انخفاض حاد.. أسعار الأرز الطازج تتراجع والمزارعون يعبرون عن قلقهم في موسم الحصاد

أسعار الأرز الطازج في ها تينه تنخفض بشكل حاد وسط موسم الحصاد الصيفي والخريفي، مما يعصف بأوضاع المزارعين الذين يعانون من خسائر مالية كبيرة مقارنة بالسنوات السابقة؛ حيث سجل سعر الأرز الطازج الذي يشتريه التجار بين 4300 و4700 دونج فيتنامي للكيلوغرام، بانخفاض يقارب 1500 دونج عن الموسم الماضي، وهو ما يترك أثرًا سلبيًا كبيرًا على دخل العائلات الزراعية.

انخفاض أسعار الأرز الطازج وتأثيره المباشر على مزارعي ها تينه

في بلدية ثين كام، خاصة في قرية هونغ لوك، يُعاني المزارعون من تراجع أسعار الأرز الطازج بشدة هذا الموسم، حيث وصف السيد نجوين فان هونغ تجربته قائلاً إن محصول عائلته البالغ نحو هكتارين تعرض للفساد بسبب الأمراض والآفات، ثم تلاه هبوط الأسعار الذي منع بيع المحصول بسعر مربح؛ إذ رفض التجار شراء الأرز الفاسد، واضطر إلى تجفيفه وتخزينه في المستودع لتأجيل بيعه إلى حين تحسن السوق. هذا الانخفاض يشكل ضربة قوية للعديد من المزارعين الذين يكادون لا يغطون تكاليف الإنتاج من أسمدة ومبيدات وعمالة، مما يتركهم أمام خسائر مباشرة.

من جانب آخر، يمتنع كثير من التجار عن شراء كميات كبيرة من الأرز الطازج، خوفًا من تكديسه وخسارة رأس المال، ونتيجة لذلك لم تتجاوز كمية الأرز المشترات من منشأة أرز ثوي نغوك في بلدية كام شوين مئة طن، رغم أن قدرتها الشرائية تستوعب ما بين 700 إلى 800 طن. تعاني المنشأة بدورها، حيث تضطر إلى رفض الأرز غير المطابق للمواصفات أو بيعه بأسعار منخفضة، ما يزيد من الضغوط المالية على جميع الأطراف.

الأسباب الرئيسية وراء تراجع أسعار الأرز الطازج في ها تينه

ينبع السبب الرئيس لانخفاض أسعار الأرز الطازج من التحديات الجمة التي يواجهها سوق تصدير الأرز الفيتنامي، وخصوصًا تعليق الحكومة الفلبينية، منذ سبتمبر، استيراد الأرز لمدة 60 يومًا بهدف دعم الإنتاج المحلي، مما أدى إلى تجميد شبه كامل لسوق التصدير. مع تراجع الطلب الدولي في هذه الظروف، أتت ردود فعل الشركات المحلية والتجار بإمساك الأنفاس وشراء كميات محدودة، متجنبين المخاطر المالية الناتجة عن تراكم المخزون.

إضافة إلى ذلك، تراجع جودة محصول الأرز الصيفي والخريفي بسبب الآفات والأمراض، مما أثر سلبًا على قابلية الاستهلاك وجودة الحبوب هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة، الأمر الذي انعكس بصورة حادة على الأسعار واستقرار السوق.

وفي إطار دعم المزارعين، قامت شركة هانه كوونغ التعاونية التجارية بإضافة أكثر من 2000 طن من الأرز خلال موسم الصيف والخريف، رغم الصعوبات التي تفرضها السوق، إلا أن الكميات التي استطاعت الجمعية شراؤها تراجعت بنسبة 20% عن نفس الفترة في العام الماضي، وفقًا لمديرة الجمعية السيدة نجوين ثي هانه، مشيرة إلى الصرامة الكبيرة في معايير الشراء، حيث تُعاد الشاحنات التي لا تلبي المتطلبات أو التي يُخفض سعرها بشكل غير مجدٍ.

استراتيجيات مزارعي ها تينه لمواجهة انخفاض سعر الأرز الطازج وتحضيرات السوق

في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، يلجأ عدد من المزارعين في مناطق ها تينه إلى تجفيف الأرز الطازج وتخزينه بدلًا من بيعه بأسعار متدنية لا تغطي التكاليف، على أمل أن تتحسن الأسعار مستقبلًا. تقول السيدة فان ثي نونغ من بلدية دونغ لوك: “سعر الأرز هذا العام منخفض جدًا؛ إذ يُباع الكيلوغرام بحوالي 4500 دونج فقط، وحتى الأرز الفاسد لا يتجاوز 4000 دونج. بهذا المستوى، لا يمكن تغطية تكاليف الأسمدة والمبيدات والعمالة، لذلك قررت تجفيف المحصول وتخزينه، فإذا ارتفع السعر سأبيعه، وإذا استمر انخفاضه سأستخدمه بنفسي”.

• خفض استيراد الأرز من الفلبين أدى إلى تجميد سوق التصدير
• تأثر جودة المحصول بالأمراض والآفات مما قلل الطلب
• توجُّس التجار من خسائر التخزين وتراجع الشراء كبير
• ارتفاع تكاليف الإنتاج مقارنة بالأسعار المعروضة

ثمة حاجة ماسة إلى تدخل السلطات لتعزيز استقرار السوق المحلية، وتسهيل تصدير الأرز، ودعم استهلاك المنتج الوطني، لما لذلك من أثر مباشر على صمود الإنتاج الزراعي وأمن الغذاء في المنطقة؛ خاصة مع ارتفاع التكاليف ومستوى الخسائر التي يتحملها الفلاحون في ها تينه.