انتحار طفلة.. استراتيجيات فعالة للتحكم في غضب الأطفال بطرق ذكية

طفلة تبلغ من العمر 14 عاما انتحرت بالقفز من شرفة الطابق الخامس بعد سحب والدتها هاتفها المحمول كعقاب لها، ما يسلط الضوء على أهمية فهم غضب الأطفال وكيفية التعامل الصحيح معه لمنع وقوع مواقف مأساوية مماثلة. الغضب عند الأطفال هو رد فعل نفسي طبيعي عند حجب شيء يحبونه، مثل الهاتف أو اللعب، وقد يؤدي سوء التعامل معه إلى تصاعد المشاعر السلبية.

كيفية التعامل مع غضب الأطفال وسحب الهاتف بشكل صحيح

توضح الدكتورة رشا عبد الجبار، أخصائية الصحة النفسية، أن استجابة الغضب عند الأطفال تحدث عندما يُحرم الطفل من شيء يحبه، كالهاتف المحمول أو الألعاب، مما يجعله يشعر بالظلم ويظهر ردود فعل عاطفية قد تكون عنيفة، ولا يستبعد الأمر اللجوء إلى الانتحار في بعض الحالات المتطرفة؛ ولذا يصبح التعامل السليم مع الغضب ضروريًا حتى لا تتفاقم المشكلات النفسية. يجب على الأهل مراقبة سلوكيات أطفالهم باستمرار من خلال ملاحظة تصرفاتهم مع الأصدقاء والأسرة، لأن هذه المواقف تعكس الحالة النفسية الحقيقية لديهم. كما أن التربية السليمة تبدأ من المنزل من خلال وضع قواعد واضحة لتعديل السلوك وتفادي ردود الأفعال السلبية.

استخدام أسلوب العقاب المشروط للتقليل من الأزمات النفسية للأطفال

العقاب المشروط هو أسلوب يعتمد على الحوار المستمر مع الطفل ليتفهم سبب العقاب والقواعد المطبقة، مثل مدة استخدام الهاتف المحمول، حيث يُوضَع اتفاق واضح كالآتي: “إذا التزمت بالوقت المسموح به تحصل على امتيازات إضافية، وإذا خالفت القواعد يتم تقليل مدة استخدام الهاتف في المرة القادمة”، وهذا الأسلوب يحفز الالتزام لدى الطفل ويجعل العقاب مبررًا ومدروسًا بعيدًا عن العقاب المفاجئ الذي يولد شعورًا بالظلم ويزيد من مشاعر الغضب والعدوانية. تحذر الدكتورة رشا من اتخاذ قرارات حرمان فجائية دون تفسير، لأنها قد تدفع الطفل إلى الاعتقاد بأن والدته لا تحبه، مما يزيد من التوتر النفسي.

خطوات تعزيز السلوك الإيجابي وتعليم التحكم في غضب الأطفال

تشدد اختصاصية الصحة النفسية على أهمية تشجيع السلوكيات الإيجابية فور حدوثها، مثل مدح الطفل عندما يلتزم بالقواعد أمام الآخرين من أجل رفع دافعيته للاستمرار. وتوضح أن ردود فعل نوبات الغضب لدى الأطفال قد تتنوع بين الصراخ، التشنجات، ورفض الطعام، مما يتطلب حكمة وعقلانية في التعامل مع هذه الحالات دون اللجوء إلى العنف، الذي قد يغرس مشاعر العدوانية ويزيد من المشاكل النفسية. من المهم تعليم الطفل تقنيات التحكم في الغضب، كالتنفس العميق والتفكير قبل التصرف، مع استمرار الحوار بين الوالدين والطفل لوضع قواعد واضحة تتبعها خطوات منفذة بدقة.

  • وضع قواعد واضحة للاستخدام والالتزام بها
  • حوار مستمر بين الأهل والطفل حول السلوكيات
  • تعزيز السلوك الإيجابي بالثناء الفوري
  • تجنب العقاب المفاجئ بدون تفسير
  • تعليم الطفل تقنيات التحكم في الغضب

كما نصحت الدكتورة الأهل بوضع قواعد واضحة للأطفال حتى قبل بلوغ عمر 11 أو 12 سنة، والعمل على رسم خطة تربوية مشتركة معهم بهدف تقليل الخلافات والغضب، مما يساهم في بناء علاقة صحية وسليمة تجمع الأسس النفسية السليمة مع التواصل المفتوح والتفاهم، ويجنب الطرفين الأذى النفسي والجسدي المحتمل الناتج عن التصرفات المفاجئة أو العقاب العنيف.

العنصر التأثير الإيجابي
ملاحظة السلوك تعكس الحالة النفسية وتمكن من التدخل المناسب
العقاب المشروط يجعل العقاب مبررًا ويوجه الطفل للالتزام
تعزيز السلوك الإيجابي يرفع دافعية الطفل للاستمرار في التصرفات الحسنة
تعليم التحكم في الغضب يوفر أدوات لتجنب ردود الفعل العنيفة