جسيم غامض.. انقلاب في قياسات الطاقة على الأرض يغير قواعد الفيزياء

نيوترينو كوني بطاقة قياسية 220 بيتا إلكترون فولت يمثل اكتشافًا فلكيًا هامًا غير مسبوق، إذ أكد علماء الفيزياء الفلكية أن الإشارة الغامضة التي التقطت في أعماق البحر الأبيض المتوسط ليست مجرد خلل تقني، بل جسيم حقيقي يحمل طاقة تتجاوز الرقم القياسي السابق عدة أضعاف، وهو ما يفتح آفاقًا جديدة لدراسة فيزياء الجسيمات الفلكية.

تفاصيل اكتشاف نيوترينو كوني بطاقة قياسية 220 بيتا إلكترون فولت

تم الكشف عن نيوترينو كوني بطاقة قياسية 220 بيتا إلكترون فولت عبر كاشف KM3NeT، الذي يقع مغمورًا على عمق 3450 متراً تحت سطح البحر الأبيض المتوسط، حيث سجل الحدث الفريد في فبراير 2023 وسُمي KM3-230213A؛ بعد إجراء تحليل شامل للبيانات، تأكد العلماء أن النيوترينو المكتشف جسيم حقيقي وليست إشارة خاطئة، مما جعله واحدًا من أهم الإنجازات الحديثة في مجال فيزياء الجسيمات، وتفاصيل الدراسة نُشرت في مجلة Physical Review X المحكّمة،.

تعد النيوترينوات، المعروفة بـ “جسيمات الأشباح”، جسيمات شبه غير مرئية تندفع بكميات ضخمة عبر أجسامنا والكون دون أن نلاحظها، لأنها نادرًا ما تتفاعل مع المادة، ولكن اكتشاف نيوترينو كوني بطاقة قياسية كهذه يفتح المجال لمعرفة أعمق بمصادرها.

مصادر نيوترينو كوني بطاقة قياسية 220 بيتا إلكترون فولت وأهميتها العلمية

تشير الأبحاث إلى أن مصادر نيوترينو كوني بطاقة قياسية قد تشمل ظواهر فلكية متطرفة مثل انفجارات أشعة غاما، المجرات النشطة جدًا، أو حتى تفاعل الأشعة الكونية مع الخلفية الكونية للميكروويف – أقدم ضوء في الكون يزيد عمره على 13.8 مليار سنة، ما يجعل دراسة هذه النيوترينوات ذات أهمية قصوى لفهم العمليات الكونية العميقة.

ويظل السؤال قائمًا حول ما إذا كان هذا النيوترينو يشير إلى مكون فيزيائي جديد أو إلى ظاهرة غير معروفة حتى الآن تُنتج نيوترينوات فائق الطاقة، ما يجعله نقطة انطلاق لدراسة أجسام بيئية فلكية أكثر تطرفًا، ويساعد العلماء على فتح نافذة أوسع تجاه عالم الجسيمات الكونية الغامض.

دور كاشف KM3NeT في اكتشاف نيوترينو كوني بطاقة قياسية وآفاق البحث المستقبلية

يقف كاشف KM3NeT كأداة فريدة رصدت نيوترينو كوني بطاقة قياسية ضمن مشروع تعاوني ضخم، ما يعزز أهمية استخدام تكنولوجيا الكشف تحت أعماق البحار في رصد الجسيمات فائقة الطاقة، وهو الأمر الذي يشكل أفضل فرصة لفهم الأجسام الأكثر غرابة وتعقيدًا في الكون، كما أكد فريق التعاون العلمي.

العنصرالتفصيل
اسم الحدثKM3-230213A
عمق الكاشف3450 متر تحت سطح البحر
تاريخ الرصدفبراير 2023
الطاقة المسجلة220 بيتا إلكترون فولت (PeV)
  • تمكنت أجهزة KM3NeT من التمييز بين الإشارة الحقيقية والإشارات التقنية الخاطئة
  • النيوترينو ذو الطاقة الفائقة يساعد في اطلاعنا على ظواهر فلكية نادرة وشديدة التطرف
  • يُعد فحص مصادر نيوترينو فائق الطاقة ذا أهمية في كشف أسرار المشاهد الكونية التي لم يتم الوصول إليها سابقاً

في ضوء هذه الدراسة، يواصل العلماء تحليل بيانات أخرى معنية بإنتاج النيوترينوات فائقة الطاقة، مع تأكيدهم على أن هذه الاكتشافات تضيف بُعدًا جديدًا للبحث الفلكي والجسيمي، مؤدية إلى فهم معمق وأشمل للظواهر الكونية الأكثر غرابة وتعقيدًا، وبالتالي تمهيد الطريق نحو ابتكارات معرفية وعلمية في العقد المقبل.