موقع مغلق.. أكبر منصة بث مباشر للمباريات الرياضية تتوقف في مصر

كان إغلاق موقع Streameast للبث المباشر غير القانوني للمباريات الرياضية حدثًا بارزًا في مكافحة القرصنة الرقمية، حيث لعب دورًا كبيرًا في تقديم محتوى رياضي مباشر بشكل غير قانوني لملايين المستخدمين حول العالم، ما جعل هذا الحدث محط أنظار شركات الإعلام والترفيه العالمية.

تفاصيل إغلاق موقع Streameast للبث غير القانوني للمباريات المباشرة

أعلنت مؤسسة “التحالف من أجل الإبداع والترفيه” (ACE)، التي تضم أكثر من 50 شركة بارزة في مجالات الإعلام مثل Netflix وAmazon وApple TV وParamount، عن إغلاق منصة Streameast التي كانت من أكبر المواقع العالمية في بث المباريات الرياضية بشكل غير قانوني، بالتعاون مع الشرطة المصرية. الموقع استقبل أكثر من 1.6 مليار زيارة خلال العام الماضي فقط، وقد وفر لملايين المستخدمين، خصوصًا في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وصولًا مجانيًا وبلا ترخيص لمباريات الدوريات الكبرى، مثل الدوري الإنجليزي الممتاز، سباقات الفورمولا 1، ومباريات دوري البيسبول الأمريكي.

تفاصيل القبض على المتهمين ودور السلطات في إيقاف موقع Streameast

في إطار الحملة الأمنية، تم القبض على شخصين في منطقة الشيخ زايد للاشتباه في تورطهما بانتهاك حقوق الطبع والنشر، حيث عثرت الشرطة خلال المداهمة على أجهزة حاسوب محمولة وهواتف ذكية، إضافة إلى مبالغ نقدية وبطاقات ائتمانية، يشتبه بأنها استخدمت لتشغيل الموقع. التحقيقات أظهرت أيضًا وجود صلة بشركة وهمية مسجلة في الإمارات، يُعتقد أنها كانت تُستخدم لغسيل أموال بقيمة 4.9 مليون جنيه إسترليني (نحو 20 مليون جنيه مصري) من عائدات إعلانية منذ عام 2010، مما يعكس نطاق الأعمال غير القانونية المرتبطة بالموقع.

أثر إغلاق Streameast على سوق البث الرياضي ومواجهة القرصنة الرقمية

وصف تشارلز ريفكين، رئيس مجلس التحالف ACE، إغلاق موقع Streameast بأنه انتصار مهم في مكافحة القرصنة الرقمية، معتبرًا أن هذه الخطوة تدعم مصالح الدوريات الرياضية وشركات الترفيه والجماهير على مستوى العالم؛ بينما أشار إد مكارثي، مدير العمليات في منصة DAZN، إلى أن الموقع يهدد حقوق البث الشرعية ويؤثر سلبًا على الصناعة والمشاهدين. من جهة أخرى، شدد بن وودز، المحلل لدى شركة Midia Research، على أن إغلاق Streameast لا يمثل نهاية للقرصنة الرياضية، إذ تستمر ظاهرة البث غير القانوني بسبب ارتفاع تكاليف الاشتراكات وتشعب المنصات التي يتوجب الاشتراك بها لمتابعة الرياضة، كما أن جيل الشباب يفضل الحصول على المحتوى المجاني عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما يصعب كبح هذه الظاهرة نهائيًا.

تجدر الإشارة إلى استمرار ظهور مواقع بديلة تحمل اسم Streameast، تدعي تقديم نفس المحتوى مجانًا، ما دفع مؤسسة ACE إلى التحري لمعرفة ارتباط هذه المواقع بالشبكة الأصلية. تشير بيانات Brand Finance إلى أن 43% من 14 ألف مشجع في 13 دولة يفكرون باستخدام منصات بث غير رسمية لتفادي تكاليف الاشتراك المرتفعة، ما يوضح التحدي الكبير الذي يواجهه القطاع في وقف ظاهرة القرصنة على مستوى العالم.

على صعيد متصل، تم تكثيف الأحكام القضائية ضد مواقع القرصنة عالميًا، حيث سجلت المملكة المتحدة حكمًا بالسجن ثلاث سنوات بحق “ستيفن وودوارد” لإدارته ثلاث مواقع بث غير مسموح بها، محققًا دخلاً تجاوز مليون يورو، استخدم جزءًا منه في شراء سيارات فارهة ومقتنيات فاخرة، فيما نال شقيقه كذلك عقوبة بالسجن بتهمة غسيل الأموال، مما يبرهن على الجهود المتلاحقة لكبح جماح البث الرياضي غير القانوني.