نرجسية الزوجين.. مسلسل “أنا حرة” يسلط الضوء على تأثير الزوج النرجسي في المجتمع المغربي

مسلسل “أنا حرة” للمخرج أحمد أكتاروس لفت انتباه المشاهدين بشكل كبير، رغم عرضه خارج موسم رمضان، بفضل تناوله قضية الزوج النرجسي في المجتمع المغربي، وما يعكسه ذلك من واقع تواجهه بعض الأسر. الحلقات الأولى للمسلسل أثارت نقاشات واسعة بين المتابعين، حيث أظهرت مشاهد تحاكي سلوك الزوج (أمين الناجي) الذي يتسم بالتحقير والتقليل من قيمة زوجته (كريمة غيث)، مما فتح بابًا لمداولات بشأن أسباب تحمل بعض النساء علاقات تنطوي على العنف النفسي وفقدان التوازن.

تأثير مسلسل “أنا حرة” في تسليط الضوء على الزوج النرجسي وأثره النفسي

مسلسل “أنا حرة” ركز على ظاهرة سيطرة الزوج النرجسي الذي يفرض آرائه بقوة على زوجته، دون أي اعتبار لمشاعرها أو رأيها، في مقابل ظهور شخصية الزوجة الضعيفة والمستسلمة. التطورات الدرامية جاءت لتبين كيف تستمر هذه العلاقة المشحونة بالعنف النفسي، مستمدة ذلك من الواقع المجتمعي الذي تعيشه بعض الأسر المغربية. هذا الدعم النفسي والاجتماعي للزوجات في ظل سلطة الأزواج المتسلطين يطرح تساؤلات عن موقف المرأة من استمرارها في مثل هذه العلاقات، وما الذي يجعلها تصبر وتتحمل رغم الألم النفسي المستمر.

جدول عرض ومواعيد مسلسل “أنا حرة” وتأثيره المتوقع على المشاهدين

المسلسل عرضه الأول كان مقرراً خلال شهر رمضان، لكن تم تأجيله ليعرض في شهر شتنبر عبر منصة “شاهد” وقناة “إم بي سي 5″، ويتوقع إطلاق الموسم الثاني خلال رمضان المقبل. يأتي هذا العرض بعد تفاعل واسع مع الحلقات الأولى التي نالت استحسان النقاد والجمهور، خاصة دور الممثل أمين الناجي في تجسيد شخصية الزوج النرجسي بشكل مؤثر والتمكن من إظهار طابع السيطرة والسلطة التي يفرضها على زوجته، دون تقبل لأي معارضة أو اختلاف في الرأي.

تسليط الضوء على قضايا النساء والظروف الاجتماعية في مسلسل “أنا حرة”

ينتمي “أنا حرة” إلى الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تتناول قضايا النساء العاملات، مع تركيز خاص على الخادمات اللواتي يعانين ضغوطًا وتحديات يومية جمة. يقدم المسلسل هذه القضايا عبر قالب درامي عميق التسلسل، مما يجعل المتابع يتفاعل مع معاناة المرأة داخل الأسرة والمجتمع. يشكل المسلسل فرصة لعودة الممثلة ماريا صادق إلى الشاشة بعد غياب طويل، وتشارك في العمل الذي تم تصويره قبل عام، حيث جاءت الأدوار متكاملة بين إدارتها المخرج أحمد أكتاروس وطاقم يضم كريمة غيث، أمين الناجي، عبد الحق بلمجهد، وأنس الباز، إلى جانب دارسين آخرين.

تُظهر الأحداث المتتابعة للمسلسل كيف يستمر التضخم في سلوك الزوج النرجسي الذي لا يقبل المنافسة أو الاختلاف، مما يزيد من معاناة الزوجة التي تُجسدها كريمة غيث بصبر ملحوظ رغم احتقار زوجها وعزله النفسي المستمر. يعمل المسلسل على تقديم هذه القضية ضمن إطار اجتماعي وثقافي مغربي أصيل، يكشف خصوصيات هذه الظاهرة ويطرح جوانبها بحساسية.

تجربة “أنا حرة” تُعيد إحياء أعمال المخرج أحمد أكتاروس الذي قدّم عدة مسلسلات ناجحة من قبيل “جروح” و”مال الدنيا”، وها هو يعود ليجسد قضايا راهنة بطريقة تعكس الواقع دون مبالغة أو تهوين. من جهة أخرى، يعد المسلسل فرصة مهمة لعودة نجوم مضى على غيابهم فترة طويلة، مما يعزز الطابع الواقعي والحميمي للعمل، ويمنح الجمهور تجربة درامية متماسكة ذات بعد إنساني عميق.