الاكتفاء المحلي.. كيف تؤثر خطوة تقليل الاستيراد على الاقتصاد؟

زراعة الأرز البسمتي في مصر تشهد تطورًا ملحوظًا بعد نجاحات ملموسة على عدة محافظات، ما يفتح آفاقًا جديدة لتعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات، فضلاً عن إمكانية التصدير مستقبلاً. هذه الخطوة تعد بداية حقيقية لموسم زراعي جديد يثري السوق المحلي ويصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.

نجاحات زراعة الأرز البسمتي في محافظات مصرية متنوعة

أثبتت زراعة الأرز البسمتي في مصر نجاحًا باهرًا عبر تجربة محلية في محافظات الدقهلية، الغربية، الشرقية، والبحيرة، حيث تم زراعة نوعَي الأرز البسمتي الأساسيين: الهندي والباكستاني. شارك عدد من المزارعين في هذه التجربة التي أسفرت عن نتائج إيجابية تؤكد ملاءمة الظروف المناخية والتربة لهذا النوع الفريد من الأرز، مما يضع مصر على بداية طريق الاكتفاء الذاتي في هذا الصنف من الأرز المميز.

إنتاجية عالية وجودة فريدة في الأرز البسمتي المصري

أكد الدكتور حمدي الموافي، رئيس المشروع القومي لتطوير إنتاج الأرز الهجين والسوبر والبسمتي، أن الأرز البسمتي المصري حقق إنتاجية مرتفعة بالرغم من حداثة تجربة زراعته داخل البلاد، حيث تتسم حبات الأرز بطولها ورائحتها العطرية الفريدة، وهي صفات ترفع مكانة المنتج وتمنحه قيمة اقتصادية معتبرة. أضاف الدكتور أن التوسع في زراعة الأرز البسمتي سيساهم في توفير مبالغ باهظة كانت تُصرف على الاستيراد سنويًا، مع تسجيل إنتاجية تفوق 4 أطنان للفدان في صان الحجر بمحافظة الشرقية، وتتوقع زيادة الإنتاجية إلى 4.5 طن في ديرب نجم، مع إمكانية ارتفاعها مستقبلاً.

تطورات استيراد مصر من الأرز البسمتي وأهمية الصنف المحلي “جيزة بسمتي 201”

تستهلك مصر كميات كبيرة من الأرز البسمتي المستورد سنويًا تتراوح قيمتها بين 300 و500 مليون دولار، نسبة للطلب الكبير في السوق المحلي وقطاع الفنادق والمطاعم الفخمة، ما دفع الجهات المعنية للتركيز على تنمية أصناف محلية تنافس الاستيراد وتؤهل الدولة للتصدير. يأتي صنف “جيزة بسمتي 201” كمبادرة وطنية مهمة، حيث يحمل خصائص عدة منها:

• نبات قوي يتحمل ندرة المياه ودرجات الحرارة المرتفعة.
• إنتاجية مرتفعة تتجاوز 4 أطنان للفدان، وتصل إلى 5 أطنان في الهجين.
• نكهة مميزة تعادل جودة الطعم للأرز المستورد.
• مسجل رسميًا بقرار وزاري رقم 1115 لسنة 2018.
• يساهم في تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالأصناف التقليدية.

ويعتبر هذا الصنف خطوة استراتيجية في تعزيز زراعة الأرز البسمتي محليًا، وهو ضروري لمواجهة تحديات ندرة المياه بأفضل الحلول الزراعية.

أسباب تزايد اهتمام مصر بزراعة الأرز البسمتي داخليًا

تعمل وزارة الزراعة على تعزيز زراعة الأرز البسمتي في مصر لتحقيق عدة أهداف حيوية، منها تقليل احتياجات الاستيراد التي تكلّف ميزانية الدولة مبالغ ضخمة سنويًا، وتحسين جودة وقيمة الإنتاج المحلي. إضافة إلى التكيف مع التحديات البيئية عبر تقليل استهلاك المياه، وفتح أبواب الأسواق التصديرية التي تسهل زيادة العملات الأجنبية. كما تدفع هذه الاستراتيجية إلى دعم المزارعين وتوفير فرص عمل متنوعة من خلال تطوير زراعات أكثر استدامة واستراتيجية.

• خفض فاتورة الاستيراد السنوية بشكل ملحوظ
• رفع الجودة الاقتصادية لمنتجات الأرز المحلية
• الاستجابة لمتطلبات التغير المناخي وتحديات المياه
• توسيع الأسواق الخارجية للمنتجات المصرية
• دعم المجتمعات الزراعية وتوفير فرص عمل جديدة

تثبت تجربة مصر في زراعة الأرز البسمتي قدرتها على تحقيق اكتفاء ذاتي تدريجي بهذا الصنف القيم بعد سنوات من الاعتماد الأجنبي، مع مؤشرات واعدة على أن هذا التوجه سيدفع اقتصاد البلاد إلى مزيد من الاستقرار والنمو الزراعي الحديث.