شعر النبي.. تفاصيل جديدة حول الفيديو المتداول لتقبيل الصندوق المحتوي عليه

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا مقطع فيديو يُظهر تقبيل صندوق يُزعم احتواؤه على شعر النبي محمد ﷺ؛ وهو مشهد أثار جدلًا واسعًا في بغداد بين مؤيد ومعارض لمثل هذه الممارسات الدينية الشعبية التي تعكس شدة الالتزام والاعتقاد بقداسة المقتنيات النبوية.

التبرك بشعر النبي محمد ﷺ بين الإيمان الشعبي والشكوك العلمية

يُركز الفيديو على ما يُعرف بـ”الحضرة الحنفية” في بغداد، وهو مبنى ديني يُحتفظ فيه، حسب المزاعم، بعدد من شعرات النبي محمد ﷺ داخل صندوق خشبي صغير مغلق، يحرص الزوار على تقبيله بخشوع تعبيرًا عن التبرك والاقتراب الروحي. يظهر الفيديو شخصًا يعتني بنظافة الصندوق باستخدام منديل ورقي بين كل زيارة وأخرى، للإبقاء على نظافة القطعة الثمينة ومنع انتقال العدوى، رغم أن هذه الطريقة أثارت تساؤلات كبيرة حول مدى ملاءمتها في التعامل مع مقتنيات يُعتقد بأنها مقدسة. رغم غياب أي إثبات علمي أو تاريخي موثق لأصالة هذه الشعرات، يستمر الإيمان الشعبي بقداسة هذه المقتنيات في مناطق عديدة، مما يعكس جانبًا من الروحانية التي يشعر بها الموحدون تجاه النبي ﷺ وذخائره.

الجدل بين التأييد والرفض لممارسة تقبيل مقتنيات النبي بدافع التبرك

تفاوتت ردود الفعل تجاه الفيديو بين من رأى فيه تعبيرًا عن التمسك بالهوية الدينية والتقرب إلى النبي محمد ﷺ، وبين من اعتبر هذه الممارسات بدعًا أو تمثيلًا خرافيًا يبتعد عن تعاليم الإسلام الحقيقية التي تحث على احترام النبي من دون مبالغة في تبجيل المقتنيات الخاصة به. وانعكاسًا لذلك، أثارت اللقطات نقاشًا حول أهمية الإشراف الرسمي والرقابة الدينية والعلمية على المواقع التي تُعرض فيها مثل هذه المقتنيات، لتفادي استغلال المشاعر الدينية في أغراض تجارية أو دعائية قد تُسيء إلى المعتقدات الثابتة، ويطالب كثيرون بتشكيل لجان مختصة تجمع بين علماء التاريخ والشريعة والآثار للتحقق من صحة هذه المزاعم والحد من التضليل.

أهمية التوازن بين الإيمان الشعبي وصحة التراث النبوي في الحفاظ على المقدسات

تُعد “الحضرة الحنفية” في بغداد من المواقع القديمة التي يُعتقد أنها تضم آثارًا إسلامية قيّمة، لكنها تظل غير معترف بها رسميًا من الجهات الدينية أو الأثرية الكبرى، ما يفسح المجال للشكوك حول محتوياتها ويدفع إلى التفكير مجددًا في علاقة المجتمعات بالطابع المادي للتراث النبوي. يؤكد المشهد الحاصل ضرورة وضع معايير واضحة للتعامل مع مقتنيات نبوية، تسعى لمزج الاحترام والتقدير بالإيمان، مع الالتزام بالمنهج الشرعي العلمي، الذي يمنع الانزلاق إلى ممارسات قد تؤدي إلى تحريف الفهم الصحيح للدين.

الحالةالوصف
المحتوى المعروضعدد من شعرات النبي ﷺ داخل صندوق خشبي مغلق
الموقعالحضرة الحنفية – بغداد
التعامل مع الصندوقمسح السطح بمنديل ورقي بين زيارات الزوار
ردود الفعلتباين بين التأييد والرفض والمطالبات بتشكيل لجان تحقق
الاعتراف الرسميغير معترف به رسميًا من الجهات الدينية والأثرية الكبرى

يبقى هذا الفيديو شاهدًا حيًا على تعقيدات العلاقة بين التقاليد الدينية الشعبية والموروثات النبوية التي تحتاج إلى نظرة متأنية هدفها تحقيق التوازن بين الاحتفاظ بالجوانب الروحية وبين احترام النصوص الشرعية والحقيقة العلمية. من هنا، يستوجب الأمر تقوية الرقابة والمراجعة لضمان أن الممارسات الدينية تحترم التوحيد وتبتعد عن التزييف، مع استغلال التراث بطريقة تحفظ كرامة الدين والمجتمع على حد سواء.