3,600 دولار.. ارتفاع قياسي لأسعار الذهب يتجاوز كل التوقعات التاريخية

الارتفاع المستمر لأسعار الذهب وتأثير خفض أسعار الفائدة الأمريكية يشكلان أبرز عوامل تحرك سوق المعدن الثمين، حيث تجاوزت قيمته 3,600 دولار للأونصة، مدعومة بضعف الدولار وانخفاض بيانات سوق العمل الأمريكية، مما أدى إلى تسعير كامل لاحتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية. هذا المشهد يعكس ديناميكية قوية في سوق الذهب في ضوء المتغيرات الاقتصادية العالمية.

تحليل ارتفاع أسعار الذهب وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب في السوق الأوروبية ارتفاعًا ملحوظًا خلال مستهل تعاملات الأسبوع، حيث تجاوز المعدن الثمين حاجز 3,600 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ، مسجلاً أرقامًا قياسية جديدة، ويُعزى ذلك إلى ضعف الدولار الأمريكي المستمر ودعم المستثمرين للذهب كملاذ آمن في ظل بيانات سوق العمل الأمريكية الضعيفة، والتي أثارت توقعات متزايدة بتخفيض مجلس الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة. فقد ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 1.2% خلال تداولات اليوم إلى 3,617.19 دولار للأونصة، بعد افتتاح عند 3,586.48 دولار وسجلت أدنى مستوى عند 3,579.72 دولار. وتجدر الإشارة إلى أن أسعار الذهب حققت الأسبوع الماضي مكاسب بنسبة 4.05%، وهو ثالث مكسب أسبوعي على التوالي وأكبر ارتفاع أسبوعي منذ مايو السابق، مستفيدة من ارتفاع عمليات شراء السبائك والطلب على الذهب كأصل آمن في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادي.

دور ضعف الدولار الأمريكي وتأثير بيانات سوق العمل في تسعير خفض أسعار الفائدة الأمريكية

انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% يوم الاثنين، ليواصل خسائره للجلسة الثانية على التوالي مقتربًا من أدنى مستوى في خمسة أسابيع عند 97.43 نقطة، وهذا التراجع يعكس ضعف العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية. جاء هذا الانخفاض بعد صدور بيانات سوق العمل الأمريكية لشهر أغسطس، والتي أظهرت إضافة وظائف جديدة أقل من التوقعات وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3% مقارنة بـ4.2% في يوليو، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن سرعة النمو الاقتصادي في أكبر اقتصاد عالمي خلال الربع الثالث من العام. بحسب أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة بحوالي 25 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر إلى 100%، مع زيادة فرص تخفيض بحوالي 50 نقطة أساس من 0% إلى 10%، وتكرر السيناريو ذاته في اجتماع أكتوبر مع ارتفاع الاحتمالات لخفيض بمقدار 25 نقطة أساس إلى 100% وارتفاع فرص خفض بنحو 50 نقطة أساس من 0% إلى 8%. ويترقب المستثمرون هذا الأسبوع صدور بيانات التضخم الرئيسية لشهر أغسطس لتأكيد الاتجاه قبل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المرتقب.

توقعات أداء الذهب ودور صندوق SPDR في دعم السوق

يرى محلل السوق في كابيتال دوت كوم “كايل رودا” أن المحرك الأساسي لصعود أسعار الذهب هو بيانات الوظائف الأمريكية، مع احتمالية خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بنحو 50 نقطة أساس في سبتمبر، في تحول ملحوظ عن التوقعات السابقة قبل صدور البيانات الأخيرة، مؤكداً أن العوامل المواتية تدعم الذهب حاليًا بقوة، رغم انتظار بيانات التضخم المرتقبة، متوقعاً محاولات مكثفة للارتداد فوق مستوى 3,600 دولار. من ناحية أخرى، بقيت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، مستقرة عند 981.97 طن متري دون تغيير يذكر منذ يوم الجمعة، مما يعكس ثباتًا نسبيًا في تعزيز السيولة بالسوق.

  • ارتفاع مستمر في أسعار الذهب مع تجاوز حاجز 3,600 دولار للأونصة
  • تراجع مؤشر الدولار وتأثير بيانات العمل الأمريكية الضعيفة
  • زيادة تسعير احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر وأكتوبر
  • ثبات حيازات صندوق SPDR ودعم مستمر لسوق الذهب
التاريخسعر الذهب (دولار/الأونصة)
افتتاح تعاملات الاثنين3,586.48
أدنى مستوى يوم الاثنين3,579.72
أعلى مستوى يوم الاثنين3,617.19
ارتفاع أسبوعي4.05%

السر في استمرار ارتفاع أسعار الذهب يعود إلى تأثيرات خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع، وتراجع الدولار الذي يخفض من تكلفة تملك الذهب للمستثمرين الدوليين، إلى جانب كون الذهب ملاذًا آمنًا لمواجهة تقلبات الاقتصاد العالمي. مع ترقب بيانات التضخم وقرار الاحتياطي الفيدرالي المقبل، يبقى الذهب في مرحلة حرجة بين استمرار صعوده أو حدوث تصحيح نسبي، خاصة مع بقاء ثبات حصص صناديق الذهب الكبرى مثل SPDR دون تغيير، مما يشير إلى ثقة المستثمرين في المعدن كأحد أهم وسائل الحفظ والقيمة في الأسواق العالمية.