استقرار النفط.. أسعار الخام ثابتة قبيل اجتماع أوبك+ وسط توترات جيوسياسية متصاعدة

أسعار النفط مستقرة وسط ترقب اجتماع أوبك+ والتوترات الجيوسياسية، حيث حافظت أسعار النفط العالمية على ثباتها خلال تعاملات اليوم بعد أن وصلت أمس إلى أعلى مستوى في شهر، مع مراقبة المستثمرين المعمقة لتصاعد المخاطر الجيوسياسية، لاسيما احتمال زيادة العقوبات الأميركية على روسيا، وذلك قبيل اجتماع حاسم لتحالف أوبك+ لمناقشة مستويات الإنتاج. واستقر خام برنت قرب 69 دولارًا للبرميل، مع تسجيل مكاسب تجاوزت 1% في جلسة الثلاثاء، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى دون 66 دولارًا للبرميل.

تأثير التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط واستقرار أوبك+

تُعد المخاطر الجيوسياسية عاملاً رئيسياً في استقرار أسعار النفط وسط التوترات المتزايدة حول العالم، حيث تهدف العقوبات المشددة ضد روسيا إلى التأثير على سوق النفط، مما يدفع المستثمرين إلى متابعة تحركات السوق عن كثب قبيل اجتماع أوبك+. ويواصل تحالف أوبك+، بقيادة السعودية وروسيا، حضوره القوي في تشكيل اتجاهات السوق، إذ من المتوقع أن يحافظ على مستويات الإنتاج دون تغيير في أكتوبر، بعد سلسلة من الزيادات المتتالية التي شهدتها الأشهر الماضية. يتابع محللو الأسواق تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي توحي باتخاذ خطوات إضافية ضد موسكو، ما يزيد من حالة القلق بشأن الإمدادات.

خطوات ترمب وتأثيرها على الأسواق النفطية مع استمرار مخاطر التوترات الجيوسياسية

تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخيرة تخيم على استقرار أسعار النفط، إذ أكد ترمب رصده لتطورات المفاوضات بين بوتين وأوكرانيا، مع استعداد لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه روسيا في حال عدم إحراز تقدم، ما يضيف بعدًا جديدًا للحالة الجيوسياسية التي تثقل كاهل السوق. وكذلك شدد على عدم التراجع عن الرسوم الجمركية التي فرضها مؤخرًا على الهند بنسبة تصل إلى 50%، عقابًا على شراء النفط الروسي، في حين أعفى الصين من هذه الإجراءات، ما يبرز نهجًا انتقائيًا في السياسة التجارية الأميركية. جميع هذه المؤثرات ترفع من درجة عدم اليقين بشأن استقرار الإمدادات النفطية في الفترة المقبلة، وسط أجواء مشحونة بالتوترات الجيوسياسية.

تذبذب أسعار النفط مع استمرار تأثير الهجمات الأوكرانية والتحركات العسكرية الأميركية في مناطق النفط

يكشف استمرار الهجمات الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيّرة ضد مصافي التكرير الروسية عن تأثيرات مزدوجة على سوق النفط؛ فبينما تؤدي إلى تقليص طاقة المصافي، قد تتيح أيضًا توفر كميات أكبر من الخام للتصدير، مما يضغط على السوق من جهة، ويعزز الأسعار على المدى القريب من جهة أخرى. يضاف إلى ذلك الدور الذي تلعبه العقوبات والرسوم الجمركية في تعميق التقلبات، حسب محللي بنك ING. وفي ذات الوقت، أدت التحركات العسكرية الأميركية قبالة سواحل فنزويلا، التي شملت إرسال سفن حربية ضمن حملة ضد تهريب المخدرات، إلى زيادة المخاوف بشأن الأمن البحري واستقرار الإمدادات في المنطقة، خاصة مع اتهامات الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو للولايات المتحدة بالسعي للاستيلاء على النفط الخام في بلاده.

• ترقب المستثمرين للعقوبات الأميركية المحتملة على روسيا وتأثيرها على الإنتاج
• استمرار الرسوم الجمركية الأميركية على واردات الهند وتبعاتها على السوق النفطية
• الردود الروسية على الهجمات الأوكرانية وتأثيرها على قدرات تكرير النفط
• التحركات العسكرية الأميركية في مناطق النفط المثيرة للقلق وتحركات أوبك+

تتوازن أسعار النفط العالمية في ظل التوقعات المتباينة، حيث يؤدي تداخل عوامل التوتر الجيوسياسية مع الاجتماع المرتقب لأوبك+ إلى تذبذب في الأسعار؛ ورغم الاستقرار النسبي الحالي، تبقى الأسواق متيقظة لأي تغييرات قد تطرأ على مستويات الإنتاج أو التطورات الأمنية، مع استمرار تأثير المخاطر الجيوسياسية وأهمية قرارات أوبك+ القادمة في تحديد مسار أسواق النفط في الفترة المقبلة.