توقعات الفائدة.. الدولار يواجه تراجعاً وسط مخاوف الاقتصاد العالمي

الدولار يتراجع بفعل بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة وتأثيرات استقالة رئيس الوزراء الياباني على العملات العالمية

واصل الدولار تراجعه اليوم الاثنين عقب صدور تقرير الوظائف الأمريكي الضعيف يوم الجمعة، الأمر الذي عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة هذا الشهر، بينما شهد الين الياباني انخفاضًا عقب إعلان رئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا استقالته أمس الأحد. في الوقت ذاته، بقي اليورو ثابتًا نسبيًا رغم الأزمة السياسية في فرنسا.

تأثير تقرير الوظائف الأمريكي على تراجع الدولار وتحركات أسعار الفائدة

تراجع الدولار اليوم بعد صدور بيانات أظهرت تباطؤ نمو الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة خلال أغسطس، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3%، وهو الأعلى منذ حوالي أربع سنوات، ما دفع الأسواق إلى تعزيز توقعاتها بقل احتمال رفع أسعار الفائدة في اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي هذا الشهر؛ بل وربما تعزز فرص خفضها، مما أدى إلى انخفاض مؤشر الدولار بنسبة 0.4% إلى مستوى 97.51، بعد هبوطه بنحو 0.5% يوم الجمعة. في الوقت نفسه، هبط الدولار أمام الفرنك السويسري إلى أدنى مستوى له منذ 24 يوليو، مسجلاً 0.7937 فرنك، مع تراجع ملحوظ مقابل اليورو أيضًا. وأكد مارك تشاندلر، كبير استراتيجيي السوق في بانوكبيرن فوركس، أن “القوة الدافعة الرئيسية في أسواق الصرف هي الدولار والتطورات الاقتصادية الأمريكية”، ما يسلط الضوء على العلاقة المباشرة بين بيانات الوظائف الأمريكية وتذبذبات الدولار.

الأزمة السياسية الفرنسية وتأثيرها على اليورو واستقرار منطقة اليورو

في أوروبا، شهدت الأسواق حالة من الارتباك بعد تصويت البرلمان الفرنسي يوم الاثنين على الإطاحة برئيس الوزراء فرانسوا بايرو، بسبب معارضته لخطط خفض الدين الوطني المرتفع؛ الأمر الذي أوقع ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو في أزمة سياسية عميقة تهدد استقراره المالي. رغم ذلك، ظل اليورو مستقراً نسبيًا، مرتفعًا بنسبة 0.2% مقابل الدولار ليصل إلى 1.1751 دولار، وهو الأداء الذي اعتبره المحللون متوقعًا في ظل تقلبات الأسواق السياسية. هذه التطورات تعكس مدى حساسية التداولات الأوروبية لأي تغيرات داخل الحكومة الفرنسية، وتأثيرها المباشر على ثقة المستثمرين بالمنطقة.

استقالة رئيس الوزراء الياباني ودلالاتها على سوق العملات وتراجع الين مقابل الدولار واليورو

جاء إعلان استقالة رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا الأحد الماضي مخيبًا للآمال في الأسواق، إذ شكّل ذلك مؤشرًا على فترة طويلة من عدم اليقين السياسي في اليابان، التي تُعد من أكثر الدول الصناعية ديونًا في العالم. انعكس ذلك مباشرة على العملة اليابانية، حيث تراجع الين مقابل الدولار خلال التعاملات الصباحية، مسجلاً ارتفاعًا مؤقتًا في سعر الدولار بنسبة 0.8% قبل أن يتراجع ليصل إلى 147.695 ين، بزيادة طفيفة 0.2% في وقت لاحق. وارتفعت احتمالات أن يخلف إيشيبا شخصية مؤيدة لسياسات مالية ونقدية أكثر مرونة، مثل سانا تاكايشي، المرشحة المخضرمة في الحزب الليبرالي الديمقراطي والتي تعارض رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، مما قد يواصل الضغط على الين ويزيد من تقلباته. هذا التغير السياسي يتزامن مع تحركات الجنيه الإسترليني الذي صعد 0.3% إلى 1.3545 دولار بعد مكاسب تجاوزت 0.5% الجمعة الماضية.

• تراجع نمو الوظائف غير الزراعية وارتفاع معدل البطالة الأمريكي
• انعكاسات التصويت الفرنسي على الاستقرار السياسي والاقتصادي
• تأثير استقالة رئيس الوزراء الياباني على تحركات الين وأسواق الصرف

تشير تحركات الدولار وتراجع عوائده إلى تبني المستثمرين مزيدًا من الحذر مع توقع خفض أسعار الفائدة الأمريكي، وهو ما يتزامن مع أزمات سياسيّة في الاقتصاديات الكبرى مثل فرنسا واليابان، مما يتطلب مراقبة دقيقة لتطورات الأسواق اعتبارًا من الأسبوع القادم.