تراجع النفط.. تأثير منتظر لاجتماع “أوبك+” على زيادة الإنتاج

المعدن الثمين الذهب قد يتجاوز 3,600 دولار للأونصة لأول مرة في التاريخ مع ترقب السوق لبيانات هامة حول سوق العمل في الولايات المتحدة، ويأتي ذلك في ظل تراجع الأسعار بالسوق الأوروبية بعد ثمانية أيام من المكاسب المستمرة بسبب عمليات التصحيح وجني الأرباح وانتعاش الدولار الأمريكي.

تحليل حركة أسعار الذهب في ظل ترقب بيانات سوق العمل الأمريكية

شهد سعر الذهب تراجعًا بنسبة 1.35% ليصل إلى 3,511.62 دولارًا للأونصة، مقارنة بمستوى افتتاح التعاملات عند 3,559.41 دولارًا، مع تسجيل أعلى مستوى خلال الجلسة عند 3,564.26 دولارًا، وذلك في أول هبوط يومي للسعر خلال ثمانية أيام متواصلة من المكاسب. وعلى الرغم من هذا الانخفاض الطفيف، فإن أسعار المعدن الثمين الذهب قد تجاوزت في الجلسات السابقة أعلى مستوياتها التاريخية عند 3,578.61 دولارًا للأونصة، مسجلة بذلك أطول سلسلة مكاسب يومية هذا العام بنتيجة ارتفاع مستمر على مدى سبعة أيام، فيما كانت تلك المكاسب مدفوعة بطلب قوي على الذهب كملاذ آمن مع تزايد المخاوف من ارتفاع مستويات الديون العالمية وتجدد التوترات التجارية التي فرضتها الرسوم الجمركية السابقة من إدارة ترامب.

ارتفعت قيمة مؤشر الدولار الأمريكي يوم الخميس بنسبة 0.15% وصولًا إلى 98.64 نقطة، مسجلة أعلى مستوى لها خلال الأسبوع، وهو ما دفع المستثمرين للتركيز على شراء العملة الأمريكية كخيار استثماري أكثر أمانًا وسط حالة عدم الاستقرار المالي المتزايد في كل من أوروبا والمملكة المتحدة، وارتفاع عبء الديون الدولية، مما أثر مؤقتًا على أسعار الذهب.

ارتباط الذهب بتحركات الفائدة الأمريكية وتأثير ذلك على السوق

أعلنت وزارة العمل الأمريكية عن انخفاض فرص العمل المتاحة إلى 7.18 مليون وظيفة في يوليو الماضي، مقابل 7.36 مليون وظيفة في يونيو، مبشرة بأسوأ من توقعات الأسواق التي كانت تشير إلى 7.38 مليون وظيفة. ونتيجة لهذه البيانات، ارتفعت احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في اجتماعات سبتمبر وأكتوبر القادمة وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، إذ صعدت النسبة من 92% إلى 98% فيما يخص سبتمبر، ومن 95% إلى 99% في أكتوبر، بينما تراجعت احتمالات الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

وقد صرح عدد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأن ضعف سوق العمل يعزز توجههم لدعم تخفيضات محتملة في أسعار الفائدة، حيث أكد كريستوفر والر، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، على ضرورة تقليل الفائدة في الاجتماع المقبل، في إطار محاولات تعزيز النشاط الاقتصادي. وتعتمد إعادة تسعير احتمالات الفائدة على البيانات المقبلة من سوق العمل الأمريكي التي ستصدر خلال يومي الخميس والجمعة، منها تقرير وظائف الشركات الخاصة وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، إضافة إلى تقرير الوظائف الشهرية لشهر أغسطس.

توقعات أداء الذهب واستجابة صناديق المؤشرات العالمية لتقلبات السعر

أوضح المدير الإداري لشركة جولد سيلفر سنترال في سنغافورة، برايان لان، أن عمليات جني الأرباح التي شهدها الذهب مؤخرًا لا تُغيّر من توجه السوق الصاعد، مؤكدًا استمرار الطلب القوي على المعدن كملاذ آمن. وأضاف لان أن توقعات خفض الفائدة المتجددة والمخاوف المتعلقة باستقلالية الاحتياطي الفيدرالي تعزز من فرص ارتفاع سعر الذهب إلى مستويات قد تتجاوز 3,800 دولار للأونصة في المدى القريب.

وقد انخفضت حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب عالميًا، بنحو 6.3 أطنان متريّة بالأمس، ليبلغ الإجمالي 984.26 طنًا متريًا متخليًا عن أعلى مستوياته المسجلة في 16 أغسطس 2022 عند 990.56 طنًا.

• انخفاض فرص العمل الأمريكية إلى 7.18 مليون في يوليو يعزز احتمالات خفض الفائدة
• ارتفاع مؤشر الدولار يعيد تقييم أسعار الذهب مؤقتًا
• عمليات جني الأرباح تُظهر صحّة السوق الصاعد للذهب على المدى الطويل
• توقع وصول الذهب إلى مستويات 3,800 دولار وتعزيز الطلب على الملاذات الآمنة

يبقى سعر الذهب أمام اختبار حاسم خلال الأيام القادمة مع صدور بيانات سوق العمل الأمريكية التي تحدد توجهات الفائدة وتوازن القوى بين الذهب والدولار. وبينما يعكس السعر انخفاضًا طفيفًا اليوم، إلا أن تحركات صندوق SPDR وحجم التداول على المعدن تظل مؤشرات على حالة تذبذب طبيعية في سوق صاعد بامتياز، مما يشير إلى أن الذهب قد يشهد مستويات قياسية غير مسبوقة في المستقبل القريب، مدعوما بعوامل اقتصادية وأسواق مالية متقلبة تدعم بقوة معدن الذهب كأفضل ملاذ آمن.