تدفق النفط.. الصين تستقبل كميات قياسية في مقابل تراجع واردات الهند

النفط الروسي يتدفق للصين بقوة بينما تتراجع شحناته للهند، حيث عادت شحنات النفط الخام الروسي للارتفاع مجدداً بدافع زيادة الطلب من الصين، في مقابل تراجع واضح في الصادرات المتجهة إلى الهند بسبب الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، مما دفع نيودلهي إلى تقليص مشترياتها من النفط الروسي رغم اعتراضها العلني على هذه الإجراءات.

تزايد تدفقات النفط الروسي إلى الصين مع تراجع الشحنات إلى الهند

شهدت تدفقات النفط الروسي إلى الصين ارتفاعاً ملموساً، حيث وصلت مشتريات بكين من النفط الخام الروسي إلى حوالي 1.28 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى خلال خمسة أشهر، مستفيدة من تراجع الطلب الهندي وأسعار النفط التنافسية التي وفرها السوق. في المقابل، انخفضت شحنات النفط الروسي إلى الهند إلى أقل من 1.3 مليون برميل يومياً خلال الأسابيع الأربعة المنتهية في 31 أغسطس، مقارنة بقمم حملت نحو 1.9 مليون برميل يومياً في مارس، وهو انخفاض يقارب الثلث. ويرجع هذا التراجع جزئياً إلى الرسوم الجمركية العقابية التي وُضعت على المشتريات الهندية، ما دفع نيودلهي لتقليص استيرادها من الخام الروسي رغم اعتراضها العلني على هذه السياسات. وباحتساب الشحنات غير المعلنة الوجهات، يظل الانخفاض واضحاً بنسبة 28%، مما يعكس تحولات مهمة في خريطة الطلب على النفط الروسي في آسيا.

صادرات النفط الروسي تتعزز وتصل لأعلى مستوياتها منذ 7 أسابيع رغم تحديات هجمات أوكرانيا

ارتفعت صادرات النفط الروسي عبر الموانئ إلى 3.49 مليون برميل يومياً في الأسبوع الأخير من أغسطس، وهو أعلى مستوى خلال سبعة أسابيع، كما صعد المتوسط الشهري إلى 3.15 مليون برميل يومياً. جاء هذا الارتفاع بعد توقف شحنات مشروع سخالين 2 لمدة أربعة أسابيع بسبب أعمال الصيانة، وعودة التدفقات إلى ميناء أوست-لوغا عقب هجوم بالطائرات المسيّرة. في سياق متصل، شنت أوكرانيا هجمات استهدفت ثمانية مصافٍ روسية خلال أغسطس مما أدى إلى إيقاف أكثر من 13% من القدرة التكريرية الفعالة، وهو ما قد يدفع لتوجيه المزيد من النفط الخام للتصدير بدلاً من التكرير المحلي، خصوصاً في المصافي الغربية. كما أجبر هجوم على محطة يونيشا في خط أنابيب دروجبا على وقف مؤقت لتدفقات الخام إلى المجر وسلوفاكيا، ما اضطر الشركات لتحويل الشحنات إلى موانئ أخرى مثل بريمورسك ونوفوروسيسك، حيث استقبلت هذه الموانئ 11 ناقلة خلال أسبوع واحد فقط، دليلاً على نشاط غير مسبوق.

النفط الروسي في ظل تقلبات الأسعار وقفزات قياسية في قيمة الصادرات إلى آسيا

برغم زيادة صادرات النفط الروسي، انخفضت أسعار خام الأورال إلى متوسط 54.36 دولاراً للبرميل من موانئ البلطيق، بينما حقق خام إسبو من الشرق الأقصى ارتفاعاً طفيفاً إلى 64.17 دولاراً، أما الشحنات المتجهة إلى الهند فكانت أسعارها حول 64.43 دولاراً. وعلى الرغم من تراجع الأسعار، قفزت قيمة صادرات النفط الروسية لتبلغ حوالي 1.42 مليار دولار في الأسبوع المنتهي في 31 أغسطس، مرتفعة بمقدار 310 ملايين دولار مقارنة بالأسبوع السابق، ما يعكس زيادة في الكميات المصدرة. ويتجلى النمو في صادرات النفط الروسي إلى آسيا، التي تشمل الصين ودولاً أخرى لم تُعلن عن هويتها، حيث وصلت التدفقات إلى 2.7 مليون برميل يومياً؛ فيما تراجعت الشحنات إلى تركيا إلى 340 ألف برميل يومياً، واستقرت إلى سوريا عند 70 ألف برميل يومياً، وهو ما يعكس تغيراً في خريطة الطلب على الوقود الأسود مع استمرار التصعيد الجيوسياسي وفرض العقوبات الغربية، في وقت تبرز فيه فرص الاستفادة لدول آسيوية بقيادة الصين.

• انخفاض شحنات النفط الروسي إلى الهند بنسبة 28% خلال النصف الثاني من 2023
• ارتفاع مشتريات الصين من النفط الخام الروسي إلى أعلى مستوى منذ خمسة أشهر
• تعافي صادرات النفط الروسي إلى 3.49 مليون برميل يومياً بعد توقف مشاريع الصيانة
• تأثير هجمات أوكرانيا على الكفاءة التكريرية وزيادة صادرات الخام للتصدير
• تحويلات مسارات الشحن إلى موانئ بريمورسك ونوفوروسيسك نتيجة الأضرار على خط دروجبا
• تباين أسعار خامات النفط الروسية مع استمرار ضغوط السوق والأسعار التنافسية
• ارتفاع قيمة الصادرات النفطية الروسية رغم تقلبات الأسعار
• تغير وجهات التصدير مع زيادة تدفقات النفط الروسي إلى دول آسيا

تتوازن صادرات النفط الروسي اليوم بين تحديات اقتصادية وجيوسياسية مع بروز الصين كلاعب رئيسي يعزز مشترياته في ظل انخفاض الطلب الهندي وفرض العقوبات. يتطلب المراقبون متابعة هذه الديناميكية المتغيرة بعناية، حيث ينعكس ذلك على السوق العالمية وآفاق توزيع الخام الروسي بين مناطق آسيا وأوروبا، خصوصاً مع استمرار الضغوط على البنية التحتية للنفط الروسية وتغيرات مسارات الشحن التي تشكل انعكاساً مباشراً لصراعات المنطقة المستمرة.