نجاح المهمة.. غاتوزو يتولى قيادة إيطاليا نحو التأهل للمونديال

إعادة بناء فريق إيطاليا واستعداداته وسط جدل مواجهة إسرائيل في تصفيات كأس العالم

قال جاتوزو الاثنين “أريد أن أرى شعورا بالانتماء واستعدادًا للتضحيات، وقبولا لسماع الحقائق المزعجة من زملائنا في الفريق، لا يمكننا السماح للخوف بالتسلل إلى عقولنا”، وهذه كلمات تعكس روح الفريق الذي يسعى لإعادة بناء منتخب إيطاليا وتحقيق أفضل النتائج في تصفيات كأس العالم، وسط أجواء متوترة بسبب مواجهة منتخبه لإسرائيل.

كيف يستعد جاتوزو لإعادة بناء منتخب إيطاليا في تصفيات كأس العالم؟

يمزج جاتوزو في تحضيراته لفريق إيطاليا بين الإرث التاريخي وروح الحاضر، فقد توج بطلاً للعالم مع الأزوري عام 2006، وهي البطولة التي رسخت سمعة إيطاليا كقوة كروية عريقة، لكن السنوات التي تلت ذلك شهدت تراجعًا مؤلمًا؛ خروج المنتخب من دور المجموعات في نسختي 2010 و2014، وعدم التأهل مطلقًا لمونديالي 2018 و2022.

أشاد جاتوزو بضرورة تقوية الشخصية والروح القتالية داخل الفريق، مؤكداً “علينا أن نكون أقوياء، ولا نستسلم إذا بقيت النتيجة 0-0 بعد أول 10 دقائق، نحتاج لأن نكون فريقًا مترابطًا يقاتل بكل قوة”، متذكراً أن التاريخ يثبت أن المنتخب الإيطالي لم يفتقر أبداً إلى عزيمة القتال، وهذا يتطلب استعادة تلك الروح لمنافسة قوية في تصفيات كأس العالم.

الجدل السياسي وتأثيره على استعدادات منتخب إيطاليا في تصفيات كأس العالم

تتزامن تحضيرات إيطاليا مع توتر سياسي ملحوظ بسبب مواجهة منتخبه لإسرائيل في ديبريتسن بالمجر، في مباراة حاسمة ضمن تصفيات كأس العالم. حيث تتصدر إسرائيل جدول الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن إيطاليا لكنها لعبت مباراة إضافية، ما يزيد الضغوط على الأزوري للارتقاء بمستواه.

تتسبب الأوضاع في قطاع غزة بمزيد من التوتر، حيث تشير إحصائيات وزارة الصحة في غزة إلى وفاة أكثر من 63 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بينما أعلنت الأمم المتحدة أن القطاع يعاني مجاعة حقيقية، ما أثار احتجاجات واسعة بين الناشطين في إيطاليا ورابطة مدربي كرة القدم الذين دعوا لاتخاذ إجراءات ضد مشاركة إسرائيل في البطولات الدولية.

• مظاهرات حاشدة أمام مهرجان البندقية السينمائي تندد بما وصفته بالإبادة الجماعية
• رسالة مفتوحة من صناعي السينما تطالب بإدانة الحكومة الإسرائيلية
• دعوات من اتحاد مدربي كرة القدم الإيطالي لتجميد مشاركة إسرائيل الدولية

هذه الأجواء السياسية أثرت بشكل ملموس على الأسبوع الأول لجاتوزو في منصبه، إذ حاول الاتحاد الإيطالي لكرة القدم وفريقه إيجاد حلول تضمن سير مباراة أكتوبر المقبلة في أوديني بسلاسة، متطلعين لتفادي أي توترات قد تؤثر على سير المنافسة في تصفيات كأس العالم.

رؤية جاتوزو للسلام وأثره على أداء المنتخب في تصفيات كأس العالم

يُعرف جاتوزو بتصرفه العاطفي ومشاعره الإنسانية، حيث صرح “أنا رجل سلام، يؤلمني رؤية المدنيين والأطفال المتأثرين بهذا الصراع”، معبراً عن ألمه العميق تجاه الأوضاع الإنسانية التي تؤثر خارج الملعب.

وهو يؤكد أن واجبه ومنتخب إيطاليا مع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم هو التركيز على أداء الفريق وتحقيق الانسجام، والعمل بجد لتأمين ظروف مثالية للعب المباريات. رغم كل الضغوط السياسية والإنسانية، يأمل جاتوزو في تحقيق حل سلمي بعيد عن الصراعات، مشيراً إلى أن هذا الأمر “يلامس القلب” ويؤثر على الجميع.

يتطلب النجاح في تصفيات كأس العالم من منتخب إيطاليا استعادة شخصية الفريق القتالية والروابط الجماعية بين اللاعبين، مع التعامل باحترافية مع التحديات السياسية المحيطة بها، وفي الوقت نفسه الحفاظ على القيم الإنسانية التي تؤمن بها قيادة الفريق. بالتالي، يجري جاتوزو وفريقه تحضيرات حثيثة على كل المستويات لضمان تمثيل يليق بتاريخ وقوة المنتخب الإيطالي في عالم كرة القدم.