خسارة الهند وروسيا.. ترامب يعترف بتراجع النفوذ أمام الصين ويتمنى لهم مستقبلًا مشرقًا معًا

الهند وروسيا تضيعان لصالح الصين وفق تصريحات ترامب الأخيرة، التي جاءت بعد اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون في بكين حيث وقف قادة البلدين إلى جانب الرئيس الصيني شي جين بينغ؛ هذه الديناميكية تعكس تحولات جيوسياسية هامة بين القوى الكبرى، خاصة في ظل التوتر المتصاعد بين واشنطن ونيودلهي وما تبعه من فرض رسوم جمركية أميركية على الصادرات الهندية.

تصريح ترامب حول فقدان الهند وروسيا لصالح الصين وتأثيره على السياسة الدولية

أكد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أن الهند وروسيا باتتا تتجهان بشكل واضح نحو التحالف مع الصين، وهو ما ظهر جليًا خلال اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون هذا الأسبوع في بكين؛ هذا الاجتماع سلط الضوء على تحالف غير مسبوق بين هذين البلدين مع الصين، تحت قيادة الرئيس شي جين بينغ، ما يشير إلى تحولات استراتيجية بعيدة المدى تؤثر على موازين القوى العالمية. وصف ترامب هذه الخطوة بأنها خسارة كبيرة، قائلاً إن الهند وروسيا “ضاعتا لصالح الصين العميقة والمظلمة”، معبراً عن أمانيه لهما بمستقبل طويل ومزدهر معًا. هذا التصريح يعكس قلقًا أميركيًا حقيقيًا من تراجع النفوذ الأميركي في آسيا، مقابل صعود محور صيني-روسي-هندي قد يعيد تشكيل المشهد السياسي العالمي بشكل جذري.

تصاعد التوترات بين واشنطن ونيودلهي وأثرها على علاقات الهند وروسيا مع الصين

يأتي تصريح ترامب في ظل تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والهند، التي شابهتها إجراءات اقتصادية شديدة من جانب واشنطن؛ حيث فرض ترامب رسوماً جمركية وصلت إلى 50% على الصادرات الهندية، منها 25% اشتملت على صادرات النفط، متهمة الهند بتمويل الحملة العسكرية الروسية بشكل غير مباشر من خلال شراء النفط الروسي. هذا الإجراء دفع الهند إلى مزيد من التقارب مع روسيا والصين، ما يعقد العلاقات الأميركية مع هذين البلدين. وتشير هذه الخطوة إلى تحولات معقدة في السياسة الخارجية الهندية، حيث تتطلع نيودلهي إلى موازنة مصالحها بين عدة قوى كبرى في ظل تعقيدات النزاعات الإقليمية والاقتصادية.

تحليل مستقبل العلاقات بين الهند وروسيا والصين في ظل التوترات الجيوسياسية الحالية

من خلال مراقبة التطورات، يظهر أن فقدان الهند وروسيا لصالح الصين لن يكون مجرد حدث عابر، بل يمثل تحوّلًا جوهريًا في سياسات هذه الدول تجاه بعضها البعض، مع احتمالية تعزيز التعاون الاقتصادي والعسكري بينهم. ويُتوقع أن تستمر العلاقات بين هذه الدول في التعقيد، خصوصًا في ظل المصالح المتداخلة، كما يمكن تلخيص أبرز هذه العناصر في التالي:

• التعاون العسكري والأمني في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، مما يعزز التحالف الثلاثي
• التكامل الاقتصادي مع التركيز على النفط والموارد الطبيعية والصناعات الثقيلة
• تحديات السياسة الخارجية لكل دولة وتأثيرها على التوازن الإقليمي والدولي

تجدر الإشارة إلى أن هذه التحولات قد تؤدي إلى إعادة صياغة شاملة للخرائط السياسية الاقتصادية في آسيا، مع احتمالية ظهور محاور جديدة تنافس النفوذ الأميركي والأوروبي في المنطقة.