أسعار الذهب.. تغييرات جديدة تنتظر المستثمرين في التعاملات المسائية

أسعار الذهب اليوم في مصر وانخفاض الدولار يؤثران على السوق المحلية والعالمية

شهدت أسعار الذهب اليوم في مصر تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات يوم الثلاثاء، متأثرة بانخفاض سعر الدولار مقابل الجنيه، في حين سجل الذهب عالميًا مستويات قياسية جديدة مع تصاعد توقعات الأسواق بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال اجتماع سبتمبر المقبل.

تراجع أسعار الذهب اليوم في مصر وتأثير انخفاض سعر الدولار على السوق المحلية

أوضح سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، أن أسعار الذهب في السوق المصرية انخفضت بنحو 5 جنيهات مقارنة بإغلاق الأمس، حيث بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4890 جنيهًا، فيما ارتفعت الأوقية عالميًا بحوالي 16 دولارًا لتسجل 3652 دولارًا، بعدما لامست مستوى 3657 دولارًا كأعلى مستوى تاريخي. كما بلغ سعر الجرام عيار 24 نحو 5589 جنيهًا، وعيار 18 نحو 4191 جنيهًا، والعيار 14 حوالي 3260 جنيهًا، في حين سجل الجنيه الذهب 39120 جنيهًا. ويرجع هذا التراجع إلى انخفاض سعر صرف الدولار في السوق المحلية، إذ وصل إلى حوالي 47.93 جنيهًا لدى البنك المركزي، مما حال دون ارتفاع سعر الذهب محليًا إلى مستوى 5000 جنيه للجرام عيار 21.

وأشار إمبابي إلى أن السوق المحلية تُسعر الذهب على أساس دولار أقل من السعر الرسمي وهو 47.60 جنيهًا، ما أدى إلى انخفاض السعر المحلي عن السعر العالمي بنحو 62 جنيهًا للجرام، وسط موجات بيع قوية ونقص في السيولة. كما يلاحظ توجه متزايد نحو تصدير الذهب بغرض توفير سيولة عاجلة للسوق.

ارتفاع أسعار الذهب عالميًا مع ضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

على مستوى الأسواق العالمية، واصل الذهب صعوده إلى مستويات قياسية مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي وارتفاع الطلب على الملاذات الآمنة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي. وقد تلقى المعدن دعمًا إضافيًا من التوقعات بانخفاض حاد في بيانات التوظيف الأمريكية، حيث من المتوقع أن تُظهر مراجعة مكتب إحصاءات العمل حذف نحو 800 ألف وظيفة من قوائم الرواتب غير الزراعية. ويُرتقب أن يزيد هذا المعطى الضغط على الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة بواقع 50 نقطة أساس عند اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في 17 سبتمبر.

مع ذلك، تشير تقديرات الأسواق إلى احتمالية بنسبة 88% لخفض أقل بمقدار 25 نقطة أساس، مما يطرح علامات استفهام حول توقيت وخيارات التيسير النقدي المقبلة. وعادة ما يؤدي خفض أسعار الفائدة إلى إضعاف الدولار وزيادة جاذبية الذهب كأصل لا يدر عوائد، إلا أن هذه العلاقة قد تتأثر بقرارات بنوك مركزية أخرى أو قوة الأصول الأمريكية في ظل مناخ التوترات الجيوسياسية.

تأثير العوائد الاقتصادية العالمية وتحركات البنوك المركزية على أسعار الذهب اليوم في مصر وعلى المستوى العالمي

تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات إلى 4.05% بعد أن بلغت ذروتها عند 4.8% بداية العام، ما يعكس مخاوف جدية بشأن النمو الاقتصادي ويعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن يقلل تكلفة الاقتناء ويقوي السعر على المدى القريب. في المقابل، شهدت أوروبا واليابان ارتفاعًا حادًا في عوائد السندات طويلة الأجل بسبب مخاطر الديون والأزمات السياسية، مما زاد من حالة عدم اليقين لدى المستثمرين ودفعهم إلى تنويع محافظهم بالاستثمار في أصول ملموسة كالذهب.

وأظهرت بيانات أغسطس إضافة 22 ألف وظيفة فقط مع ارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، ما عزز التوقعات حول خفض الفائدة الأمريكي، رغم تحذيرات الخبراء من أن هذه البيانات غير كافية لتغيير السياسة النقدية بصورة جذرية. ويراقب مسؤولو الفيدرالي عن كثب بيانات التضخم إلى جانب التوظيف، وسيوقع مؤشر أسعار المستهلك المنتظر صدوره الخميس القادم دورًا هامًا في تحديد مسار الفائدة. قراءة أعلى من المتوقع قد تقف حجر عثرة أمام خفض حاد وتحد من زخم الذهب مؤقتًا.

يلجأ المستثمرون بشكل متزايد إلى تحويل استثماراتهم من السندات إلى سبائك الذهب للتحوط ضد تقلبات الأسواق وعدم اليقين السياسي والمالي، مستفيدين من مميزات الذهب كأصل مادي لا يتعرض لمخاطر التخلف عن السداد أو التأثيرات السياسية المحتملة.

  • تراجع أسعار الذهب اليوم في مصر نتيجة انخفاض الدولار
  • تسجيل الذهب مستويات قياسية عالمياً مع ضعف الدولار
  • تأثير قرارات الفيدرالي والبنوك المركزية على اتجاهات السوق
عيار الذهبالسعر بالجنيه المصري
عيار 214890
عيار 245589
عيار 184191
عيار 143260
الجنيه الذهب39120

تظل البنوك المركزية عبر العالم مشترية للذهب للعام الخامس عشر على التوالي رغم الأسعار الحالية، حيث تجاوزت مشترياتها السنوية ألف طن خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مسجلة نحو 1045 طنًا في عام 2024، مع تصدر بولندا قائمة المشترين بإضافة 90 طنًا. كما استأنف البنك المركزي الكازاخي الشراء بعد ثلاث سنوات من البيع وذلك لتنويع احتياطاته، حيث أضاف 14.7 طنًا خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2025، لترتفع إلى 306.2 طن بقيمة تقارب 32.8 مليار دولار من إجمالي الاحتياطيات الأجنبية التي تبلغ 52.5 مليار دولار.

وتعيش الأسواق العالمية هذه الفترة حالة من عدم اليقين الاستثنائي نتيجة مجموعة عوامل منها التوترات الجيوسياسية، توقعات التيسير النقدي، أزمة الديون الأمريكية، والجدل بشأن استقلالية الفيدرالي. تزامنًا مع هذه الظروف، يتواصل الذهب في كسر أرقامه القياسية، حيث سجل 40 مستوى قياسيًا في 2024، وأتبعها بـ26 مستوى إضافيًا في النصف الأول من 2025، مما يعكس عمق التحديات التي تواجه النظام المالي العالمي.