إعادة الهيكلة.. كيف تغيرت خريطة الشجرة العائلية لمجموعة النيازك بعد إعادة التكوين؟

الكلمة المفتاحية الرئيسية الطويلة المستخلصة:
“شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض”

—

شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض اكتسبت اهتماماً واسعاً بعد أن تمكن فريق من الباحثين الفرنسيين من إعادة تكوينها بدقة، حيث تُعتبر الكوندريتات من النوع «إل» أحد أكثر أنواع النيازك سقوطاً على كوكب الأرض، ويرتبط أصولها بثلاث عائلات على الأقل من الكويكبات المشهورة في الحزام بين المريخ والمشتري، مما يكسِب الدراسة أبعاداً مهمة لفهم أصل النيازك وتأثيرها.

فهم شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض

يُقدَّر عدد النيازك التي تصطدم بالأرض سنوياً بنحو 30 ألف نيزك، وتعود أغلب هذه النيازك لأجسام أصلية مثل كواكب أو كويكبات انفصلت عنها نتيجة اصطدامات عنيفة مع أجسام أخرى؛ وهذا ما يجعل دراسة شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض محوراً أساسياً لدى العلماء الذين يسعون لربط هذه النيازك بمصادرها الأصلية، خاصة عائلات الكويكبات التي تتواجد في الحزام الفاصل بين المريخ والمشتري، حيث تكمن أسرار نشأة وتطور النيازك وما تحمله من معلومات جيولوجية هامة.

دور الباحثين الفرنسيين في إعادة بناء شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض

أجرى فريق بحثي فرنسي يتألف من باحثين في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي، والمركز الوطني للبحوث العلمية، وجامعة السوربون، ومركز البحوث الصخرية والجيوكيميائية في نانسي، ومرصد كوت دازور، دراسة نشرتها مجلة «نيتشر أسترونومي» ركزوا فيها على نيازك الكوندريتات من النوع «إل» التي تحتوي على نسبة متوسطة من الحديد؛ تمثل هذه النيازك حوالي 35% من مجموع أنواع النيازك لكنها ما تزال موضوع جدل واسع حول أصلها الدقيق. وأضافت معدة الدراسة، مارين سيوكو، أن هذه النيازك تقدم تحدياً كبيراً في تحديد نبعها، مما يستدعي إعادة تقييم شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض بشكل أدق باستخدام بيانات وتحاليل حديثة.

التحليل العلمي للنيازك وأثره على فهم شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض

قام العلماء بتحليل ثمانية نيازك من النوع «إل» جمعت من مناطق متعددة مثل الصين، أستراليا، والصحراء الكبرى، وتتميز هذه العينات بآثار واضحة لصدمات عنيفة تعرضت لها أثناء قذفها، حيث وصلت درجات الحرارة خلال هذه الصدمات إلى أكثر من ألفي درجة مئوية، ما أدى إلى ذوبان الصخور بشكل محلي وإعادة تشكيل المعادن بالكامل، وهو ما يتيح ضبط الكرونوميتر الراديوي المُستخدم في تحديد عمر النيازك بدقة. وذكرت سيوكو لوكالة فرانس برس أن مدة هذه الصدمات تؤثر أيضاً في تكوين تغيرات كيميائية في المعادن، مما يعين على استنتاج حجم الكويكب الأصلي. ويمكن تلخيص الخطوات الرئيسية في تحليل النيازك على النحو التالي:

• جمع النيازك من مواقع جغرافية مختلفة لضمان تنوع العينات
• تحديد آثار الصدمات التي تعرضت لها النيازك أثناء قذفها
• قياس درجات الحرارة المرتفعة وتقييم الذوبان المحلي للصخور
• إعادة ضبط الكرونوميتر الراديوي لتحديد عمر النيازك بدقة
• تحليل التغيرات الكيميائية الناتجة عن الصدمات لاستنتاج حجم الكويكب الأصلي

يُعد فهم شجرة عائلة الكوندريتات من النوع إل وأصل نيازك الأرض خطوة حيوية لفهم تاريخ تطور النظام الشمسي، وبفضل التحليلات المتقدمة التي تنفذها الفرق البحثية الهادفة لإعادة ربط النيازك بأجسامها الأصلية، يُمكن للعلماء اليوم الاقتراب أكثر من الكشف عن أسرار هذه النيازك، التي تحمل بين طياتها أدلة تاريخية وكونية عميقة.