رهانات الفائدة.. الذهب يقترب من تجاوز 4 آلاف دولار قبل منتصف 2026

ارتفعت أسعار الذهب اليوم الثلاثاء ليسجل المعدن النفيس مكاسب قوية للجلسة السادسة على التوالي، بدعم رئيسي من انخفاض قيمة الدولار الأميركي وسط أجواء من التفاؤل الحذر في الأسواق المالية، مع تزايد التوقعات بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه منتصف سبتمبر الحالي، ما قد يعيد توجيه السياسة النقدية الأمريكية نحو التيسير.

ارتفاع أسعار الذهب وواصل الصعود وسط هبوط الدولار وغيوم الاقتصاد الأمريكي

شهد الذهب تراجعًا مؤثراً في سعر الدولار، ما عكس إيجابياً على تحركات المعدن الأصفر في التعاملات الفورية، حيث صعد بنسبة 0.5% ليبلغ 3550 دولار للأونصة، ولهث المستثمرون نحو السعر غير المسبوق الذي لامس 3579 دولار خلال الساعات الأولى من التداول، بينما تعززت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بقفزة ملحوظة بلغت 1.4% لتستقر عند 3589 دولار للأونصة، وهو ما يعكس الطلب المتزايد على الذهب كملاذ آمن وسط حالة عدم الاستقرار في الأسواق.
يأتي هذا الارتفاع مدعومًا بتباطؤ الاقتصاد الأمريكي، الذي يشير إلى ضرورة تخفيف الفيدرالي قبضته النقدية؛ فكلما اتسم الاقتصاد الأمريكي بالضعف εμφανى زخم أكبر لأسعار الذهب ليصبح خيارا مفضلا للتحوط من مخاطر السوق.

أسباب صعود الذهب عالمياً وتوقعات خفض الفائدة الأمريكية في سبتمبر

باعتبارها العامل الأبرز في حركة الذهب، تراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من شهر أمام سلة العملات الرئيسية، مما زاد جاذبية المعدن الأصفر للمستثمرين الأجانب، بالإضافة إلى المخاوف المتزايدة حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي التي أدت إلى ضعف الثقة في الأصول الدولارية.
تُسعر الأسواق بمعدل يفوق 90% خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 17 سبتمبر القادم، وفي مثل هذه الظروف يظل الذهب المستفيد الكبير لعدم احتوائه على عائد مباشر، بينما تتلاشى جاذبية الأصول الاستثمارية الأخرى مع انكماش العوائد؛ وهو ما تعزز بدعم بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي بنسبة 0.2% شهريًا و2.6% سنويًا، مما يعزز فرص تبني سياسة نقدية أكثر تساهلاً.
ولا تزال الأسواق تترقب بشدة صدور تقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة المقبل، والذي يُعتبر مؤشرًا حيويًا قد يحدد توجهات الفيدرالي إزاء المدى القريب.

توقعات أسعار الذهب مع تأثير قرارات الفائدة الأمريكية حتى منتصف 2026

في ذات السياق، أكد محمد صلاح، رئيس التشغيل في شركة سبائك، في تصريح لـ”العربية” أن صدور بيانات سوق العمل الأمريكية في سبتمبر سيشكل عاملًا رئيسياً لتحديد مسار أسعار الذهب، مشيرًا إلى أن الأسواق أدرجت خفض الفائدة المرتقب بمقدار 25 نقطة أساس، لكن أي تخفيض إضافي قد يرفع الطلب على الذهب ويعزز معدلات صعوده بشكل ملحوظ.
وأضاف صلاح أن الذهب يحافظ على زخمه وثباته رغم تقلبات الأسواق العالمية، متوقعًا أن تتراوح أسعاره بنهاية 2025 بين 3600 و3700 دولار للأونصة، معتبراً هذه المستويات مؤشراً على قوة الطلب كملاذ آمن.
كما توقع اقتراب الذهب من حاجز 4000 دولار للأونصة على المدى المتوسط، وذلك بدعم من السياسات النقدية المتيسرة وتباطؤ النمو العالمي، وهو اتجاه قد يمتد حتى منتصف 2026 ويعزز مكانة الذهب كأحد أكثر الأصول ملائمة لمواجهة التضخم والتوترات الجيوسياسية.

• تراجع مؤشر الدولار وأثره المباشر على ارتفاع الذهب
• تزايد التوقعات بقيادة الفيدرالي لخفض الفائدة
• مخاوف اقتصادية وجيوسياسية تعزز مكانة الذهب كملاذ آمن

مع استمرار الضغط على الدولار وتزايد فرص تخفيف السياسة النقدية الأمريكية، يستمر الذهب في نيل حصة أكبر من الاهتمام الاستثماري، مدعوماً باتجاه صعودي قوي يعزز فرص تسجيل أسعار تاريخية جديدة، وسط متابعة حذرة للبيانات الاقتصادية وتقلبات الأسواق العالمية.