جدل سلوم حداد.. المواجهة تستمر بين السوريين والمصريين حول لغة الأعمال التاريخية

تتصاعد الجدالات حول مدى ملاءمة استخدام اللهجات العامية في الأعمال التاريخية، حيث أثار الفنان السوري سلوم حداد بجرأة قضية أهمية اللغة العربية الفصحى في تقديم هذا النوع من الدراما، مؤكدًا أن الأعمال التي تعتمد على الفصحى تحافظ أكثر على قيمتها وأصالتها الفنية والثقافية.

تفوق الممثلين الشاميين في إتقان اللغة العربية الفصحى في الدراما التاريخية

يعتبر الفنان السوري رشيد عساف أن الممثلين من منطقة الشام يمتلكون قدرة أكبر على الإتقان والتمثيل باللغة العربية الفصحى مقارنة بنظرائهم في مصر، الذين يرتكبون أخطاء واضحة في النحو والنطق خلال أداء الأدوار التاريخية، مما يؤثر على جودة العمل ويقلل من مصداقيته، حسب رأيه؛ فالدراسات الفنية تؤكد أن الالتزام بالفصحى ليس فقط خياراً فنياً بل انعكاس للهوية الثقافية التي تعبر عن عمق التراث في الأعمال التاريخية.

اللغة الفصحى تعزز قوة العمل التاريخي كما يرى عابد فهد

أعرب الفنان عابد فهد عن استياءه من اعتماد اللهجة المصرية في مسلسل “الحشاشين”، حيث أشار إلى أن اللغة العربية الفصحى تمنح العمل أصالةً وقوة أكبر؛ فهو يرى أن الفصحى هي الأداة الأصيلة التي تعكس البيئة والحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث الدراما التاريخية، وإنجازات المخرج والمؤلف في العمل محل تقدير، لكن أي تهاون في اللغة يقوّض قيمة النص ويؤثر على التصور الفني للمشاهد.

التصوير في أماكن طبيعية محفّز لتفوق الدراما التاريخية السورية

ذهب الفنان جمال سليمان إلى أن سر نجاح الدراما السورية التاريخية يعود جزئيًا إلى اختيار مواقع التصوير الحقيقية والطبيعية المفتوحة التي تضيف مزيدًا من الواقعية للعمل؛ بعكس الدراما المصرية التي تعتمد بشكل كبير على الاستوديوهات المغلقة، حيث بيّن أن خلق أجواء صادقة تسهم في منح الجمهور تجربة مشاهدة أكثر تفاعلية وعمقًا، مما يجعل الدمج بين اللغة الفصحى والبيئة التصويرية الواقعية عاملاً أساسياً في تعزيز مكانة الدراما التاريخية السورية.

اعتراف ضمني بحاجة الدراما المصرية للخبرة السورية

لم يقتصر سلوم حداد على نقد طريقة أداء الممثلين المصريين في الفصحى، بل أشار أيضًا إلى أن مشاركة نجوم سوريين مثل أيمن زيدان وحاتم علي وجمال سليمان في الأعمال المصرية التاريخية يعد اعترافًا ضمنيًا باحتياج الصناعة المصرية إلى التجربة السورية العميقة في هذا المجال، كما كشف عن رفضه المشاركة في عدة أعمال مصرية بسبب انشغاله بمشاريعه الشخصية، رغم العروض المالية المغرية، مما يدل على تمسكه بجودة العمل وخصوصيته.

النقدالفنانالوجهة
إتقان الفصحى أفضل عند الشاميينرشيد عسافاللغة والفنية
اللغة الفصحى تزيد أصالة العملعابد فهدالتزام لغوي وتأثيره
التصوير في مواقع طبيعية يعزز العملجمال سليمانعنصر البيئة الإنتاجية
احتياج مصر لخبرة سورية في الدراما التاريخيةسلوم حدادموقف صناعي واستراتيجي

يثير هذا الجدل حول استخدام اللغة الفصحى في الأعمال التاريخية قضايا مهمة تتعلق بجودة الإنتاج الفني وارتباطه بالهوية الثقافية، ويبرز التساؤل حول توجه الإنتاج المصري مستقبلاً، هل سيعطي مساحة أوسع للدراما الفصحى، أم سيستمر في الاستناد إلى اللهجة العامية التي تبدو أقرب لجمهور الداخل؛ ومع تصاعد المنافسة بين الدراما السورية والمصرية، يبقى هذا الملف مفتوحاً للنقاش بين المهتمين بالفن والتراث في الوطن العربي.