ارتفاع الأسعار.. تسارع صعود أسعار الديزل وسط ترقب خفض الفائدة وتأثيره المحتمل

توقعات ارتفاع أسعار الديزل مع احتمالات خفض الفائدة تثير اهتمام المستثمرين والصناعيين على حد سواء، حيث تشير المؤشرات إلى أن موسم الخريف سيكون فترة حاسمة لنمو الطلب على الديزل، مدفوعًا بإشارات قوية نحو خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، ما يعزز النشاط الصناعي ويجدد الثقة في استقرار السوق الاقتصادي.

توقعات ارتفاع أسعار الديزل مع احتمالات خفض الفائدة: الديزل رهانات المستثمرين الكبرى

شهدت أسعار الديزل منذ شهر مايو الماضي ارتفاعًا بنحو 20%، متجاوزة أداء النفط الخام والبنزين، في مؤشر واضح على تحوّل هذا الوقود إلى الرهان المفضل لدى المستثمرين الكبار الذين يتطلعون إلى الاستفادة من تحسن النشاط الاقتصادي المتوقع مع تخفيف الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة، وهو ما أشار إليه جيروم باول رئيس الفيدرالي الأمريكي من خلال تصريحاته المشجعة حول احتمال خفض الفائدة في اجتماع الشهر الجاري.
قالت سامانثا هارتكي، رئيسة تحليل السوق في Vortexa، إن “الديزل هذه المرة أكثر حساسية للسياسة النقدية مما كان عليه خلال الأعوام الماضية”، ما يوضح الدور المحوري الذي يلعبه الوقود في قراءة تحركات الاقتصاد العالمي الحالي.

أسعار الديزل وتأثير خفض الفائدة على الطلب الصناعي والنشاط الاقتصادي

تُظهر أداة CME FedWatch أن الأسواق تعطي احتمالًا بنسبة 92% لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للاحتياطي الفيدرالي، ويعتقد المحللون أن هذا القرار سيكون دافعًا قويًا لتنشيط النشاط الصناعي، خصوصًا في القطاعات الثقيلة التي تعتمد بشكل كبير على الديزل كوقود رئيسي.
في المقابل، ما تزال توقعات أسعار النفط الخام الأمريكي عند أدنى مستوياتها منذ عشرين عامًا، ما يبرز انفصالًا واضحًا في توجهات سعر الوقود مقارنة بأسعار النفط الخام، حيث يتراجع ارتباط أسعار الفائدة بأسعار الخام، وهو ما يعكس تحركات مختلفة في الأسواق بين أنواع الوقود المتنوعة.

• احتمال خفض الفائدة بنسبة 92% وفقًا لأداة CME FedWatch
• تحفيز النشاط الصناعي وخاصة الصناعات الثقيلة التي تستهلك الديزل بشدة
• توقعات النفط الخام عند أدنى مستويات في عقدين ونصف
• انفصال في تحركات أسعار الوقود بين الديزل والنفط الخام

توقعات ارتفاع أسعار الديزل مع احتمالات خفض الفائدة وتأثيرات موسمية ومخاطر السوق

شهدت بيانات تداول السلع تحوّلًا ملحوظًا، حيث زاد مستشارو تداول السلع نسبة الشراء في الديزل من 18% إلى 55% في غضون أسبوعين فقط، الأمر الذي يعكس ثقة المستثمرين المتنامية في ارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة.
إضافة إلى ذلك، قد يمثل موسم الحصاد والشتاء القارس ضغوطًا إضافية على سوق الديزل، بسبب الحاجة المرتفعة إلى الوقود لتشغيل معدات الحصاد والتدفئة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف التشغيل الزراعي ونقص في الإمدادات، ما ينعكس سلبًا على سلاسل الإمداد والغذاء.
أكدت هارتكي من Vortexa أن الأمر لا يقتصر على قطاع النقل فقط، بل يمتد إلى صناعات بأكملها قد تواجه توقفًا إذا تجاوزت الأسعار مستويات حرجة.
أما بالنسبة لتوقعات أسعار الديزل المستقبلية، فيرى فيليب فيرليجر، أحد خبراء الطاقة، أن سعر جالون الديزل قد يصل إلى 10 دولارات حال استمر هذا الاتجاه التصاعدي، بينما يبلغ المتوسط الحالي أقل من 4 دولارات في الولايات المتحدة.
ولكن، قد تؤدي ظروف جوية دافئة مفاجئة أو تكدس سريع للمخزونات إلى تخفيف حدة الضغط على الأسعار، إلى جانب ارتفاع تكاليف الشحن التي من المحتمل أن تبطئ من الطلب الصناعي، مما قد يساعد في إعادة التوازن إلى السوق مجددًا.

ويبقى توقعات ارتفاع أسعار الديزل مع احتمالات خفض الفائدة أحد أهم المتغيرات الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الصناعات المختلفة، ويستلزم متابعة مستمرة لحركة الأسواق والسياسات النقدية، خاصة في ظل التقلبات الموسمية والضغوط المتصاعدة على سلاسل الإمداد، ما يعزز أهمية هذا الوقود الحيوي في رسم ملامح الاقتصاد العالمي خلال الفترة المقبلة