داعمة وسط حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي المستمرة التي تفرضها التطورات الراهنة.