ارتفاع النفط.. إمدادات أوبك+ المحدودة تضغط على السوق وتزيد المخاوف من النقص الروسي

الذهب يقترب من حاجز 3,700 دولارًا للأونصة في ظل ترقب بيانات التضخم الأمريكية التي تُعد المحرك الرئيس لتحديد مستقبل أسعار الفائدة وتقييم أداء المعدن النفيس. شهد الذهب صعودًا متزايدًا خلال الأيام الأخيرة مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي، مما زاد من توقعات ارتفاع سعر الأونصة بشكل ملموس هذا الأسبوع.

تطورات أسعار الذهب وتأثير بيانات سوق العمل على توقعات الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.65% خلال جلسة الثلاثاء، مسجلةً رقمًا قياسيًا هو 3,659.41 دولارًا للأونصة، بعد أن انطلقت الجلسة عند 3,636.47 دولارًا وسجلت أدنى مستوى عند 3,628.44 دولارًا، بينما أغلق السعر الاثنين الماضي على مكاسب بلغت 1.4%، وهي ثاني زيادة يومية متتالية بعد تجاوز سعر 3,600 دولارًا. يرتبط هذا الأداء القوي بسلسلة من المؤشرات المخيبة في سوق العمل الأمريكي، والتي رفعت من احتمال خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بشكل أعمق في محاولة لمواجهة تداعيات ضعف الاقتصاد. لذلك، يركز المستثمرون بشكل كبير خلال الأسبوع الحالي على بيانات التضخم الأمريكية، وعلى وجه الخصوص مؤشر أسعار المستهلك لشهر أغسطس، محاولةً فهم مدى الحاجة لتعديل السياسة النقدية المقبلة.

انخفاض مؤشر الدولار وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية وأثرها على أسعار الذهب

تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بحوالي 0.1% يوم الثلاثاء، مسجلاً أدنى مستوى له منذ سبعة أسابيع عند 97.26 نقطة، مع مواصلة خسائره للجلسة الثالثة على التوالي؛ ما يعكس تراجع الدولار مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية. جاء هذا الضعف متزامنًا مع عمليات بيع مكثفة للدولار بعد صدور بيانات ضعيفة في سوق العمل الأمريكي، مما عزز فرص قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفضات أعمق في أسعار الفائدة. وبحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، فإن احتمالات خفض الفائدة الأمريكية بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعات سبتمبر وأكتوبر مستقرة عند 100%، فيما توجد احتمالات محدودة لخفض 50 نقطة أساس بنسبة 12% في سبتمبر و10% في أكتوبر. وهذا السيناريو يشكل دعمًا قويًا لانطلاق أسعار الذهب كملاذ آمن ومخزن قيمة للمستثمرين.

• احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس: 100% في سبتمبر وأكتوبر
• احتمالات خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس: 12% في سبتمبر، 10% في أكتوبر
• ترقب صدور بيانات التضخم لشهر أغسطس قبل اجتماع الفيدرالي المقبل

توقعات أسعار الذهب وسط تراجع حيازات صندوق SPDR ودعم البنوك المركزية

يشير هان تان، كبير محللي السوق في نيمو موني، إلى أن ارتفاع أسعار الذهب قائم على قناعة السوق بأن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة، وهو الأمر الذي أدى إلى وصول المعدن النفيس إلى مستويات قياسية، مدعومًا بالتراجع المستمر في الدولار الذي سهّل تداول الذهب فوق مستوى 3,600 دولار. كما يضيف تان أن التدفقات المالية المدعومة بعمليات الشراء من قبل البنوك المركزية العالمية، إضافة إلى الطلب المتزايد على السبائك، يعزز من استمرارية هذا الاتجاه الصاعد. ويتوقع أن يقترب سعر الذهب الفوري من حدود 3,700 دولار خلال هذا الأسبوع في حال صدور بيانات الوظائف الأمريكية بأرقام أقل من التوقعات، إلى جانب انخفاض في مؤشر أسعار المستهلك. في الوقت ذاته، يبقى المستثمرون حذرين في ردود فعلهم حتى صدور نتائج اجتماع لجنة السوق المفتوحة للسياسة النقدية الأسبوع المقبل. من ناحية أخرى، شهدت حيازات الذهب في صندوق SPDR Gold Trust، الأكبر من نوعه المدعوم بالذهب، انخفاضًا بنحو 2.29 طن متري يوم الاثنين، ليصل الإجمالي إلى 979.68 طن متري، وهو أدنى مستوى منذ 29 أغسطس، ما يعكس تراجع الطلب المؤسساتي على المدى القصير.